وأعجبتني صورة "من ندرة الأصايل سرجو ظهور الكلاب"... فهي "أدبياً" من أروع وألذع ما تكون ...

أعجبتني أيضاً تلك الحنكة في قلب "سعد" إلى "سعدان" رغم أنها ليست صعبة (ولكنها جديدة - علي على الأقل-)... أما عندما يدعو كاتب الموضوع "فؤاد السنيورة" "بالسنفورة" فهو يصل إلى قمة الطرافة، بل ويتجاوزها في "صار لأبو بريص قبقاب" وإن كان يهبط قليلاً في "صار للخرا مرا يحلف عليها بالطلاق".

بصدق، يسجل "الدومري" في هذه التعليقات السريعة الطريفة "موقفاً سياسياً" له مبرراته. وهو عندما يمتعض من تصريحات المسؤولين اللبنانيين في الفترة الأخيرة فيأخذ بالسخرية منهم وإلباسهم ثياب الطرافة، فإنما يفعل ذلك من خلال "موقف سياسي" جدير بالاعتبار. فلقد أصبح الهجوم على سوريا "موضة" هذه الأيام، خصوصاً من بعض الشخصيات السياسية اللبنانية باسم "اغتيال رفيق الحريري". مع أن "النظام السوري" دفع أكثر بكثير من "ديّة الحريري" بخروجه من لبنان. "فالحريري" لم يكن "المهاتما غاندي" ولا "لينين" ولا "ماو" ولا "جمال عبدالناصر" ولا "بنيامين فرانكلين أو أبراهام لينكولن". بل إنها إساءة للرجل عندما تهتف الجموع باسمه، هو الذي أوصلته نقوده إلى السياسة وعاش فيها ردحاً طويلاً من خلال ثروته. "فالحريري" ليس منظراً ولا شخصية كاريزماتية ولا زعيماً كبيراً، فلماذا يلبسونه ثوباً لا تستطيع يداه أن تخرج من أكمامه؟

لقد كان "رفيق الحريري" رجلاً ثرياً عنده بعض الحس الوطني وعنده الكثير من الطموح الشخصي كي يلعب دوراً بارزاً في ميدان السياسة. واللعب في ميدان السياسة في لبنان تحيط به الألغام من كل جانب، لذلك دفع الحريري حياته ثمناً لدوره السياسي مثله مثل الآلاف من اللبنانيين الذين قضوا في الحرب الأهلية.

بعد موت الحريري، انسحبت سوريا من لبنان بفعل الضغط العالمي عليها. ولكن بعض اللبنانيين انبرى محاولاً أن يصب السم في الدسم كل يوم كي يطعن بسوريا، وكأن سوريا هي كل مصائب لبنان وويلاته. مع العلم أن لسوريا الفضل الأول في إيقاف المذبحة المرعبة التي نسميها الحرب الأهلية اللبنانية. لذلك، فمنتهى الصراحة أن نقول بأنه لو كانت سوريا قد أساءت التصرف في لبنان، فإن إيقافها للحرب الأهلية وانسحابها من لبنان اليوم، يشكلان ثمناً معقولاً لإساءة التصرف هذا، فماذا يريد بعض أقطاب السياسة اللبنانية؟ هل يمنون النفس "بضرب سوريا" كما ضربت العراق قبلها؟ وهل يحسبون بأن هذا سوف يريحهم من "المستقبل"؟

واسلموا لي
العلماني