بصدق

لا يمكن أن نفهم عقلية المسلم

ربما لأنها غير قابلة للفهم

من تابع المآسي التي وقعت في موسم الحج الحالي ، من سقوط الفندق و الحريق إلى مأساة اليوم في موت أكثر من 300 حاج في سبيل تنفيذ شعيرة وثنية لا تختلف عن وثنيات أي ديانة أخرى يسمونها رجم إبليس ، يموتون بأسوأ طريقة ، الدهس .

نعم نفتح أفواهنا مشدوهين أمام عجز إله المسلمين الذي فلق البحر لبني إسرائيل و نجّى قوم نوح من الطوفان و بارك حول المسجد الأقصى و أنزل الملائكة المسومين لمحاربة عساكر قريش التي رفضت الإيمان بادعاءات نبي الإسلام محمد ، هذا الإله يقف عاجزاً يضرب كفاً بكف أمام هذه الشعيرة الوثنية التي يؤديها أكثر من مليون مسلم ، لا يدري ما يفعل ، الناس يدوسون بعضهم و يموتون و هو لا يملك إلا أن يستسلم لنهم عزرائيل في قطف أرواح هؤلاء الحجيج .

هذا كله يمكن أن نفهمه نحن اللادينيون لأننا نعرف أن هذا الإله الذي يتصوره المسلمون و يحلمون به هو إله عاجز بالكامل ، عاجز لأنه غير موجود من الأصل ، هو مجرد شطحات لرجل وُجد قبل 1400 سنة و رأى في نفسه النبوة ، فاتبعه أصحابه و صدقه الآلاف ، و من بعدهم الملايين ثم المليارات ، مثله مثل جميع مؤسسي الأديان في التاريخ ، من اليهودية إلى الزرادشتية و المانوية و البراهمانية ، بل قديماً في ديانات الرافدين و وادي النيل ، و مرورا بالمسيحية و غيرها ، كلها تدور في نفس الفلك ، شطحات لشخص أو مجموعة ، ترتفع إلى عنان السماء ، يقدسها الأتباع و يقتلون أي فرصة لفكرة معارضة تنشأ في عقولهم ، لأن هناك نار و جحيم أرضي قبل السماوي ، يتبعه جحيم سرمدي لإله عاجز لا يقوى على حماية بيته الحرام .

هذا كله يمكن فهمه ، و لكن ما لا يمكن فهمه هو تبرير باقي المسلمين الأحياء لما يحدث ، و نفيهم عن الله أي مسؤولية في قتل حجاج بيته و ضيوف الرحمن ، بل إنك تجد من كلامهم ما يدعو إلى الاستفراغ ، مثلا تقول إحدى الزميلات :

"كلام غير منطقي...

لأن عدد الذين ماتوا قليل جدا، فعدد 100 أو 150 قتيل من جملة مليونين و نصف حاج فأكثر هو عدد زهيد جدا و لا يقارن بأعداد البلدان التي ليس فيها حج و لكن فيها كوارث من نوع زلازل و فيضانات و حوادث ملاعب و غيرها...

فماذا فعلت هذه الدول لحماية الناس؟؟؟"

نعم ماذا فعلت هذه الدول لحماية الناس ؟؟؟؟

إنها دول ، دول و ليست مؤسسة الله ، الله الحكيم العليم الرحيم المهيمن الجبار ، إنها مجرد مؤسسات بشرية يمكن أن تفشل بل و تخسر أمام قوة الطبيعة ، و لكن ما بالها مؤسسة الله التي يصورها لنا المسلمون أنها مؤسسة الرحمة و الحكمة و أن الله بيده ملكوت كل شيء ، و هو لا يستطيع أن يحمي حجيجه كما حمى بني إسرائيل من بطش فرعون ؟؟؟!!!

هذا الإله الذي نصر طالوت الغازي على جالوت المدافع عن أرضه في فلسطين ، و سخر الجن لسليمان ليحضر له عرش ملكة سبأ في أقل من طرفة عين ، ألم يستطع أن يفعل شيئاً لهؤلاء الحجيج ؟؟؟؟

أم أن عصر الخوارق الربانية انتهى !!!!

الله الآن مستسلم لقوانين الطبيعة ، و ليس بيده حيلة

لا بد إذاً أن نعذره ، فهو قد تنازل عن سيطرته على مقاليد الكون ، و ترك القوانين الطبيعية تعمل عملها ، و لكن ، بنفس المنطق لماذا كلما سقطت بناية أو حدث زلزال أو إعصار على الغرب الكافر رفعتم عقيرتكم بالقول أن هذا عقاب من الله !!!
لماذا تفرحون و تشمتون بأولئك الأموات !!!!
و من ينكر هذا فهو أعمى أو متعامي ، فقط إرجعوا إلى المواضيع المكتوبة عن تسونامي و إعصار كاترينا و غيرها ، فتجدون حجم التعصب و الكراهية التي يحملها الكثير الكثير من المسلمين تجاه غيرهم من الديانات الأخرى ، مع التنويه إلى ترديدهم الدائم بأن الإسلام دين الرحمة و النور و الهدى و غير ذلك .

لا نعمم هذا على جميع المسلمين ، فقد نجد بين الأصوات الشامتة بموت الآلاف من البشر من يرفض التفسير العقابي ، و هذا لا بد من تقريره .

أعرف أن الكثير الكثير من الكلام لا بد أن يُكتَب اليوم عن هذا الإله ، و لكن كان لا بد من كتابة مقالي هذا ، لأنني كدت أموت غيظاً .

ليس حزنا على الحجيج الذين ماتوا فحسب ، بل على العقلية المريضة التي يرى فيها من هم أحياء أن موت هؤلاء هو تكريم لهم ، بل هو شهادة ، و أن الله ليس مسؤولاً لأنه لم يذكر في القرآن و لا السنة أنه سيحفظ حجيجه من الهزيمة و الموت دهساً أمام وثن إبليس ، هذه العقلية الغارقة في سبات النقل ملأت العقل العربي قرفاً على مدى 14 قرن ، كفاكم هراءاً ، ألا تفكّرون بالأطفال الذين تركهم أهلهم حين ماتوا في الحج !!! الذي يترك 3 أو 4 أطفال يُحرموا من الأبوة و ربما الأمومة ، فما الحكمة في ذلك !!!!

فهذا أحد المسلمين يكتب بالبنط العريض :
"لما يجيلك واحد مسلم يقلك ( انا الله وعدني ما موت بمكه بدليل آيه كذا او حديث صحيح كذا ) ساعتها انا سوف أؤمن بكلامك و اصطف معك و اعلنها في المنتديات و الجرايد و التلفزيون و ارسل ايميلات ."

أين عقلكم يا أرباب العقل ؟؟؟

أين عقلكم الذي تحمدون الله صبح مساء على نعمته و نعمة الإسلام !!!!!

ألا يخبركم عقلكم أن موت هؤلاء في بيت الله الحرام الذي جاؤوه من أقاصي الأرض هو أولى من إحياء ميت بضربه ببقرة ليخبر عن قاتله ؟؟؟

ألا يخبركم عقلكم أن تهدم فندق على رؤوس الحجاج ، و موت المئات في موسم سابق على جسر الجمرات بنفس الطريقة ، هو قمة العجز !!!!

أليس إلهكم الذي يعلم كل شيء و قدّر كل شيء ؟؟!!!!

ما الحكمة من هذا التقدير السيء و المزري !!!!

بل التقدير المريض ، لأنه حين يقدّر موت كل هؤلاء البشر ، و يقدّر أن يخرج لنا في المنتديات من يبرر هذا التقدير الإلهي الذي أقل ما يقال عنه أنه فاشل ، فيصيبنا الغثيان و اليأس و المرارة .

كيف تخلون طرف إلهكم من المسؤولية تجاه إدارته الفاشلة لمؤسسته الدنيوية ، أليس هو من قدر و شاء هذا الضرر لحجيجه ؟!!!! "قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله"

ما الحكمة أن يشاء مثل هذه المآسي لمن انتظروا زيارة بيته سنين عديدة و ربما عقوداً !!!!!!

هل إلهكم إرهابي ؟؟؟

مرة أخرى أقول لكم ، و الحق أقول لكم ، "أصلبوا هذا الإله" ، هذا إله لا يؤمن عبيده من خوف ، و لا يملك ضرا و لا نفعا ، هو الوثن الذي نحته القرشي من الحجر ، و نحته المسلمون في عقولهم ، هو ذات الوثن الذي كانوا يصنعونه من التمر ، و يأكلوه إذا جاعوا ، و لكن الفرق هنا ، أنهم يموتون في سبيل هذا الوثن ، و لا يملكون الجرأة على المساس به ، لأنه المقدس الرحمن الرحيم .

أصلبوا هذا الإله العاجز ، و كفاكم مكابرة على وهم .