:97:لله درك يا ميداني! وصفت حالتي تماماً ...

مع فارق بسيط هو أنني لا أحامي عن النظام بقدر ما أتمنع عن مهاجمته. للنظام السوري أخطاءه، والفساد مستشرٍ، وكل من ينكر الفساد هو متملق، لكنني أتريث طويلاً أمام أي طرح يؤدي لزيادة ثغرة مما ذكرت.

أما بخصوص الإصلاح :saint:
فما الذي تريد إصلاحه؟ يضحكني من يحصر الفساد بالنظام، فالفساد موجود حتى نخاع عظام أدنى تاجر وموظف وسائق تكسي وسمسار عقارات وصاحب مخبز وبمعاينة يومية الله وكيلك يطيب لكثيرين تجاهلها متعامين ومفترضين أنها أمور ثانوية، لكنني كمواطن بسيط أعيش هنا أجد أنها أكثر قسوة أو تعادل ما هو برأيهم أكبر منها.
ويضحكني أكثر من يدعي أن زوال النظام سيزيل مظاهر الفساد هذه وكأنه غشيم عن الطبع البشري وخصوصاً العربي وبالتخصيص السوري.

تعال نفترض تخلي بشار عن مهمته، وتسليمه البلاد للبرلمان لانتخابات ديموقراطية كما يحلو للبعض أن يحلم كحل.
من سيكون البرلمان الجديد؟ ومن ستكون الحكومة الجديدة؟
هل ستحضر شخصيات مريخية للترشيح؟ :saint:
ثلث المجلس الحالي تجار وثلثه الآخر رؤساء عشائر، والثلث الآخر قال جبهة تقدمية. طيب ... ستسقط الجبهة، وسيتقاسم الطرفان الآخران حصتها. والأمثلة المجاورة خير دليل على الديموقراطية التي تعني في بلادنا: حكم الزناكيل :D ... أليس مثال العراق واضح؟ أليست حكومات لبنان للتجار ورؤساء العوائل؟ لماذا نفترض أن الوضع السوري فقط هو المستثنى وأن الديموقراطية ستنجح فقط في سوريا؟
وفقط بعد النظام الحالي؟
أرى ما سبق كأنه نكتة حقيقية.

إن الرأي بفساد حكم في سوريا هو إشارة واضحة إلى أن أصحاب رؤوس الأموال يشترون الحكومات لصالحم، فمن يضمن أن هؤلاء سيغيرون من طبعهم فجأة ويصبحون ملائكة؟

لماذا نفترض أن السلطات القادمة ستتمنع عن الفساد وعن الرشاوى وستحوِّل سوريا إلى يوتوبيا جديدة ستحسدنا عليها الأمم؟

لا أرى في أي طرح سوى مسرحيات نابعة إما عن حقد طائفي، أو طمع في كرسي، أو تنفيساً لغلٍّ لشعور بغبن أو اضطهاد من نوع ما لن أنكر حقيقته لكنني بالمقابل لن أبرِّئ صاحبه.

وتحضرني الآن تفاصيل مسرحية "يعيش يعيش" للعمالقة الرحابنة عندما يعود الإمبراطور المخلوع إلى الحكم بعد نزع لحيته الإمبراطورية وتغيير اسمه إلى "برهوم" وتبديل صفته إلى رئيس جمهورية بانقلاب على الإنقلاب وبقاء الحال على ما هو عليه. ما زالت عبارة فيروز في تلك المسرحية ترن في أذني: ( البراويز جاهزة، ناطرين الراديو يسمي حدا، فوراً الصور بتتكبر ).

وكي لا أغوص في الخيال كثيراً لن أتطرق إلى ادعاء مؤامرات خارجية لأن ما أراه من بني أمي وحدهم يكفي.

أما سؤالك عن الحل فاسمح لي أقف بالدور أنتظر نصيحة بقى من جهابذة التفكير والتدبير والذين يجعلون البحر طحينة ...

(f)