في تقرير لوكالة أنباء البحرين: مواقف مشرفة لأمير الكويت الراحل تجاه البحرين

في الوقت الذي لم تندمل فيه فجيعة الشعب البحريني في وفاة الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة منذ عدة أيام جاء إعلان وفاة أمير دولة الكويت سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح ليشكل صدمة جديدة لدى قيادة وشعب مملكة البحرين التي تربطها بدولة الكويت الشقيقة علاقات قوية ومتميزة شهدت أزهى مراحلها في عهدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والمغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الراحل.

وتتسم العلاقات البحرينية الكويتية بأنها علاقات مبنية على المحبة والتعاون وروابط الأخوة، وقد استمدت هذه العلاقات المتميزة والحميمية دعائمها في التعمق والرسوخ بين البلدين الشقيقين من جذورها الممتدة منذ سنوات بعيدة.

كما ترتبط قيادتا البلدين بعلاقات طيبة وتواصل أخوي دائم حرص خلاله جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد على توثيق وشائج القربى وأواصر الصداقة بين البلدين وعزز من ذلك العلاقات الطيبة التي كانت تربط جلالته بأمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الصباح وبباقي أفراد الأسرة الحاكمة في دولة الكويت الشقيقة.

ويشار في هذا الصدد الى أن آخر زيارة قام بها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدولة الكويت كانت في شهر يناير 2005 إذ التقى خلالها جلالته الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وعددا من أفراد الأسرة الحاكمة واصطحب جلالته خلال الزيارة عددا من أنجاله وأحفاده، حيث غلب على الزيارة الطابع العائلي، وهو ما يدل على عمق وشائج العلاقات التي تربط بين قيادتي البلدين وخصوصية العلاقة التي كانت تربط بين جلالة ملك مملكة البحرين وأمير دولة الكويت الراحل. ولعل هذه العلاقات الوطيدة والعميقة والمتطورة والمزدهرة بين قيادتي وشعبي البلدين خلال تاريخها الطويل والممتد على مختلف الأصعدة ولاسيما السياسية والاقتصادية هو ما أكسب العلاقات بين البلدين بعدا خاصا وأهمية كبرى جعل منها نموذجا يجب ان يحتذى في العلاقات بين الشعوب ومثلا رائعا لنوعية العلاقات التي ينبغي ان تربط بين الدول. وقد أثبتت الايام وضوح الرؤية لكلا البلدين في الإصرار على ترسيخ الدور الإيحابي الذي تقوم به القيادتان والشعبان تحقيقا للتنسيق المتكامل في شتى المجالات بينهما انطلاقا من أن قوة العلاقات ستزيد من وشائج القربى والتلاحم والإخاء والتعاون البناء نظرا إلى أن الحوار المتصل والترابط والتعاون الايجابي هي من الركائز التي تستند إليها سياسة البلدين. وقد شهد تاريخ العلاقات بين مملكة البحرين ودولة الكويت ارتباطا قويا وممتدا عبر الزمان وهذا الارتباط القوي بين البلدين والشعبين لم تنل منه الايام أو توهنه الظروف والمحن بل ساعدت على تقوية أواصره والدفع به الى مستويات عليا من التواصل والتلاحم والتآزر والتعاضد. وقد برز هذا الترابط بين البلدين في أسمى معانيه وأجل صوره عندما تعرضت دولة الكويت في الثاني من أغسطس 1990 للعدوان العراقي الغاشم، حيث وقفت مملكة البحرين قيادة وشعبا منذ بداية الاحتلال العراقي الى جانب شقيقتها دولة الكويت وأدانت الغزو وسارعت الى جانب الدول الشقيقة والصديقة لترد العدوان العراقي واضعة في ذلك جميع امكانياتها في خدمة قضية الكويت العادلة والمشروعة. كما رحبت مملكة البحرين خلال تلك الفترة باستضافة المواطنين الكويتيين الذين فروا من القمع والبطش وقدمت كل التسهيلات لدخول الاشقاء الكويتيين بلدهم البحرين وتوفير جميع الخدمات الضرورية لهم. وعلى الصعيد السياسى لعبت مملكة البحرين دورا سياسيا بارزا منذ بداية الغزو أعلنت فيه موقفها الرافض للاحتلال والداعم لقضية الكويت العادلة وعملت مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي على تبني قضية الكويت في جميع المحافل العربية والدولية وشددت على ضرورة عودة الشرعية الكويتية.

أما على الصعيد العسكرى فقد قامت البحرين بإرسال قوة عسكرية مجهزة لتشارك ضمن قوات درع الجزيرة في عملية تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، حيث شاركت القوة العسكرية البحرينية مع قوات التحالف في الدخول الى الكويت المحررة من الاحتلال العراقي في الوقت الذي شارك فيه سلاح الجو البحريني في حرب تحرير الكويت وكذلك استضافة مطارات البحرين بعض طائرات سلاح الجو الكويتي من طائرات نقل ومقاتلات.

وقد تكرر نفس التعاضد بين البلدين خلال عام 2003 ابان حرب العراق حين توجهت مجموعة القتال السابعة البحرينية الى دولة الكويت للمشاركة في الحفاظ على أمنها اثناء دخول القوات الامريكية الى العراق لخلع النظام العراقي البائد. وقد جاء ذلك التوجه البحريني تلبية لنداء الواجب والاخوة تجاه الاشقاء في دولة الكويت، حيث أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في اتصال هاتفي آنذاك مع سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل أن أي اعتداء على الكويت هو اعتداء على البحرين، مشددا على ان القوات البحرينية الموجودة في الكويت للمشاركة في حمايتها برا وبحرا وجوا تعبر أصدق تعبير عن التلاحم والتميز الذي يربط البحرين وشقيقتها الكويت.

ومن جانبها كان لدولة الكويت كذلك مواقف مشرفة تتذكرها البحرين بالعرفان، حيث لم تتوان الكويت بتوجيهات من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح عن تقديم إمكانتها وقدراتها واستثماراتها الى شقيقتها البحرين في إطار المساهمة الفاعلة لكل المشاريع والخطط البحرينية التي تهدف الى الارتقاء الاقتصادي ورفع المستوى المعيشي للمواطنين. ومن المعروف أن دولة الكويت قد قامت بمنجزات كثيرة في البحرين من خلال الصندوق الكويتي للتنمية وقنوات تمويلية اخرى في العديد من مشروعات البنية التحتية والعديد من المشروعات الاقتصادية ذات المردود التجاري الجيد الذي ينعكس بشكل إيجابي على اقتصاد البحرين وسوق العمالة فيها.

أما على المستوى الشعبي فتتميز العلاقات البحرينية الكويتية بأنها علاقات نسب وقربى، حيث ان العوائل في البحرين متداخلة مع نظيراتها في الكويت، الأمر الذي يفسر التقارب في العادات والتقاليد والثقافة بين البلدين وليس هناك أي فروق أو حواجز بين شعبي البلدين فمنذ مدة طويلة يعيش أهل الكويت في البحرين ويعيش أهل البحرين في الكويت والتزاور بينهم لا ينقطع فهناك صلات قرابة بين الكثير من أهل البحرين واهل الكويت. وقد برز هذا التلاحم والترابط الأخوي بين شعبي البلدين في خضم أزمة الغزو العراقي لدولة الكويت من خلال الدعم الشعبي اللامحدود للمواطنين البحرينيين ووقوفهم القوي مع أشقائهم الكويتيين حيث تشكلت مع الايام الاولى للغزو العراقي لجنة اطلق عليها «لجنة رعاية الاخوة الكويتيين« وحظيت هذه اللجنة بدعم حكومي وشعبي كبير.

إن العلاقات البحرينية الكويتية تعتبر علامة بارزة في تاريخ البحرين المعاصر وركيزة من ركائز انطلاقة الخير التي قام بترسيخها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع أخيه المغفور له باذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الراحل على مر السنوات الماضية.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Articles.a...=154092&Sn=BNEW