{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
طبائع الاستبداد .... عبد الرحمن الكواكبي
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
طبائع الاستبداد .... عبد الرحمن الكواكبي
الذكرى المائوية المنسية

للكواكبي وطبائع الاستبداد

مائة عام تكتمل اليوم على وفاة المصلح العربي الجرئى صاحب الكتاب ـ الحدث طبائع الاستبداد عبد الرحمن الكواكبي ـ رحمة الله عليه ـ مائة عام كذلك تقريبا على صدور ذلك الاثر العظيم الذي نظر قبل كتب اوروبا لأسباب التخلف وجذور التقهقر وحللها وفك آلياتها وحدد معطياتها وشخصا وقدم للعرب علاجها. مائة عام تمر ولا حياة لمن تنادي، لا الحكومات العربية ولا جامعة الدول العربية ولا الجامعات العربية ولا مراكز البحوث الاستراتيجية اغتنمت هذه الذكرى المائوية لاحياء هذا التراث العربي المتميز وقول كلمة حق في ذلك الرجل الامين الذي دفع حياته ثمنا لقول الحق.. لا شئ كما قال عبد الرحمن الكواكبي نفسه في توطأة كتابه : (وهي كلمات حق وصيحة في واد، ان ذهبت اليوم مع الريح، فقد تذهب غدا بالاوتاد..). ان مجتمعات العالم كلها تحتفي بذكريات رجال اقل شأنا من الكواكبي واقل تأثيرا بل ان مجتمعات اوروبا واميركا واليابان والصين تقتنص كل ذكرى لاحياء امجادها بحق او بباطل.. ونحن العرب غافلون كأنما فقدنا ثقتنا في امجادنا وكنوز ماضينا البعيد والقريب وقطعنا الصلة مع ذلك الفيض الرائع من الفكر الحر واصبحنا ايتام حضارة بارادتنا !!

ولد عبد الرحمن الكواكبي عام 1854 لأسرة عربية كريمة في مدينة حلب الشامية وتلقى علومه في المدرسة الكواكبية وعمل في الصحافة والمحاماة كما تقلد بعض المناصب الوظيفية وبدأ يجلب لنفسه السجون والاضطهاد ومصادرة المال والدار عندما كتب عن الاستبداد في الصحف. هاجر من حلب سنة 1900 وطاف الجزيرة العربية وشرقي افريقيا والهند وأقصى الشرق ثم استقر في مصر، وفيها كتب (طبائع الاستبداد) كما كتب (أم القرى) وتوفي بالقاهرة عام 1902 ضحية سم دُس له في فنجان قهوة.. معيدا قصة ارسطو فيلسوف الاغريق وضحية الدفاع عن الحرية هو ايضا ومن الغريب ـ بل من العار على العرب ومؤسساتهم الثقافية ـ أن صدور الكتاب وطبعاته المتلاحقة كانت دائما بسعي نجله اسعد الكواكبي في الثلاثينيات وبسعي حفيده الدكتور عبد الرحمن الكواكبي في السبيعينيات. وكانت جميع الطبعات تنفذ حال نزولها للمكتبات والمعارض واعتنت الثقافات الغربية بالكتاب فنشر بطبعات في مختلف اللغات وادرجته الجامعات الاوروبية والاميركية في برامج دراساتها السياسية والاجتماعية كأحد ابرز آثار الفكر العربي الاصلاحي بل تتلمذت على الكواكبي ثلة من منظري علم الاجتماع السياسي في الغرب وابرزهم الاستاذة هانا ارندت صاحبة كتاب الاستبداد الذي أصبح المرجع الاساسي للعلوم السياسية وهو المؤلف بعد ثمانين عاما من كتاب الكواكبي الذي اجمله العرب للاسباب التي نعرفها جميعا ولم يعد بالامكان اخفاؤها وان تأملنا في عصر الكواكبي وجدناه عصر نهضة عربية مباركة بحيث لم يأت كتاب طبائع الاستبداد من فراغ بل كأنما هو حلقة ضرورية الى جانب حلقات نهضوية تشكل سلسلة تمهيد لانطلاقة عربية شاملة فقد صدر عام 1901 كتاب (المرأة الجديدة) لقاسم امين وصدر كذلك كتاب الشيخ محمد عبده (الاسلام والنصرانية مع العلم والمدنية) وكتابه (الاسلام والرد على منتقديه) واصدر صطفى كامل صحيفة اللواء وفي المغرب العربي بدأت حركة علي باش جانيه الاصلاحية تنشط ضد الاستعمار.

