الزميل فيثاغورث
تفضلت بالقول :
............
الزميل على نور الله
أفادتني مشاركتك الطويلة في معرفة تفاصيل الحج وما يقبله الله وما لا يقبله . لكنها لم تفدني في معرفة فوائد الحج المباشرة على المسلم .
...........
الجواب:
عجبا
فوائد الحج على المسلم غير واضحة
بسيطة يا زميل فيثاغورث
فوائد الحج المباشرة على المسلم لا تعد و لا تحصى
و لكن طبعا بشرط اتيانها بشكل صحيح و عدم تدخل جهات اخرى حكومية او غيرها فى تحطيم هذه الفوائد و لكن بالطبع برغم التدخلات فانها لا تفلح فى تحطيم كل الفوائد .
لنبدا على بركة الله
الفائدة الاساسية للحج التى تنضوى تحتها كل الفوائد هى :
تقوية دين الاسلام .
الحج يمنح المسلم قوة معنوية روحية تتلخص فى خروج المسلم من عالم المادة و المظاهر بما تمثله من ملابس و زينة مع التخلى عن اللذات و انفصال عن العالم المادى و الدخول فى عالم صافى نقى نورانى روحانى بحت
فتسقط عن المسلم كل الاعباء و الهموم المادية التى يحملها فتكون عملية نقاهة نفسية ترى اثارها على الحاج بعد عودته و ظهور التغيرات عليه و ياتى الدور عليه للمحافظة على هذا المكسب النفسى بعد ان خلصه الحج من هذه التبعات .
طبعا لا اريد التعمق فى المسالة الروحانية لاننى لاحظت عدم الاهتمام بها و لذلك فسانتقل للنقطتين الاساسيتين فى المنافع التى يعدهما الماديون منفعة
و هما الاقتصاد و السياسة
يشكل الحج و الزيارات المقدسة دخلا اقتصاديا هائلا لا يمكن تقديره بسهولة فالسياحة الدينية قادرة على رفع الدخل الاسلامى لدرجات عالية جدا
و خير مثال على ذلك العراق
اذ بعد سقوط صدام تدفق خمسة ملايين شيعى الى كربلاء من مختلف انحاء العالم مع ملاحظة عدم استقرار الوضع الامنى و خطورة المسالة و يتم تجمع اكثر من ثلاثة ملايين فى كل مناسبة
فهذا الدخل السياحى الدين قادر على جعل لعراق تعيش على السياحة الدينية و انعاش اقتصادها دون اللجوء الى دخل النفط .
بالنسبة للسعودية فتستطيع تطبيق المعادلة مع المضاعفة .
من ناحية اخرى
فان الحج اشارة اقتصادية للتوجه الاسلامى الى شبه الجزيرة العربية و كذلك اشارة الى السلطات بفتح ابوابها لمسلمين و ليس العكس كما يحدث الان اذ هى تفتح ابوابها لللهندوس و غيرهم .
اذ ان فى ذلك اشارة للقوة الاقتصادية و ان مركز الثروة الاسلامية فى هذه البقعة .
و لكن للاسف كما اسلفت فان المسالة تتحكم فيها جهات ليس الاسلام و منفعته هى الهدف الاول لها و لذلك فان هذه المنافع لن تكون بمتناول الايدى بشكلها الذى خططه الاسلام .
التجمع الاقتصادى الهائل للمسلمين فى مكة كمركز اسلامى واحد متوحد يمكنهم من التاثير فى الاقتصاد العالمى .
فلو تحولت مكة الى مركز حقيقى فعال مفتوح للمسلمين على مصراعيه فان هذا المركز قادر على استصدار عملة اسلامية موحدة تجعل من عشرات الدولارات او اليورات مساوية لوحدة هذه العملة .
حتى على الصعيد الفردى فانها فرصة ليقدم كل قوم ما هو متوفر فى بلادهم نادر فى بلاد اخرى فيحصل الجميع على المنفعة و الاتصال الاقتصادى الذى يسعى اليه الاتحاد الاوروبى و غيره من التوحدات العالمية و لكن هذا التوحد سيكون على اساس متين لا يساويه اتحاد و يتميز بالتعامل على اساس روحانى .
اما بالنسبة للصدقات و الاضاحى فاننا نحصل على الملايين التى من الممكن ان تقيم رؤوس اموال ضخمة لدعم النمجتمعات الفقيرة و اطعام اعداد هائلة من الفقراء .
كما ان وسائل النقل و اعمال الصحة و الفندقة و جميع القطاعات ستنتعش نتيجة لهذه الحركة الدينية التى تكون بدايتها زيارة فى الحج ثم تتحول الى زيارات مقدسة اخرى و سياحة دينية ليس فقط الى مكة بل الى كل المدن المقدسة و ليس فقط فى السعودية بل كل العالم الاسلامى الذى لا يخلو من اماكن مقدسة يستحب زيارتها .
و لكن للاسف فان المسلمين وضعوا حواجز تمنع استفادتهم مما نفعهم الاسلام به .
هذا النفع الاقتصادى باختصار

النفع السياسى
فان تجمع الملايين من قوميات مختلفة يعتبر اكبر مظاهرة دولية عالميا و لو تم فيها توحيد الموقف للمطالبة بهدف اساسى لصار لهم تاثير مجلس الامن فى العالم .
فى هذا التجمع الضخم بامكان المسلمين اعلان موقفهم السياسى بغض النظر عن سياسة الحاكم و لو ان المسلمين يعرفون قوتهم فى الحج لصار الحج مركز لاعلان الحق و تاييد العدالة و قهر اى ظالم .
الحج هو برلمان اسلامى شامل تعبر فيه الامة عن مطامح شعوبها .
الحكام الظالمون فى اول خطوة للدفاع عن انفسهم فانهم يمنعون التجمعات
الاسلام اتاح للمسلمين فرصة بان لا يفرض عليهم حد منع التجمع و الا صار كافرا صراحة ممكن محاربته .
و بالفعل فان العديد من الحكام الظالمين تم التخطيط لازالتهم فى تجمعات الحجاج
حتى الرسول الاعظم فان تاسيسه للدولة الاسلامية فى يثرب تمت نواته فى الحج عندما اجتمع بالحجاج من يثرب و اعتنقوا الاسلام و بايعوه فاسسوا نواة الدولة الاسلامية و احدثوا انقلابا عالميا .
و كذلك فان الخروج عن السلطة الاموية الظالمة و العباسية الجائرة انما كان يتم التلاقى فى الحج و نواة التدبير و التصرف .
و هكذا فان الامام على عليه السلام قال :
«شرع الله الحج لتقوية الدين الإسلامي».
يتبع ان شاء الله

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار