لا أجد في أعمال كاتوزيان مجرد لوحات، إنها تسجيل حي للحظة تعكس فلسفة إنسانية سامية.
تأملت طويلاً في وجه هذا العجوز، هو ينظر لفنجان الشاي وكأنه آخر متع الحياة. أتراه ينظر لما في يده أم ينظر للحياة كيف تقلص محتواها الرحب وتم اختزال كينونتها إلى مجرد فكرة تسكن دماغه يحاول أن يحثها للوصول إلى لسانه؟ رأيته يحاول أن يقول شيئاً، شيءٌ هو من عصارة خبرة أعوام قضاها في مماحكة الحياة. لكنه ينتظر لصياغة هذه الفكرة بقول موجز ومفيد.
الشاي والسبحة في يده مجرد إشارات، ونظرته للشاي لا تغش أحداً وسيعرف الجميع أن الشاي هو آخر ما يفكر فيه. هذه اللحظة ثمينة جداً ... أن ترى الإنسان سيبدأ عطاءاً مجانياً كلفه الكثير.