اقتباس:  محمد القدّاح   كتب/كتبت  
_ بلقيس : ملكة في اليمن للملكة سبأ  

أظن أن بلقيس كلمة يونانية وهي صفة أو "لقب" تعني "الملازمة".. الملازمة في الحكم.. يعني أن أي ملكة في اليمن كان يطلق عليها لقب بلقيس كما كان يطلق على الملك لقب "تبع" في بعص العصور.. وفي ذلك تحليل - وقد يتبرع أحد العارفين بتصحيحي إذا سمحتوا- فالتاريخ الذي دون فيه ظهور ملكة سبأ أو ملكات سبأ هو تاريخ متقدم ويعتبر تاريخ سيادة الذكر (3000 قبل الميلاد تقريبا) ولكن اليمن لم تكن بلدا نهرياً ولم يتح لها ترف الثروة (كما في حضارات الأنهار في مصر والعراق) أن يبني ويشيد المعابد والقصور والألات الحربية، بل شيد السدود والقنوات والمدرجات الزراعية، فكان معتمدا على الانسان أكثر من اعتماده على رجالات الدين أو المُلك.. لذا كان اليمن أكثر ديمقراطية، مهتم بالتجارة وبالاخص التجارة البحرية وتجارة البخور (التصدير) وبالزراعة. ولتلك الأسباب لم يتم انتقاله إلى الحكم الذكوري التام بسرعة بل كان بطيئاً.. وخلال تلك الفترة ظهر نوع من الحكم بما يسمى "الملازمة" وهو حكم بين بين :) للرجل والمرأة سوية إما دور بدور أو بشكل متلازم. وأثار اليمن القديمة لازالت شاهدة على تلك الفترة التي كانت تدمج بين المذكر والمؤنث، وخير مثال على ذلك معبدي "أوام" و "بران" (وهما على فكرة اسمان جميلان).. "أوام" هو معبد المقه (القمر) الأنثى وفيه يعتلى عرش بلقيس (أي الملازمة)، أما "بران" فهو إله نكرح إي (الشمس) وفيه يعتلى المذبح والأعمدة التي يطلق عليها الشعبيون في سيرهم الشعبية بأعمدة (الذكر والأنثى) .. والنقوش اليمنية كانت تصور المرأة في حجم مساوٍ للرجل إن لم يكن أكبر.. ونراها إلى اليوم في المتاحف.. وقد شاهدت بعيني نقش عبارة عن عمودين تستلقي امرأة كبيرة الحجم فوقهما وتغطي أوراق العنب جدران هذين العمودين وتحت العمودين رجال أصغر يعزفون القيثارة .. ربما لأن المراة كانت ملكة وهم حرفيون أي أقل شأناً.. لا أدري.. أو ربما لأن المرأة أكبر قدراً من الرجل عند اليمنيين .. مع العلم أن عهد البلقيسات كان متقدماً عن عصر حكم المرأة الأحادي وتمجيدها الأعظم..

:10: عفواً للإزعاج...