{myadvertisements[zone_1]}
موضوع مغلق 
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي .
داعية السلام مع الله غير متصل
وما كنا غائبين ..
*****

المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
مشاركة: #100
قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي .

القصة الثالثة والخمسون ..

توبة امرأة مومسة على يد أحد الصالحين ..


هذه قصة يرويها لنا الشيخ (علي الطنطاوي) في ذكرياته الجميلة ويحلق بنا في مصر أرض الكنانة، حيث الجامع الأزهر موطن العلماء، فيقول:

كان من علماء الجامع الأزهر شيخ وقور ..

لا يعرف من الدنيا إلا الجامع الأزهر الذي يدرس فيه، والبيت القريب منه الذي يسكنه، والطريق بينهما..

فلما طالت عليه المدة، وعلت به السن، واعتلت منه الصحة، احتاج إلى الراحة، فألزمه الطبيب بها، وأشار عليه أن يبتعد عن جو العمل وعن مكانه، وأن ينشد الهدوء في البساتين والرياض، وعلى شط النيل. فخرج فاستوقف عربة، ولم تكن يومئذ السيارات، وقال له: خذني يا ولدي إلى مكان جميل أتفرج فيه وأستريح..

وكان صاحب العربة خبيثاً، فأخذه إلى طرف الأزبكية، حيث كانت بيوت المومسات، وقال: هنا. قال: يا ولدي لقد قرب المغرب فأين أصلي؟ خذني أولاً إلى المسجد. قال: هذا هو المسجد!

وكان الباب مفتوحاً، وصاحبة الدار قاعدة على الحال التي يكون عليها مثلها، فلما رآها غض بصره عنها، ورأى كرسياً فقعد عليه ينتظر الأذان، وهي تنظر إليه، لا تدري ما أدخله عليها، وليس من رواد منزلها، ولا تجرؤ أن تسأله، منعها بقية حياء، وهو يستح وينظر في ساعته، حتى سمع أذان المغرب من بعيد فقال لها أين المؤذن؟

لماذا لا يؤذن وقد دخل الوقت؟ هل أنت بنته؟ فسكتت، فانتظر قليلاً، ثم قال: يا بنتي المغرب غريب، لا يجوز تأخيره، وما أرى هنا أحداً، فإن كنت متوضئة فصلي ورائي تكن جماعة.

وأذن، وأراد أن يقيم، وهو لا يلتفت إليها، فلما لم يحس منها حركة، قال: مالك؟ ألست على وضوء؟ وهنا وقع الأمر العظيم ..

لقد استيقظ إيمانها دفعة واحدة ! ونسيت ما هي فيه، وعادت إلى أيامها الخوالي، أيام كانت فتاة عفيفة طاهرة، بعيدة عن الإثم، وراحت تبكي وتنشج، ثم ألقت بنفسها على قدميه...

فدهش، ولم يدر كيف يواسيها وهو لا يريد أن ينظر إليها، أو أن يمسها.. وقصت عليه قصتها، ورأى من ندمها وصحة توبتها ما أيقن معه صدقها فيها، فقال:

اسمعي يا بنتي ما يقوله رب العالمين: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم.

جميعا يا ابنتي جميعاً، إن باب التوبة مفتوح لكل عاص، وهو واسع يدخلون منه، فيتسع لهم، مهما ثقل حملهم من الآثام حتى الكفر، فمن كفر بعد إيمانه ثم تاب قبل أن يأتيه ساعة الاحتضار، وكان صادقاً في توبته، وجدد إسلامه فإن الله يقبله.

الله يا بنتي أكرم الأكرمين، فهل سمعت بكريم يغلق بابه في وجه من يقصده ويلجأ إليه، معتمداً عليه؟

قومي اغتسلي، والبسي الثوب الساتر، اغسلي جلدك بالماء، وقلبك بالتوبة والندم، أقبلي على الله، وأنا منتظرك هنا، لا تبطئي لئلا تفوتنا صلاة المغرب.

ففعلت ما قال، وخرجت إليه بثوب جديد، وقلب جديد، ووقفت خلفه وصلت صلاة ذاقت حلاوتها، ونقت الصلاة قلبها.

فلما انقضت الصلاة قال لها: هلمي اذهبي معي، وحاولي أن تقطعي كل رابطة تربطك بهذا المكان ومن فيه، وأن تمحي من ذاكرتك كل أثر لهذه المدة التي قضيتها فيه، وداومي على استغفار الله، والإكثار من الصالحات، فليس الزنا بأكبر من الكفر ،و(هند) التي كانت كافرة، وكانت عدواً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحاولت أن تأكل كبد عمه حمزة لما صدقت التوبة صارت من صالحات المؤمنات، وصرنا نقول رضي الله عنها.

وأخذها الشيخ الجليل إلى دار فيها نسوة دينات، ثم زوجها ببعض ممن رضي بها من صالحي المسلمين، وأوصاه بها خيراً.


انتهت القصة ..


(f)

حقاً إنها حادثة تثير العجب تلو العجب ، إنا لنعجب من هذه الروح الإيمانية العالية التي كان عليها هذا الشيخ الجليل ،الذي سما بنفسه، فترقت عالياً في سلم الفضائل، فلم تعرف للرذيلة سبيلاً، ولا للخنا معبراً وطريقا، فلما خانه صاحب العربة – وما أكثر الخونة- فأدخله دار البغاء، وكان قد حفظ الله حفظه الله ونجاه ، بل كتب توبة هذه البغي علي يديه!

والعجب الآخر ذلك الإيمان الذي تحرك دفعة واحدة في قلب تلك المرأة بدون مقدمات، بدون تمهيدات ولا تهديدات ولا إنذارات !ألا إنه الحق الأبلج حيث وجد قلباً فارغاً فتمكن، وأبصر ضلالة عمياء تهيم في لجج الباطل المتلاطمة فأمسكها، فلم يفلت منها زمام!

لقد تذكرت واعتبرت، وأيقنت أن لا نجاة ولا سعادة إلا باللجوء إلى الله تعالى بالإنابة والتوبة (f)




12-24-2005, 12:46 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو
{myadvertisements[zone_3]}
موضوع مغلق 


الردود في هذا الموضوع
قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - بواسطة داعية السلام مع الله - 12-24-2005, 12:46 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS