ولم لا تقارن سويسرا القرون الوصطة وبغداد الرشيد في ذلك الزمان يا راغب؟


لا نبخع أنفسنا، نحن مررنا بدورة حضارية، ثم انقطعنا عنها ثم نعود إليها، وغيرنا أيضا قام بنفس الدورة في زمن مختلف.
نهضنا وانحطت أوربا، ثم انحططتنا ونهضت أوربا، وكانت نهضتنا إثر الإسلام بسرعة، وإن رفض ذلك الرافضون، وإن رغمت له الأنوف. ذلك الواقع الذي حصل، بعيدا عن كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني والعقد الفريد لابن عبدربه ومروج الذهب للمسعودي، ولا ننسى كتيبات جرجي زيدان.

يا راغب، أنت تقرأ التاريخ من زاوية القادح، عندها يصبح اي أمر يقوم به محمد معيبا، واي أمر يقوم به خصومه جميلا، ومثل ذلك تصنع حين تقرأ تاريخك القريب الذي عاصرته متمثلا بعبد الناصر، فتصبح ذات الأفعال التي عبتها يوما على محمد فضائل لعبدالناصر، وذات الأمور التي افتقدتها عند الاثنين وكان نقصانها عند محمد عيبا، فيكون مزية ذلك النقصان لعبدالناصر.

مثل هذه الطريقة في البحث لا ترضينا لأنها تتناولنا نحن بتجريح من لا يملك جزءا من الحقيقة، ولا يقرأها، ولا يريد ان يقرأها.


وأخيرا وليس آخرا، أية مذبحة تزعم حصلت في خيبر؟ هل نضيفها إلى مذبحتي قينقاع والنضير المزعومتين؟

لم لا تقارن جنوب إسبانيا بشمالها إبان خلافة قرطبة ومملكة قشتالة؟ لم لا تقارن فرنسا لويس التاسع الجربانة بمصر الأيوبيين والمماليك؟