لا أريد للجامع أن يفعل الشيء نفسه، الدين - ومن يمثلونه- إما أن يكون وإما أن لا يكون، ولكن يجب ألا يسمح لأحد بفرض سلطته عليه، سمعت رجل دين مسيحي يقول بأن العلمانية هي فصل الكنيسة عن الدولة، بمعنى عدم تدخل الدولة في شؤون الكنيسة، لأن عدم فصل الدين عن الدولة يعني إما أن يفرض رجل الدين رأيه على رجل السياسة وإما أن يملي رجل السياسة على رجل الدين ما عليه أن يقول وما يجب أن يسكت عنه ، لكن حتى مع استقلال الدين عن الدولة يظل للدين صوته وثقله السياسي كجماعة ضغط ، لوبي، ومكانته في المجتمع التي يخاف أن يخسرها ويتحول إلى مادة في علم الآثار، مومياء تدرس، من حق الناس أن يعرفوا الدين ويتبعونه أو لا يتبعونه، ولكن الدين هو أثر من آثار أجدادنا كي نعرف كيف كانوا يفكرون، وكيف كانوا يعيشون وكيف كانوا يتعلمون، لا يجب أن يخسر هيبته بلا طائل فلا هو يمثل الحداثة ولا هو يحافظ على الأصالة .