اقتباس:  بهجت   كتب/كتبت  
علينا أن ندقق إذا فرضية أخرى وهي أن الليبرالية ليست ضرورية للتنمية ،و أنه يمكن لأنظمة إسلامية و قومية أن تحقق التنمية ربما حتى بصورة أفضل .

الفرضية الأولى: "الليبرالية ليست ضرورية للتنمية"

للوهلة الأولى قد تكون الفرضية صحيحة - و من الممكن لأنظمة ديكتاتورية أو فاشية أن تحقق التنمية جزئيا - بل و بتسارع قد يبدو أكبر من الأنظمة الليبرالية - و بالتاريخ أمثلة لذلك لكن لزمن شديد القصر و بنهايات مأساوية.
الأنظمة القومية ذات توجه ديكتاتوري بالطبيعة و لن يوجد إقتصاد حر (و هو من أساسات التنمية) في ظل نظام ديكتاتوري - أضف لذلك عامل قد لا يؤخذ بالإعتبار (لا أعلم لماذا) و هو الفساد - الأنظمة الديكتاتورية و برغم الأهداف التي يتشدق بها القائمون عليها هي مرتع خصب للفساد - و هذا ببساطة من الطبيعة الإنسانية.
إنعدام الإقتصاد الحر + ديكتاتورية و عدم شفافية = فساد + إنهيار إقتصادي.

لعل التجربة المصرية القومية هي خير دليل.

الفرضية الثانية: "يمكن لأنظمة إسلامية و قومية أن تحقق التنمية "

ينطبق كل سوءات ما سبق ذكره عن القومية على الأنظمة الإسلامية و لكن تزيد عليها الأخيرة بأكبر مانع للتنمية و هو الخلفية المعرفية للمجتمع الإسلامي.
غني عن الذكر أن التنمية في الوقت المعاصر ترتكز على العلم الحديث و التكنولوجيا و (هي أحد نتائج التقدم العلمي) - و لتحقيق التنمية لزم على المجتمع إعتماد هذه الركائز كطريقة للتفكير و إتخاذ القرارات الإقتصادية و الإجتماعية - و لن توجد أي وسيلة أخرى لإقتصاد ناجح في أي مجتمع بدونها.
المجتمع الإسلامي هو لا علمي بطبيعته - بل و معادي للعلم (الذي يرتكز أساسا على حرية التفكير) - و دعك من أحاديث العلم و الإيمان و الإعجاز العلمي ..إلخ التي لم تمكن عالم إسلامي من إكتشاف نظرية أو تصميم حتى دراجة أطفال.
دعك كذلك من مظاهر إستخدام التكنولوجيا (أو حتى إنتاجها بتوكيلات أصحابها) فكل هذا تسول.

كيف لنا أن نفترض تنمية شاملة و مستديمة - و نحن نعلم بالتأكيد أنها تستند في أساسها الأول على العلم - في مجتمع معادي للعلم ؟

ناهيك عن عدم الإستقرار السياسي لهذه الأنظمة لأنها أنظمة عدوانية بالفطرة كان مفهوم التنمية بها يقوم على الحروب و الغزوات.

نعم يا سيدي قد نجد تنمية ظاهرية و مؤقتة بمجتمعات قومية أو دينية لكن هذا الإستقرار المؤقت هو ما يطلق عليه بعلم الميكانيكا:
Unstable equilibrium
أو التوازن غير المستقر - يدفعه للإنهيار قوى فكرية و إجتماعية و إقتصادية أكبر من أن تحتمله هشاشة هذه الأنظمة.