وإذا البحرين سُئلت: بأي ذنب حُرقت..؟؟

محمد المحميد

مرة أخرى، ولربما لمرات قادمة أخرى كذلك قريباً، يخطئ صاحب القرار الأمني ومستشاروه في هذا الوطن في تعاملهم بشأن استدعاء مواطن متهم في إحدى القضايا الأمنية، وتسفر عملية الاستدعاء عن وقوع أحداث وتطورات خطيرة، طالت هذه المرة مطار البحرين الدولي، وانتهى الأمر بإفراج فوري عمن تم استدعاؤه، وسيعقبه إفراج آخر عمن تسبب في إحداث الشغب في قاعة المطار،

ولربما تطور الأمر لتعويضهم جراء التعامل العنيف الذي قام به رجال الشرطة أثناء التصدي لهم أمام سياح وزوار مملكة البحرين، وبذلك أضرت وزارة الداخلية ورجال الأمن العام بالسياحة والاقتصاد، وأصبح تعامل الشرطة مع المخربين عامل طرد للاستثمار الأجنبي، ومعوق للعملية التنموية في البلاد.. نعم هكذا كلام سيتم إطلاقه، وهكذا تبريرات معلبة جاهزة سيتم تداولها، وللأسف هكذا أمر سيتم قبوله والانصياع له.. ولا عزاء للوطن..!! هل يعقل أن يتم استدعاء مواطن وتقع الأحداث لأجله، ثم تسارع السلطات بالافراج عنه؟ ولماذا تم القبض عليه إذاً؟ ما هذا الخطأ الفادح المتكرر؟ هل هذا أسلوب لإدارة مؤسسة أمنية؟ لقد اكتشف الجميع أن أي عملية قبض على أي مواطن (حتى لو كانت قانونية) سوف يعقبها إفراج فوري وتعويض مجز، شرط ممارسة ضغط واعتصامات تخريب وتكسير للممتلكات العامة في الدولة وفي أي موقع كان، واتصال بوسائل إعلام أجنبية ومنظمات حقوقية..!! كل الخطوط الحمراء تم تجاوزها، وكل المنافذ تم تخريبها، وكل القوانين تم انتهاكها، بالأمس كان المجلس الوطني، وبعده الديوان الملكي، واليوم المطار الدولي، ولم يتبق سوى الجسر ومستشفى السلمانية الطبي، والقيادة العامة لقوة الدفاف وأراهن الجميع بأن الاحتفال بمناسبة رأس السنة الجديدة قادم، والقائمة المتوقعة للأحداث والتخريب جاهزة.. ولا عزاء للوطن..!! إن العائلة الحاكمة الكريمة من آل خليفة هم رموزنا وقادتنا، ومن يرى غير ذلك فليرحل من البلاد غير مأسوف عليه. لا نريد إدانات من المجلس الإسلامي الأعلى، ولن نرضى بالبيانات من المجلس العلمائي، ولن نقبل بالاستنكارات المدفوعة الثمن في الصحف المحلية من الصناديق الخيرية والجمعيات السياسية بعد هذا اليوم، نريد أمن وأمان، نريد تطبيقا حازما لهيبة السلطان، فإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، ولكن ما يحدث اليوم في هذا البلد محاولات سافرة ومتكررة لزعزعة (السلطان) وبكل صراحة.. وكفانا نفاقاً، وكفانا مهادنةً، وكفانا صمتاً، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، وفي هذه البلد أناس أمنوا العقوبة فاغتالوا الأدب.. فمن السبب..؟؟ مستقبل أجيالنا سوف يضيع، ولا ندري ماذا سنترك لأبنائنا وأحفادنا من هذا الوطن، هل سنقول لهم (كان يا ما كان.. كان عندنا وطن واسمه البحرين)، والسبب بصراحة هو خطأ التعامل مع الوضع الأمني، مرة بدعوى الحكمة والعقلانية، ومرة بدعوى الوحدة الوطنية، حتى أصبحنا نعاني من إحباط وطني عام، وليس بيدنا أي حيلة، وأصبح لسان الحال يقول: لتحترق البلد بمن فيها، ما دام الإفراج عن المخربين والعفو جاهز، والدولة والحكومة تعلم بما يحدث، ولماذا نذبح أنفسنا ونحرق أعصابنا ونكون في واجهة المتصدين والمستنكرين لعمليات التخريب وسوف يتم العفو والإفراج عنهم جميعا وتعويضهم كذلك..؟ ولا عزاء للوطن..!! تبقى نقطة هامة وضرورية، ونقولها بكل صراحة دونما خوف من أحد، إنه على من يريد أن يروج للمواطنين بأهمية سن قانون لمكافحة الإرهاب أو غيره في البلاد، أن يبتعد عن هكذا أساليب، فلربما انقلب السحر على الساحر، وانقلبت الطاولة على أصحابها، وانكشفت بعض الأوراق، أو احترقت كل الأوراق مع أصحابها.. واللبيب بالإشارة يفهم.. وكل التعازي لك يا وطن..!!

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=152779&Sn=RYTH