عزيزي إيبلا
لم يرو حسام راغب القصة كما هي أخي إيبلا!
ولا هي أيضا منسجمة في كتابنا مع ما ورد في كتابكم مع احترامي للجميع...

الزميل راغب يكتب القصة قريبا مما هي بالعهد القديم، مع تطعيمات إسلامية منتقاة، وبطريقة ساخرة لا تليق بمن يزعم الأنسنة واحترام معتقدات المخالفين!

بعض الحشو السخيف في القصة يتعلق بتعليقات تفتقر للإبداع والعقل، من مثل أن إبراهيم تزوج بعاقر! وما كانت بعاقر قبل أن تتأخر بالحمل عنه! أو أنهما استقرا بإسرائيل، وما إسرائيل إلا حفيد إبراهيم! أو أن (إسرائيل) كانت موضعا للأنبياء، وما كانت موضعا لهم قبل إبراهيم بل بعده! أو أن مقام إبراهيم بعيد عن الحرم قرابة المائة متر!!!! (والظاهر أن صاحبنا أحول أو أن مقاييسه مضطربة حسيا ومعنويا)!!
بينما جميعنا يعلم أن المقام أبعد عن الكعبة توسيعا للمطاف عدة مرات، كان أحدها في عهد عمر رضي الله عنه، والأخير في عهد الدولة السعودية الحديثة!

بعض الحشو السخيف في القصة يرتبط بعقدة نقص البدوي وهو يتغنى بالسويد والدنمارك في مناسبة وغير مناسبة، حتى أن قصاراه كما كتب قديما أن يتنعم من بعض العاريات السويديات بنظرة تبني له شخصيته وترد إليه اعتباره، وتشعره بالندية لمن يشعر أن بينه وبينهم مثل ما بين المشرق والمغرب من العقل والشكل والمشاعر!!!

بعض الحشو السخيف في القصة هو من ذلك الابتذال الذي يعمد إليه بعض من لو قال ذلك في السويد نفسها لعوقب تحت طائلة كراهية السامية واليهود، ثم يأتينا هنا لينفس ويلوص بكلام سخيف لا يليق بعاقل أن ينحط إليه طعنا في المقدسات وأذى واجتراء من بعض بني جلدتنا على جنس الإنسان، بعيدا عن كل مزاوداتهم الإنسانية!!

دعني أروي لكم قصة الحج كما هو متعارف بين العامة من المسلمين الطيبين..الغلابة..!


أتفهم أن لا يرى الملحد في الوجود شيئا إلا من خلال الأرداف والأثداء، فكل يرى الناس بعين طبعه

حياتهم امرأة وكأس ومال، ودنيا الآخرين يجب أن تكون كذلك بالضرورة، وإلا فما هم تقدميون كمثلهم!

ومن هنا نتفهم أنهم حاصوا ولاصوا فلم يجدوا غير توصيف أفيون الشعوب مناسبا للدين مثلا، وما ذاك إلا أنهم يفكرون بالأفيون والأثداء والأغراض الجنسية ورأس المال، حتى تكون هي القيم المسيطرة على مجرى حياتهم، دون أي قيم أخلاقية إنسانية أخرى!!!


في مكة وغيرها يضحي المسلمون بذبح الأكباش كما يقول الزميل ولاشك، لكنهم يذبحون خلقا سخره الله للذبح، إلا أن يزعم الزميل بأن أنسنته تحول بينه وبين أن يرتع بأنواع اللحوم بعيدا عن هذه المزاودات السخيفة!!

يذبح المسلمون هذه الأنعام ولاشك، ولكنهم حين يذبحون يحسنون الذبح، ولا يفعلون ذلك إلا لغرض إنساني أسمى، وهو أن يأكلوا من هذا ويطعموا القانع والمعتر...

غيرنا يذبح ليتسلى بكل أنسنة على مصرع الثيران والجماهير تهلل لها من كل حدب وصوب...

يذبح ليتسلى بالديكة وهي تقضي حتفها، والكأس يلعب بأحاداق المشجعين المتكالبين حول حلبة الصراع، وصيحاتهم ترتفع وضحكاتهم المهووسة تجلجل لمنظر الدماء وهي تسيل من الديك الضحية!!!

وليت هذا فحسب...

بل هم يذبحون الفضيلة والأنسنة والحياء حين يجردون الإنسان من أنسنته لينصبوا من المرأة في فاترينات المحلات دعاية رخيصة للترويج لمنتج، أو جر أقدام المهووسين إلى ذلكم المتجر!!

ويذبحون إنسانية الإنسان حين يسيرون قوافل البغاء تنتهك كرامة الإنسان بتلك الدونية التي تصل إليها من كرمها الله لتسجد بين فخذي رجل أرعن تضع أشرف ما فيها على أرذل ما فيه..

ويذبحون إنسانية الإنسان صراحة دون مداراة وهم يجتاحون مجتمعاتنا بأساطيلهم ليسرقوا منها لقمة عيش تقيم أود الناس، حتى ينعموا هم بمجتمعات الرفاه، بينما لا ننعم في مجتمعاتنا بحد الكفاية!!!

هذا كله بعيدا عن مسلسل الذبح الدموي بدءا من حروب الفرنجة في القرون الوسطى، وصولا للحروب الاستعمارية الحديثة، فالحروب العالمية التي أودت بحياة الملايين، انتهاء بحرب العراق وهي تحصد الأطفال والنساء وتقطع الأيدي وألرجل بكل نبل وإنسانية، حتى أن الطائرات التي تقصف هي هي من يعود بعد دقائق ليرمي على الناس أطنانا من المساعدات عبر الجو!!! وهي هي من يعود كرة ثالثة ليحدث العراقيين والأفغانيين عن آفاق الحرية التي جاؤوا بها!!!!


كفاكم استخافا وتبعية

واستشعروا بأنكم بشر كاملوا الإنسانية لستم تبعا ولا أذنابا ولو بعض يوم

واسلموا لتواصل واحترام(f)