كان ذلك المناخ الفكري كالتربة الصالحة لبذرة الكواكبي.. وهي البذرة الوحيدة التي لم تتحول الى سنبلة طيلة القرن .. لان حركات الاصلاح تمكنت من طرد الاستعمار والابقاء على جذوة الاسلام السليم حية لكنها فشلت فشلا ذريعا في تطوير الفكر الشوروي ـ أي الديمقراطي ـ في بلاد العرب جميعا مما تسبب في نكبات وكوارث عربية قديمة وحديثة لانزال نحمل اوزارها الى اليوم فغياب الديمقراطية في نظري المتواضع ادى على الاقل الى نكبة الهزيمة العربية يوم 5 يونيو 1967 وكارثة الاحتلال العراقي للكويت يوم في اغسطس 1990.. الى فتنة 11 سبتمبر 2001 وكل هذه المصائب اذا ما حللناها من زوايا السياسة والتربية والثقافة وجدناها نتيجة طبيعية للاستبداد بالرأي وعدم اشراك الناس في التفكير والتخطيط والحكم.

[U][SIZE=5]وان الذي يبقى خالدا في رسالة الكواكبي ويصلح لهذا الزمن العربي العصيب هو تركيز طبائع الاستبداد على امرين: الاول مؤامرة الغرب المستمرة والطبيعية على العرب والمسلمين وممارسة استبداد الجنس الابيض على ما عداه والثاني قابلية العرب والمسلمين.. واستعدادهم المريض لتقبل ذلك الاستبداد مخالفة منهم لفلسفة تراثهم الاصيل والمنادية بالمقاومة والفداء والاستقلال.

يقول حفيده. د. عبد الرحمن الكواكبي : (انه الاستبداد الذي يظل يرافق الحياة كلها بوجه عام والحكم بوجه خاص، على تباين اثره وتفاوت شره، فهو يشتد او يضعف، وبقدر ما يخبو الوعي السياسي او ينمو، وبقدر ما يمحي التخلف او يزداد، وبقدر ما يصفو الفكر او يتعكر، وبقدر ما تظهر النزعات الوجدانية والمراحم الانسانية ومكارم الاخلاق او تضمر..).

لهذه الاسباب سيظل الكتاب اثرا خالدا فريدا في صنفه، نوعا من انواع ايقاظ الموتى من رقدة العدم ويكفي ان تلقي نظرة على فهرست الكتاب لتعلم ايها القارئ العربي ان الكواكبي انار بشعلته الوقادة كافة جوانب الاستبداد وعلاقته بحياتنا فنجد الفهرست كما يلي : ما هو الاستبداد؟ والاستبداد والدين الذي اوضح فيه اصول الاسلام وبعدها عن الطاغوت، وكذلك الاستبداد والعلم لينفذ نظريات فطرة الناس على قبول الاستعباد، وايضا الاستبداد والمجد لزرع الثقة في نفوسنا حتى لا يستبد علينا احد.

ثم يتطرق المؤلف الى موضوع العلاقة بين الاستبداد والمال، فيكون الكواكبي سباقا لعصرنا الراهن، مستطلعا آفاق ارتباط الاستبداد كسلوك سياسي وثقافي بالمال كعصب محرك للمجتمعات وبعد ذلك يحلل الكواكبي محور الاستبداد والاخلاق من منظور فلسفي عميق قل ان يدركه عالم متخصص ثم يحلل علاقة الاستبداد بالتربية، فالتربية لديه هي خميرة المجتمع واساسه وعليها مسؤولية تخريج جيل رافض للاستبداد.

ثم هو في فصل الاستبداد والترقي وبعده في فصل الاستبداد والتخلص منه يقدم وصفة الحكيم المتمرس الامين لتحقيق نهضة عربية واسلامية ديمقراطية تعتمد احترام رأي الاغلبية والحكم بفضائل الاخلاق وتجسيد المحاسبة والمراجعة والعزل كأدوات لمراقبة الحاكم حتى لا يستبد وقد ختم الرجل كتابه بحكمة لا بد ان نوردها: (ان الله جلت حكمته قد جعل الامم مسئولة عن اعمال من يحكمه عليها وهذا حق فاذا لم تحسن امة سياسة نفسها اذلها الله لأمة أخرى تحكمها كما تفعل الشرائع باقامة القيم على القاصر او السفيه وهذه حكمة ومتى بلغت امة رشدها وعرفت للحرية قدرها استرجعت عزها وهذا عدل..).

فكيف نعذر العرب على نسيان هذا الرجل وكتابه ونحن لم نجب بعد قرن على الاسئلة التي طرحها الكواكبي منذ قرن ؟ وظللنا نعاني نفس العلل بدرجات متفاوتة.. الى يوم الناس هذا.

د. أحمد القديدي
11-17-2004, 11:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
طبائع الاستبداد .... عبد الرحمن الكواكبي - بواسطة بسام الخوري - 11-17-2004, 11:35 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  اعتذر عما فعلت...! (عبد الرحمن اليوسف) إسماعيل أحمد 5 1,063 08-29-2007, 02:08 PM
آخر رد: عادل نايف البعيني
  أين اللغة والأدب : عبد الرحمن منيف؟ ابن العرب 25 3,910 05-31-2005, 08:21 PM
آخر رد: إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS