عزيزي نيوترال،

واقع القيامة يصعب إنكاره. فالإسلام ومحمد يؤمنان بالقيامة ويبشران بها. بل إن أحد الدوافع القوية للإيمان بالإسلام والموت في سبيله تقوم على واقع القيامة ومتعة ما بعد القيامة.

فإنكار قيامة المسيح ستدخله في جدل لاهوتي عويص مع اليهود والمسيحيين في الجزيرة العربية وخارجها.

لأن المسيح يسوع الميت، سيقوم حتما، لربما ليس بحسب الجسد كما يؤمن المسيحيون لكن بحسب الروح، ثم ما الفرق بين هذا وذاك، وجدل لا تُحمَد عقباه.

أعتقد أن محمد بن عبدالله سمع عن قضية أن المسيح لم يصلب وذلك على ما أظن من الإبيونيين (ظن وليس تأكيداً).

أن تنكر صلبه، أسهل بكثير من أن تنكر قيامته وتدخل في جدل لاهوتي ليس ثمة وسيلة ملموسة لدفع الاعتقاد به. خاصة أن الديانة المسيحية كلها قائمة على "حدث القيامة": لو لم يقم المسيح لكان إيماني باطلاً.

إذن، يؤكد القرآن -ضمنياً- على حقيقة ظهور المسيح يسوع للرسل بعد حادثة الصلب -المزعومة- وذلك لأنه لم يمت فعلاً، بل شبّه لهم. فقد ظهر لبطرس والرسل، وأكد ظهوره لتلميذي عمواس، وبسبب تواجده معهم استطاعوا من التبشير باسمه وبرسالته بين الأمم.

لكنه لم يظهر بعد قيامته من الموت، بل ظهر لأنه لم يمت أساساً.

خطة في قمة الذكاء.

أما قضية الادعاء بالتحريف، فليس في القرآن ما يفيد بالتحريف الفعلي للكتب المقدسة اليهودية والمسيحية بل تلميح إلى أن الكتاب بين أيديهم لكنهم يفسرونه بطريقة محرفة: "يحرفون الكلام عن موضعه" وما إلى ذلك.

قضية شبه لهم ذكية جدا، تنطلق -على الأرجح كما يقول لوجيكال- من فئة دينية مسيحية لتفتح الباب الواسع أمام محمد بن عبدالله لنشر رسالته التي تدعو إلى إلغاء المسيحية وإنعاش اليهودية في ثوب جديد يجعل منه "خاتم الأنبياء".

تحياتي القلبية