الزميل المحترم بدر الكويت (f)
أولا عظم الله أجركم بوفاة الشيخ جابر رحمه الله. :rose:
ثانياً أرجو أن يتسع صدرك لمداخلة أود أن تشاركنا بها الزميلة باريموتا.

في البداية من غير اللائق أن نتعرض لشخص ميت خاصة وأن هناك من يكن له احتراماً ومحبة مهما كان حجم الخلاف مع هذا الشخص...

بالنسبة لمن تعرض للشيخ جابر وعرّض به أعتقد أن غالبيتهم إما من السوريين المنزعجين من مواقف بعض الصحف الكويتية وخاصة جريدة السياسة، أو من أشقائنا الفلسطينيين اللذين حملوا رواسب لمواقف تتعلق بممارسات حدثت إبان غزو الكويت، أو بعض العراقيين ، وقلة من فئات أخرى.

دعونا نناقش الفئة الأولى وهي السوريين:
قبل أشهر كنت وكعادتي أرد على بعض سخافات جريدة السياسة الكويتية وأحمد الجار الله ولا أنكر أنني حملت شيئا تجاه الكويتيين بشكل عام ... رغم تقديري الكبير للمساعدات التي قدمها الشيخ جابر رحمه الله لسورية وللعرب بشكل عموماً - المهم رد علي زميلنا المحترم بدر الكويت وهو كما أعلم يعمل بحقل الصحافة بما يفيد أنه ممن يشعر بالغثيان حين يقرأ لأحمد الجار الله واعتبر أن المذكور دخيل على عالم الصحافة وأنه مرتزق.
الحقيقة رد الزميل بدر أشعرني بالخجل وأعاد لي بعض التوازن الذي أفقدتني إياه كتابات الجار الله المستفزة والتي لا تنسحب بحال من الأحوال ولا تعبر عن المزاج الكويتي العام.

طبعا قد يقول قائل إن الصحافة لا يمكن أن تكتبت بدون ولو إيماءة قبول من السلطات وهذا كلام صحيح ولكن في المقابل علينا أن لا ننسى أن السنوات الأخيرة حملت تبايناً سياسيا بين الكويت وسورية بسبب موقف سورية المناصر للشعب العراقي وليس لصدام حسين الذي كان العدو اللدود لسورية والذي طالما حذر الرئيس الراحل حافظ الأسد من خطره على المنطقة بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص...

هنا أود أن أوضح نقطة وهي إنني كنت ولازلت من المقتنعين بأن الكويت قد بالغت برد فعلها تجاه الشعب العراقي و سقوط بغداد أثبت هذه المبالغة فقضية أسرى الكويت في سجون صدام طويت واسلحة الدمار الشامل فضح أمرها وووو...
ولكن أيضا علينا أن لاننسى أن الشعب الكويتي قد شرد وهجر من قبل من كانو بالأمس أشقاء إذ لا يمكن للمرء أن ينسى بسهولة منظر العائلات الكويتية التي ذهبت لقضاء عطلتها الصيفية لتفاجأ بالغزو وتصل لحالة اشبه بالتسول بعد نفاذ نقودها وانهيار سعر الدينار الكويتي مما دفع معظم هذه العائلات لبيع مقتنايتها الشخصية كالذهب و السيارات والساعات بل والثياب وضطر بعضهم للعمل بمهن لا تتناسب مع وضعهم الاجتماعي في بلدهم مما شكل أزمة لدى هذه العائلات.
وفي الكويت نهبت البنوك والقصور والمنازل والمحال التجارية
و هناك كويتيون اعتقلوا وعذبوا بل وقتلوا لذا نجد أن تحامل المواطن الكويتي له ما يبرره.

لكن الإشكال الذي وقع به الشعب الكويتي والذي أتمنى أن يعيه قريباً هو الشعور بالإمتنان للمجرم الحقيقي فالكويتيون صبوا جام غضبهم على صدام حسين والعراق بينما اعتبروا أن جورج بوش الأب ومارغريت تاتشر هما المخلصان... وهذا مجافِ للحقيقة فجورج بوش هو المجرم الأكبر بحق لشعب الكويتي لأن الضوء الأخضر لغزو الكويت أتى من أمريكا وما كان لصدام حسين الذي عاش حياته كفأر أمريكي أن يرفع نظره تجاه الكويت لو شعر أن أمريكا ضد هذا القرار.

لإخواني السوريين أقول علينا أن لا ننساق وراء خربشات صحافي فاشل ونتناسى الشعب الكويتي الشقيق والمساعدات التي قدمتها الكويت لسورية وأود أن أذكر هنا أن الشيخ جابر رحمه الله حضر بنفسه رغم الحالة الصحية الحرجة التي كان يمر بها لحضور مراسم دفن الرئيس الراحل حافظ الأسد مما اثار استغراب الكثير من المراقبين المطلعين على حالة الشيخ جابر الصحية والتي عزاها معظهم للشعور الكبير بالامتنان للدور السوري بتحرير الكويت فسورية كانت بيضة القبان التي أكملت الائتلاف الدولي لقرار تحرير الكويت ، والجدير بالذكر أن الرئيس حافظ الأسد حاول وأرسل رسالة لصدام حسين يحثه بها على الانسحاب من الكويت وينبهه من مخاطر التعنت والاستمرار بغيه إلا أن فجور الأخير غلبه وكان ما كان.

على أي حال أتمنى للشعب الكويت الشقيق الرفعة والعزة ونسأل الله تعالى العفو والمغفرة للشيخ جابر.

بقيت ملاحظة : أتمنى على من اعتبر نفسه نائبا لله في الأرض أن يبرز لنا ما يثبت هذه النيابة قبل أن يصدّع رؤسنا بحديثه عن حساب الآخرين.