رد على رسالة المناضل سمير القنطار.

الرفيق المناضل سمير القنطار :

لقد أسرّنا إقبالك على الشأن الوطني اللبناني من موقع معاناتك في سجون العدو الإسرائيلي وإلى جانب مناضلي الشعب الفلسطيني والأخوان العرب الذين ضحوا وقاوموا وفق منظومة المقاومة الشريفة، المقاومة العربية التي كنا من مؤسسيها ثقافةً وعملاً ونضالاً مشتركاً مع منظمة التحرير الفلسطينية ومع كل العرب الأحرار.

أما بعد ونحن نفخر بك وبإنجازاتك وبنضالك من داخل السجن الذي أنت فيه ولم تدّخر فرصة من أجل التأكيد على ثوابتك الوطنية والقومية التي تربيت عليها وتعلّمتها مع المعلّم الشهيد كمال جنبلاط ومع كبير العرب جمال عبد الناصر فإننا من أجل هذه المبادئ وعلى وقعها نقول أنه لا يمكن أن يكون الانتصار للأقوياء في نفوسهم بمثابة قبولاً لاغتيال أحد مؤسسي المقاومة الوطنية الرفيق جورج حاوي ولا بسحق رجل عروبي قومي أساسي مثل رفيق الحريري ولا بتفجير يساري ديمقراطي مثل سمير قصير ولا بمحو صحافي حر مثل جبران التويني ولا بقتل قائد نتماثل به ونتربى على أقواله مثل المعلم كمال جنبلاط. ولا يكون الانتصار للأقوياء انتصاراً عليهم إذا ما أرادوا بناء دولتهم على أسس الديمقراطية والسيادة وتنظيم شؤونهم على أساس الطائف والسعي لإجماع وطني على قضية المقاومة وتشريع حقّها بالمقاومة عبر التأكيد على لبنانية الأرض في شبعا وهذا ليس انتقاصاً من موقع قومي ولا تنصلاً من تاريخ عربي وهوية حاسمة في هذا الشأن لطالما سجلناها في دستور الطائف بدماء ليست عرضة للمزايدة ولا هي بفضل أحد إلا بفضل ما آمنا به وبفضل العزيمة التي حصّنتنا وجمعتنا حول ثوابتنا الوطنية التي اختصرها وليد جنبلاط بتاريخه السياسي الذي يشرّف الكثيرين. وأيضاً نقول أن السلاح هو زينة الرجال إذا كان له أفقاً ومشروعاً وطنياً وإذا كان محصّناً بحق الدفاع عن الأرض والشعب معاً، كل الأرض وكل الشعب، والمقاومة هي فخر لنا وتحصينها هو مسؤوليتنا ولسنا نعمل إلا بما هو لصالحها وللحفاظ عليها من غرائز من يريد أن يقدّمها لقمة سائغة ويزج بها في مواجهة الداخل.

الرفيق سمير وأنت فخر لأبناء لبنان والجبل ونحن في انتظار قدومك وسنلاقيك بلبنان

عربي ديمقراطي حر متصالح مع نفسه متعايش مع ثوابته ومحصناً بوحدته الوطنية.