يا جاد فاذر،

اللـه بحد ذاته كمفهوم هو أنسنة كاملة لشيء مجرد ("أنسن" الشيء أي وضع فيه صفات انسانية). و الموضوع لم يتوقف عند هذا الحد، فهو عبارة عن سوبرمان يفكر و يغضب و يحب و يكره و يتكلم و يرجع في كلامه، الخ.

في الماضي أنسن البشر الرعد و الشمس و الافعى و الشجر و الطبيعة، و اليوم أنسنوا مفهوم "مصدر الكون". كانت الشمس إلها و كانت الارض إلها و كان الرعد إلها. يعني يأخذون الشيء و يضعون فيه صفات إنسانية (و لكن خارقة) و يصبح الشيء إلها. اليوم يأخذون مصدر الكون كمفهوم و يضعون فيه صفات إنسانية (كالفكر و الإرادة و غيرها) و يصبح هذا المفهوم إلها. يعني لا جديد في الخرافات.

الآلهة هي مجرد آمال و أحلام و مخاوف و مشاعر البشر على مر العصور. قرأت في الماضي بحثا عن صفات الآلهة في المجتمعات، فوجدوا أن كل إله شبيه بعباده! فمثلا اللـه الاسلامي تجد فيه الصفات العربية الخالصة، و الآلهة الهندية فيها صفات الهنود، و هكذا. و كما قال أحدهم، "لو كان للحصان إله لكان حصانا مثله." يعني البشر يخترعون الآلهة على مثالهم كشبههم.

و ليس هذا فحسب، بل الآلهة أيضا تحتوي على كراهية البشر و جشعهم و غضبهم و حقدهم. فمثلا إله العرب (يا لمحاسن الصدف) يكره اليهود و يمسخهم قردة و خنازير. و إله اليهود يكره الكنعانيين و البابليين و المصريين (شوف ازاي).