{myadvertisements[zone_1]}
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #408
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
الزميل العزيز اتماكا

سيكون جوابي عبارة عن خاطرة جديدة

خاطرة 27

بالنسبة للإله الغائب ، طبعاً أنا سميته إله لأن هذا الاسم الأقرب إلى فهم الناس ، و لكن حتماً لا يوجد ما يوجب عبادته ، أو أن عبادته لن تعكي شيئاً في حياة أخرى . قد تكون قوة كما تقول ، لن نختلف على الاسم ، لكن هي قوة عاقلة ، عاقلة حسب فهمنا ، فنحن عندما نرى الأشياء متجانسة فيما بينها ، أي أنها خاضعة لقانون المادة نفترض أن من أوجدها هو قوة عاقلة ، أي أن عقلانية هذه القوة هي إسقاط ذاتي ، فهي عقلانية لأن كل ما هو مخلوق منسجم مع قانون المادة ، و لكن ، افترض أن الإنسان يطير بجناحين و يتنفس تحت الماء بخياشيم ، فهل سنعتقد أن هذه القوة الموجدة غير عاقلة ؟؟

سينسجم الإنسان في حياته البرمائية و الجوية ، و سنعقلن هذا الفعل من هذه القوة حتماً ، لو كان القمر غير موجود لما كان هناك حياة على الأرض ، و لكن قد تكون في كوكب آخر ، و قد نكون هناك ، و بدون قمر (و دوره في حفظ محور الأرض) قد يكون الكوكب ثابت المحور لأنه تابع لكوكب أكبر منه ، كقمر تيتان الزحلي الشبيه في الأرض ، و عندها سنعقلن عدم وجود الحياة على الأرض منزوعة القمر ، و وجودها على تيتان التابع لزحل .

في النهاية نجد كل شيء في هذا الكون منسجم ضمن مفتاح واحد ، هو انسجامه ضمن قانون المادة ، لذلك قلنا لا بد من وجود سبب أول ليس له مسبب ، اسمه إله أم قوة أم كايوس ، و هي عاقلة (بالضرورة) ، و نحن في هذا الوجود جزء من سيرورة المادة .

الآن بالنسبة للحياة بعد الموت .

منذ زمن طويل كونت رأياً حول مسألة الموت و الفناء و كتبته في النادي في بداياتي ، ربما قبل 3-4 سنوات ، و لا أدري أين كتبته حالياً ، لكن الفكرة تقوم باختصار على التالي ، و هي فكرة مريحة للغاية صدقني .

الإنسان مكون من جزأين ، مادة ، و عقل ، لن نخوض في أيهما أسبق ، و لن نخوض إن كان العقل أو الوعي هو شكل آخر من أشكال المادة أم شيء مفارق للمادة ، و إن كنت أميل إلى أنه شكل من أشكال المادة ، فالوعي و التصورات الذهنية و النشاطات العقلية من ذاكرة و تخيل و حلم و النشاطات العاطفية و غيره كله يميل حالياً بشكل قوي نحو التفسير الكيميائي الكهربائي في جسم الإنسان .

المهم ، بعد أن يموت الإنسان ، سيتحلل الجزء المادي إلى عناصره الأولية نتيجة لتفاعله مع المحيط البيئي الذي يحويه ، بكتيريا و حشرات تتغذى عليه و تهضمه إلى عناصره الأولية ، و التي تتكون منها جميع المركبات الأخرى الحية و غير الحية .

و في حال اختفت هذه التفاعلات سيحتفظ الجسم بتركيبته ، كما نلاحظ عندما نجد جثة محنطة أو محفوظة في قالب ثلجي كماموث ، أو إنسان من العصور القديمة .

إذاً هذ التفاعل الكيماوي و الذي يمكن تلخيصه بالتالي :

جسد إنسان ميت + كائنات دقيقة -------> عناصر الجسد الأولية (كربون و نيتروجين و سيليكون و غيره) .

