ان الله سبحانه وتعالى يعامل عباده بفضله أو بعدله ..

يعامل بفضله من يشاء

ويعانل بعدله من يشاء

......

هذه المشيئة مقيّدة بعلمه بلاشك ..

بمعنى انه يعلم من يستحق فضله فيتفضّل عليه

ويعلم ايضا من لايستحق الا عدله فيعامله بعدله ويمنع عنه فضله ..


قد يقول قائل : اليس منع فضله يعتبر من الظلم ؟

قيل : هذا الفضل لوكان حقا للمخلوق كان حرمانه منه ظلما , وأما ان لم يكن حقا له : فمنعه منه ليس بظلم .


وعليه : فإن الله سبحانه وتعالى يمن على من يشاء من عباده بنعمة الايمان والهداية لعلمه بأنهم يستحقونها :

أليس الله بأعلم بالشاكرين ؟ ( سورة الانعام )

ويعدل مع من شاء وعلم انهم لايقبلون نعمته ولا يقدرونها حق قدرها ويمنع عنهم فضله ..

ولذا : فنحن نسأل الله من فضله , ونسأله ان سعاملنا بفضله لابعدله ..

فإن المخلوق نخاف ظلمه , واما الله فنخاف عدله ..

فعلا : الحمد والثناء لله رب العالمين ..


(f)