العزيز خوليو (f)
أنا عادة ما أتحدث وأكتب رسائلي وأنا مبتسم هكذا :saint: ، وأعتقد أنك استشفيت نزقاً لا أقصده، وهذه :kiss2: لشواربك.

أمرك، راجعت ردّك، وبتأنٍّ.

استغربت تعبيرك التالي:
(يا سيدي .. شعبك بسيط جداً .. ولا يبحث إلا عن لقمة عيشه ..
فما بالك هؤلاء القرويين أقرباء خدّام .. !!).

لم يعد القرويون كما كانوا منذ 50 عاماً، وأعتقد أنه من المعيب في يومنا هذا الاعتقاد أن القروي ما زال ساذجاً أو أمياً أو على الأقل غير مثقف :rolleyes: أصغر قرية في سوريا صارت تعج بخريجي الجامعات، وأصغر مواطن فيها عنده حنكة سياسية ويجادلك في أمور لا تتخيلها. فبأي حق تقول أن القرويين أكثر بساطة ( بمعنى البساطة الواضح شرحها في مداخلتك) حتى من بقية الشعب العادي الذي وصفته بالبساطة والتي عنيت بها قلة الإدراك حتى للفرق بين السلطة والوطن؟

لكن فكرة "التمييز بين الوطن والسلطة" صارت موضة دارجة في فكر حر وموجهة فقط للشعب السوري! هذا قول مزعج بالفعل، صدقني أن أصغر مواطن هنا يعرف أن الوطن والبلد شيء والحكومة شيء آخر. وغدت هذه المقولة/الفكرة واحداً من الأساليب الخاطئة المتبعة عادة هنا وأنت تعرفها، وإذا نسيتها أذكرك بها:
1- كل من لا يحب النظام السوري يتهمونه بالعمالة لأميركا وإسرئيل. وهذا خطأ.
2- كل من لا يشتم النظام السوري أو يرفض التقولات الخاطئة عن السوريين يتهموه بالعمالة للنظام أو بالزحفطة، وهذا الخطأ الثاني.
3-كل السوريين رعاديد ويتبولون في سراويلهم خوفاً من المخابرات السورية التي هي بعبع للجميع، وهذا أيضاً خطأ ثالث.
4- السوريون غالباً لا يميزون بين السلطة والوطن وهذا الاتهام تكرر هنا أكثر من مرة وهو خاطئ أيضاً.

يا عزيزي، ليس أكيداً أن ما دفع آل خدام هو اعتقادهم بأن عبد الحليم خدام ( خان الوطن)، ولا يمكنني حتى أن أحكم على نيتهم كما فعل الجميع هنا، ولكن بما أنك ترجح فاسمح لي أن أرجح أيضاً أنه مثلهم مثل أي مواطن سوري آخر شعروا بسخافة موقف الرجل وأن الناس بالفعل باتوا يستسخفون أقواله لأنها مسرحية رخيصة، فأرادوا أن يعبروا عن سخط أو انزعاج أو أي شيء أرد. وكما أن كل الاحتمالات واردة فهذ1ا الاحتمال واحد منها. أما أن أصدق أنهم خافوا من بطش النظام فهذا هو المستحيل بعينه على الأقل حالياً، لا أحد هنا في سوريا يمكن أن يصدق هذا الادعاء حتى أكثر المواطنين بساطة وقروية على حد تعبيرك :saint: ... المشكلة أن الوضع السوري الداخلي الحالي لا يعرفه أحد منكم. وسأقول لك أن هذا كان زمان وأنه خف جداً وعيني بعينك وعين جارك كمان ... إذا بدّك :rolleyes: وقصة ( الخوف التاريخي :D ) مهلهلة ...

بعدما سبق، أرى أن الاحتمالين الذين فرضتهما علي يحتملان ثالثاً وهو ما عرضته عليك أعلاه. أنت حر لا تصدقه، ولكن كثيراً ما يتم تكذيب حقائق واقعية.

أما الخطأ الأخير فهو اعتقادك أنني معصب ...
شِه ...
وين :emb:

بأي حال، مقبولة وردتك.
وإليك مثلها
(f)