و هذا الجزء من الجسد لا أعتقد أن هناك خلاف كبير حوله ، و لا يوجد أي مؤشرات أومبررات تستدعي تجميع هذه العناصر من جديد لتعطي نفس الشخص مرة أخرى ، و هذا أمر مستحيل ، لأنه يستحيل أن تتجمع ذات العناصر و الذرات التي تحللت عن زيد قبل ألف سنة و توزعت على آلاف و ملايين الجزيئات الأخرى في الطبيعة (نبات حيوان جماد) لتعطي نفس هذا الزيد مرة أخرى ، لأننا لو فعلنا هذا فهذا يعني أننا بحاجة إلى أخذ هذه العناصر و الذرات من هذه الموجودات خصوصاً المخلوقات لإعادة صنع زيد بشحمه و لحمه و جيناته ، و هذا يعني أننا لن نستطيع إعادة خلق الأجساد الأخرى التي كانت هذه الذرات منتشرة فيها .

أما إن قلنا أنه سيتم إعادة تصنيع ذات الزيد من نفس العناصر و بنفس المقادير ، و لكن عين الذرات مختلفة ، فهل سنحصل على ذات وعي و عقل زيد الذي كونه نتيجة تفاعله مع البيئة التي كانت تحيط به ؟؟
لأن الوعي و العقل يتكون خلال تفاعله مع البيئة و لا يتكون نتيجة لصف ذرات أو عناصر بطريقة معينة ، و هذا الأمر يبدو مستحيلاً ، لأنه يعني أن إعادة خلق زيد تحتاج إلى إعادة خلق البيئة التي نشأ فيها ، مما يعني إعادة خلق أبويه و إخوته و جيرانه و أصدقائه في المدرسة ، و ثقافة عصره و رجالها حتى يكوّن عقله و تفكيره المؤمن أو الملحد مثلاً ، و إذا قلنا أن هذا استدعى خلق أبويه مثلاً أثناء تربيته ، أي بعد أن تزوجا ، ندخل في ذات المشكلة مع الأبوين ، فحتى نعيد بناء وعيهما ، يجب أن نخلق الظروف التي خلقت وعي كل منهما ، أي أننا سنخلقهما في طفولتهما ، و شبابهما ، و كهولتهما ، و هذا يعني أن كل إنسان سيُخلَق في جميع مراحل حياته كي يكوّن وعيه المتأثِّر بمحيطه ، و يؤثر في وعي الآخرين ليكون نفس الوعي الذي تكون عندهم ، و هذا أمر مستحيل لأنه يعني خلق عوالم غير متناهية و أطوار غير متناهية لذات الشخص ليؤثر و يتأثر ، خصوصاً إذا وضعت في اعتبارك أن الوعي للشخص الواحد يختلف خلال مراحل نموه المختلفة ، و هذا يضاعف من لا نهاية الأطوار التي سيضطر الله لخلقها لإعادة تركيب الإنسان تماماً كما كان في حياته الأولى .

طبعاً هناك مشكلة أخرى ستواجه الله ، و هي أي المراحل العقلية التي سيختارها ليعيد خلق هذا الإنسان ؟؟؟
هل سيعيد خلقه و هو ملحد ؟؟؟ أم مؤمن ؟؟؟؟ شاب أم كهل أم طفل ؟؟؟

لا يوجد عندي تصور لهذه المسألة ، لكن قد يجتهد شخص ليقول أن الأعمال بخواتيمها ، و أن الإنسان يُعاد خلقه حسب آخر حالة وصل لها عند وفاته . و لكن هذا كما قلنا يستدعي إعادة خلق أناس آخرين ليشكلوا هذه الحالة لديه ، و هؤلاء الناس ليسوا في حالاتهم الأخيرة لأنهم لم يموتوا بنفس اللحظة التي مات فيها هذا الإنسان ، مما يستدعي خلق عدد لا متناه من الناس ليؤثروا بكل حالة عقلية لإنسان قبل موته .

