وزارة الداخلية الـمُفترى عليها

حافظ الشيخ صالح

كان منظراً قبيحاً وبشعاً وفاجعاً وغير مسبوق هو منظر صالة مطار البحرين الدولي، مساء الأحد - ليلة الاثنين الماضي، فلقد حطّم الغوغاء البوابات الزجاجية وكسّروا الكراسي ونثروا الزجاجات وبعثروا النفايات وملأوا بالرعب قلوب الأطفال والنساء، كلّ ذلك في محاولة مُتجاسرة من عند أنفسهم لمنع تطبيق القانون على رجل دين آت بالطيّارة من مدينة قُمْ الإيرانية، ومُتهم في البحرين بارتكاب مُخالفة كبيرة للنظام الوطني العام والتحريض في الخارج على هذا النظام.

الذي هو هاهنا أسوأ من فعلة الغوغاء، وأشدّ إيلاماً للنفوس، هو أن من بين ما يزيد على مائة غوغائيّ، تعاونوا تلكم الليلة على تخريبات صالة المطار، فإنّ وزارة الداخلية لم تلق القبض إلا على أفراد أربعة فقط لا غير، قد حوّلتهم إلى النيابة العامة، تمهيداً لتحويلهم إلى المحاكم الـمُختصة، ليفزع إلى نصرتهم نشطاء ما يُسمّى «حقوق الإنسان«، وإلى الدفاع عنهم «الـمُحامون الوطنيون«، وصولاً إلى تحصيلهم أحكاماً خفيفة ومُخفّفة، لا هي زاجرة، ولا هي وازعة، ولا هي رادعة. أما النيابة العامة، فعلى ما يبدو تحت وطأة ضغوط الداخل وضغوط الخارج الـمُتناسقة الـمُتناغمة، فإنها اكتفتْ بتوقيف رجل الدين الـمُحرّض العائد من إيران بضع ساعات في مكتب التحقيق، ثم سرعان ما أطلقتْ سراحه بضمانة عنوان مسكنه.

إننا ننزلق في المجهول على أنحاء غير مسبوقة، وكلّ يوم يأتي يأتي معه بجديد غير معروفٍ من قبلُ، بينما أيادي وزارة الداخلية مُكبّلة عمليّاً، قد صودرتْ منها أخطر مهماتها الطبيعية، وبينما تتوالى الافتراءات الباطلة والتخرصات على هذه الوزارة وهي صابرة مُحتسبة، ووزيرها الـمُجدّد، الـمُبدع والرائع، الشيخ راشد بن عبداللّه آل خليفة صابر أيضاً على الأذيّة ومُحتسب.

تارة نسمع من قياديّ سياسيّ في جمعية «الوفاق« أنّ في حوزته صُوَراً فوتوغرافية لرجال أمن وهُمْ يحطّمون ممتلكات عامة وأملاكاً خاصة، ثم إنه يتهرّب من مُكالمات الداخلية التي تطالبه بالصوَر، وتكتب إليه الوزارة رسالتين (حتى الآن) فلا يُجيب ولا يُظهر البيّنة ولا يُقيم الدليل على الزعم العريض والخطير. وتارة أخرى نسمع من شاب أنّ رجال أمن في ملابس مدنية (لماذا بالذات رجال أمن؟) قد قيّدوا يديه واختطفوه واقتادوه إلى بعض البَرّ حيث اغتصبوه، ومرة أخرى لا يأتي هذا الشاب بدليل أو قرينة ولا يقيم برهاناً على أقواله وتوهماته بشأن رجال الأمن.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=152782&Sn=shkh