اقتباس:  غربي   كتب/كتبت  
 يقرر زميلنا: "شتم الكويت فريضة !!".  
ونثنّي: بل هو ركنٌ من أركان العرب...  

منذ أن اختطت الكويت لنفسها خطاً عقلانياً متفرداً، نأت به عن أفراد القطيع العارب؛ أضحت جمرة عقبة يرميها كل عربي بما ملك... والعربي، في هذا الزمان، لا يملك إلا خرّاج بطنه.  

- كتبت زميلة مأخوذة برأيها، لزميل غارق في عراقيته - هنا: ربما لا يكون هذا عراقياً، بل هو، على الأرجح، كويتي مدسوس لعين...  
هي لم تنص على الـ"لعين"؛ ولكن حروفها حملت النعت.  
لِم؟
لأنه كتب يرى خُلاص مصلحة وطنه في الحرب الأخيرة على العراق.  

هو سيء.  
إذن، هو كويتي!

- تراجَم شبيبة كويتيون مع إخوة لهم فلسطينيون؛ فكتب زميل - بعد أن غلى الماء في مراجله - هنا: سنريكم يا كلاب الكويت.  
وأيضاً؛ إن لم ينص على الـ"كلاب"؛ فقد حمل موضوعه ما هو أمد وأشد.  

كيف يتجرأ أولئك البدو الخليجيون النفطويون الذين استباحوا للغير وطنهم، وأطلقوه منه إلى غيرهم؛ على أسيادهم - الحضر البطر العظام، من بقية العرب؟

- يكتب زميل سنسميه "س"، بعد أن يرفع رأسه من كتاب يعتقد أن مؤلفه عليم بتاريخ الجزيرة: الكويت أرض عراقية، شئت يا غربيّ أم ما شئت.  
وعندما تتدخل المحاجة...؛ تجد أنك تخاطب من يقترب من أن يكون مستشرقاً أوربياً لا يعرف من الجزيرة العربية إلا ما يتسامع به من طبائع البدو؛ ويكتب: ’عَنَزَة‘ - بثلاث فتحات!
ويكتب آخر سنسميه "ص": الكويت جزء من العراق، انتزعه الاستعمار البريطاني!

أبيت اللعن...  
أليس للخليج رب يحميه؟!

في يوم قمطرير مشهور... عثى "المنذر بن ماء السماء" بفرسان "الحارث الكندي". يومها، أُفردت صحراء الجزيرة الملاصقة للبحر لابن ماء. كيف لا، وقد كانت أرض المعركة أرض سيادة على ما جاورها.  
الزمان: 500 عام قبل الميلاد، ويزيد.
المكان: ’وارة الكويت‘.  

في أوائل القرن السابع عشر...  
بعث ’آل الصباح‘ - الذي كان قد هاجر بقومه من أواسط الجزيرة العربية، بعد موجة جوع - إلى المندوب البريطاني يخبره بطبيعة الأرض ومعاش العباد.  

’آل الصباح‘ - هؤلاء، هم بدو يضرب أقرب جذر لهم في أعمق سحق في صحراء شبه الجزيرة.  
بدوٌ، وهذه أرضهم.  
بدو، قاتل الله ’المستشربين‘*.

الكويت:  
إستقلت، بالكامل، عام 1961.
أعلنت دستورها عام 1963.
إنضمت إلى الأمم المتحدة عام 1963.  
أي فكر قميء هذا الذي يبحث في حق نصف قرن من السيادة الأممية؟

ومن أقرب المراجع...  
1709: أول إشارة إلى اسم "الكويت" على لسان مرتضى بن علوان، الرحالة السوري، قائلاً إنها "الكويت، بالتصغير، تشابه الأحساء إلا أنها دونها، لكن بعمارتها وأبراجها تشابهها"
1752: إختيار "صباح الأول" حاكماً على الكويت.
1760: بناء أول سور للكويت، من الطين، بأيد بدوية بدأت تمتهن الصيد وتجارة البحر.  
1765: أول إحصاء تقديري لسكان الكويت.  
1814: بناء السور الثاني، بذات السواعد.
1899: إبرام وثيقة الحماية مع بريطانيا. هذا هو أول قرار سيادي سياسي عربي لحماية الحدود، في وقت كان العرب فيه يتطلعون، بذلّة، إلى ’الباب العالي‘.

... ونقول لسين، وفق المعطيات السابقة: أين وماذا كانت فلسطين، سياسياً، بين هذه التواريخ؟
ونقول لصاد: مثله، وماذا كانت ’سوريا الكبرى‘، وقتذاك؟

-----

هي أمة صغيرة شجاعة...  
لم تسمح للطغاة بملامسة رقابها، في زمن حملت فيه الأمم، المجاورة لها، جلاديها، فوق الرقاب والهامات.
أمة صغيرة شجاعة، اشترت أمن وطنها بحر مالها ولم تغامر بأوقية تراب منه؛ في انتظار ’نخوة عرب‘.  
لم تتثنى أطيازها بداعر الخطابات يوم كان شأنها: وطن.  

-----

إنها كويت اليوم: ديمقراطية الحال، وسياسة الواقع؛ بلا شنشنات عرفها الجميع من أخزم.  

-----

منذ 90 المشؤوم ونحن - أنا وقلبي، نتساءل: أي كويت جديدة هذه!
كويت تواجه العرب كلهم في سبيل ما تعتقد أنه قرار العقل لا قرار العاطفة، وأنها معادلة الحاضر لا حسابات الماضي...  
كويت وطنية متفردة.  
كويت استفادت من الأخطاء.  
كويت ترنو إلى الغد بعين حمراء لا تكسرها وقاحة العرب.  
كويت حراك ديمقراطي وتصدير سياسي وهم ثقافي.  
كويت جديدة!

-----

نعود إلى الزميل - نقول: عد إلى أرشيف النادي وانظر: أي كويت يحملها العرب في قلوبهم؟
الكويت التي ليست لأهلها...  
أم الكويت التي تصدّر الطغام ومداسيس الشر...  
أم الكويت التي باعت عرضها، في وقت يحمي فيه العرب، أو يظنون، فروجهم.  

إنهم زملاؤك يا زميل. إنهم الزملاء.  
أخوتك في اللغة والهم والدم.  
وربما لهم عذرٌ، وأنت تلوم...  
فهم، ويح غربي، لم يجدوا شماعة أخطاء قريبة، ووجدوا الكويت.  

-----

الكويت: عقل العرب، في زمن اللاعقل.  
الكويت: العالم الجديد الشجاع...  
















غربي - زمن الكويت.
-----
* المستشربين. مصطلحٌ، نجحت في نحته، من جماع كلمتي: مشترقين - عرب. وهو يشير إلى كل عربي من خارج ’جزيرة العرب‘ يعتقد أنه قادر على التخريص في شؤون بدو الجزيرة، وصحرائهم؛ وهم الذين كانوا قد منحوه، قبلاً، شرف ’الضاد‘.