قصة طويلة مليئة باللاعقلانية ، لذلك يكتفي من يقول بالبعث بقوله "أنا أؤمن بهذا و حسب" ، فالأمر لا يمكن عقلنته بحال من الأحوال .


هذا بالنسبة لإعادة تركيب المادة و العقل في زيد .

الآن سأخبرك عن الحالة التي نسميها أثناء حياتنا (أثناء فاعلية وعينا) بالموت ، فعندما يموت الإنسان نرى أنه خرج من هذه الدنيا ، خرج بجسده و عقله ، أي تحول إلى عدم ، جسده تحلل و توزع على ملايين إن لم نقل بلايين الجزيئات ، و وعيه انتهى بانتهاء مسببات وجوده (الدماغ) ، و بذلك يتجه نحو العدم ، و هذا ما يتعب الناس ، ما هو العدم ، و كيف سنشعر حين نكون فيه ؟؟؟

طبعاً السؤال الأخير لا يصح عقلاً إن سمينا المرحلة عدماً ، لأنه لا يمكنك أن تشعر و أنت معدوم ، و لكن لتسهيل هذه الفكرة ، سأقول لك أن كل إنسان ظهر في هذه الدنيا جرب العدم ، نعم أنا و أنت جربنا حالة العدم ، لا ليس النوم ، بل ما قبل ميلادنا ، فقبل أن تولد أنت ، لم تكن تشعر أنك في مشكلة ، لم تشعر أن هناك نقص لأن هناك من يعيشون و يتحركون ، بل جحافل من الجيوش تتعارك ، يموت ناس و يولد أخرين ، و أنت خارج هذه المعادلة ، الثورة العربية مندلعة و بعدها هتلر يجتاح أوروبا و الناس يمرون بمجاعات و يهجّر شعب و يحتل مكانه آخر و عبد الناصر يهدد و يتوعد و أنت في حالة العدم ، لا تشعر بهم و لا تشعر بأنك ينقصك شيء ، و أنا أسألك من باب التأكد :
هل كنت تشعر بالم ما مثلاً ؟
حرقة ما ؟
تعاسة ما ؟
نقص ما ؟
فرح ما ؟
راحة ما ؟
سكون ما ؟
سبات ما ؟
نوم ما ؟

إنك لم تكن تشعر بشيء من هذا ، و هذا هو الذي أتخيل أن نصير إليه بعد الموت ، و هو أمر لا يشكل لي أي قلق ، لأنه يفتقر إلى الشعور ، و الجملة العصبية التي تشكل هذا الشعور ، فلا أخشاه و لا أبحث عن حياة أخرى .


ملاحظة : ما كتبته في النادي سابقاً كان حول فكرة العدم فقط ، أما الأجزاء الأولى من هذا التحليل فأكتبه هنا للمرة الأولى .

هل أجبتك ؟؟

أم زدت حيرتك ؟؟

إقرأ مرة أخرى ، ربما تلتقط خيوطي بشكل أوضح ، و تشعر بالسكينة التي أشعرها نحو هذا الغول الذي يسمونه "الموت" .

تحياتي

12-25-2005, 02:08 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - بواسطة الختيار - 12-25-2005, 02:08 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خواطر حول اللحية فارس اللواء 0 432 03-21-2014, 05:20 PM
آخر رد: فارس اللواء
  لكل من يقول : تركت الإسلام .أنت لم تعرف الإسلام حتى تتركه . جمال الحر 9 3,972 06-20-2012, 02:35 AM
آخر رد: حر للابد 2011
  خواطر حول هاجس المد الشيعي فارس اللواء 17 4,590 03-16-2012, 03:19 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  خواطر حول قصة يونس عليه السلام مع الحوت . جمال الحر 24 8,242 12-15-2011, 03:11 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  سورة الأعراف ـ عجائب إحصائية وبيانية متنوعة ؛ إســـلام 3 2,485 09-24-2010, 02:46 AM
آخر رد: أبو فتوح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS