اقتباس:بالنسبة للموضوع، معليش... اصل ثقافتي على قدي. المفروض ان الاسلام ازال الصخور و الاصنام و علّم الناس عبادة الإله. لكننا نرى غير ذلك. يمكنك أن تضع من الاعذار ما شئت. الحقيقة الواضحة للعيان تبقى كما هي في هذا الموضوع. و هي أن أعدادا من الناس تطوف كالروبوتات عديمة الدماغ حول حجر و تـُردد تعاويذ المشعوذين بشكل مطوّل و ممل حتى يُخيل للمرء أنهم نيام يمشون. و الحقيقة أني لا ألومهم فمن آمن بالتوافه من الخزعبلات، عليه أن يُبطل عقله بطريقة أو بأخرى

لا حول ولا قوة إلا بالله ، يبدو أننا سنفتح مدرسة بجانب النادي لتعليم مبادئ بسيطة في التفكير .


يا أستاذ يا محترم ، هل تفرق بين " الفعل " و " المقصد منه " ؟

أو دعك من هذا السؤال ، فإن فيه تجريد ، والتجريد يعني تفاعل مع مفاهيم مجردة ، وهذا أمر يستعصي لمن لا يتعامل إلا مع ما يحيط بحواسه .

خذ هذه الحالتين ، لنر هل تستطيع التفريق بينهما :

أ- كنت تمشي في طريق ، وفجأة وجدت رجل - عليه عمة مما يعني أنه مسلم - يتلوى على الأرض أمامك ، فلم تستطع تفاديه وإذ بك تدهسه .

ب- تمشي على الطريق ذاته ... ومن على مسافة بعيدة ، رأيت نفس الرجل ، فلما علمت أنه مسلم ، زدت السرعة ، ووازنت الكفرات على جمجمته .. فدهستها . وبعد أن تجاوزته ... توقفت ، ونظرت في المرآة لتتأكد أنه مات . فلما تأكدت ، قلت في نفسك : " يا فرحتي ، يا هنايا، واحد من بتوع الخرافات خلصنا منه " ، ثم مضيت في طريقك .


هل نحكم عليك ، بانك مجرم وحاقد وفي قلبك غل لا تطفئة مياه المحيطات ، في كلا الحالتين ، فقط لأنك دهست الرجل ، أي فقط لتماثل الفعل ؟

أم نحرك عقولنا ، ونفتحها قليلا ، ونقول مع محمد " إنما الاعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى " ، ونرى ما مقصدك من هذا الفعل ؟


إلى هنا : قمنا بعملية تبسيط ، وبعد ذلك ضربنا مثال بسيط أيضا ، الآن يجب أن نساعدك في عملية الربط ، كي تستوعب الدرس .

الطواف حول حجر ، والسعي بين جبلين ، وتحريك الأيدي والأرجل في وضعيات معينة كالركوع والسجود ، كل هذا الأفعال ، تأخذ قيمتها ومعناها من المقصد منها والنية . فعندما كان يفعلها قريش قبل الإسلام ، كانوا لا يتوجهون بهذه الاعمال إلى الله ، بل يشركون معه آلهة أخرى . لما جاء الإسلام ، جعل هذه الأعمال خالصة لله ، وهذا هو التوحيد : إخلاص الطاعة لله والخلوص من الشرك .

لهذا تكون أنت النائم ، لا الحجاج ، فلولا كنت " مصحصحا " قليلا ، لسمعتهم يقولون " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك " .. ولا تجدهم يقولون : " لبيك يا حجر ، لبيك يا صخر ، لبيك يا عرفات ، لبيك يا منى ...إلخ " .

هل فهمت ؟

أتمنى ذلك .. إذ مللنا في كل سنة نقوم بتعليمكم .


أخيرا : الأمثال ، لا نأتي به من بلاد لها قيمة ، إلا لأفراد لهم قيمة . لذلك أتيتك بمثال من دولة حسب قيمتك .


وشكرا على السؤال ، دمت منطقيا (f)