للأسف، "الوطن اللبناني" لم يولد بعد، واللبنانيون يؤكدون يوماً بعد يوم على أن "كلمة وطن" لن تدخل قاموسهم عن قريب. فهم مصرون على الانتماء لمجموعات "عشائرية ودينية" تنتمي إلى عهود "ما قبل الوطن".

ما يفعله اللبنانيون حتى اليوم هو إعادة إنتاج وتسويق "النظام الطائفي" القديم الذي جرعهم الغصص منذ القرن التاسع عشر، ومع هذا فهم يعضون عليه بالنواجذ.

عندما يجتمع اللبنانيون تحت مسمى "وطن وجمهورية" فهم لا يعنون هذه الكلمات بصيغتها الحديثة، ولكنهم يقصدون العيش من خلال "تعايش طائفي" تحت سقف دولة واحدة مهددة دائماً بالانفجار، وكم من المرات قد انفجر الوضع في لبنان وذبح اللبنانيون بعضهم دون أن يعرفوا لماذا يفعلون هذا وماذا يريدون من خلاله.

أعتقد، أخيراً، بأن المشكلة في لبنان هي عدم جدية اللبنانيين في التوصل إلى "حل" والتعلق دائماً وأبدأً "بنصف الحل" الذي يعيشونه (نظام التعايش الطائفي).

الحل في لبنان لا يستطيع إلا أن يمر برغبة اللبنانيين في الحياة مع بعضهم عبر "وطن واحد" أو التراجع عن هذه الصيغة و"تقسيم البلد" إلى "كانتونات طائفية" قد يستطيعون أن يجمعوها تحت إطار "فدرالي". أما الاستمرار في هذا الوضع المزري فهو قمة التعامي عن "ألغام الغد" التي سوف تنفجر في وجوههم من جديد.

واسلموا لي
العلماني