لا تنسوا تفصيلاً بالغ الأهمية - وهو توقيت الزواج: عندما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج من ابنة أبي بكر، كان ذلك في أحرج الفترات بالنسبة لرسالته حيث كان المسلمون محاصرون في شعب أبي طالب وقريش قد فرضت عليهم المقاطعة لمدة ثلاث سنوات - وحصلت هذه الخطبة بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها بفترة قصيرة - والمسلمون - كما الرسول صلى الله عليه وسلم في حالة حصار وفقر - ويأتي من يقول ويفترض أن أبو بكر رضي الله عنه كان لا يملك هو ولا زوجته أن يرفضا طلب رسول الله لخوفهما منه أو طمعهما في خلافته ويأتي من يوافقه على هذا الهراء

قمة الهراء

أبو بكر ليس ضعيفاً وكان أقدر الناس على رفض الأمر برمته بل وهجر محمد صلى الله عليه وسلم وتركه لمصيره لولا أنه يؤمن به - أبو بكر الذي خرج بعد فترة وجيزة من هذه الخطبة مهاجراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفديه بروحه ويكون رفيقه في أحلك الظروف - لم يكن ليفعل ذلك لو رأى أن محمداً صلى الله عليه وسلم يستغل صحبته ويفرض عليه تزويجه ابنته

هراء وإسقاطات مريضة - من يرى في الزواج قيداً والجنس خطيئة ويرى في الزوجة ضحية على مذبح المطامع ولا يرى في الزواج تكريماً للمرأة وأنه بناء لمؤسستها العائلية ولاستقرارها وسعادتها

محمد صلى الله عليه وسلم في وضع الحصار والخوف والمطاردة وهو ما زال في مكة وهو لا يعلم الغيب ولا يأمن على نفسه أن يقتل غداً في سبيل الله وفي سبيل تبليغ رسالته - وقد عرضت قريش عليه أن يطلب ما شاء من مال أو نساء أو رفعة ومركز اجتماعي وقيادي على أن يدع رسالته - يطلب من أبو بكر يد ابنته مع صغر سنها وعدم صلاحيتها آنذاك وعمرها 6 سنوات ويتزوجها بعد 3 سنوات من هذا الطلب - ويرى أعداءه ذلك ابتزازاً لأبي بكر ويرونها ضحية لمؤامرة وأن والداها قبلا تزويجها خوفاً من شخص يهرب بدينه من القتل وطمعاً في خلافة ذلك الشخص - ألم يكن أبو بكر وزوجته قادرين على مراجعة نفسيهما خلال 3 سنوات ومنع الظلم ومنع التضحية بابنتهما على مذبح الخوف والطمع؟

كلامي موجه لعامة المسلمين الذين يقرأون هذا الكلام وليس لسواهم وإلا فإن الرد على من يعرف الحقيقة ويصطاد في الماء العكر مضيعة للوقت - لديه ينبوع لا ينضب من الشبهات لا يعرف عن ديننا شيئاً سواها ولم يقرأ ديننا من نبعه الأصلي بل أخذه من أفواه أعدائنا وأقلامهم وبنى كل شيء فيه على سوء ظنه فينا - أمعقول أن ملياري شخص يتآمرون على سوء الطوية واللا إنسانية ومساوئ الأخلاق والتضحية بالضعفاء لغايات براجماتية وأنهم فشلوا في استبيان حقيقة هذا الأمر وأغمضوا أعينهم عنما فعل نبيهم وتجاهلوه؟