الردح البظرميطي

أربع صفحات متعت بها نظري وعقلي بما أستطيع إن اسميه نبض (الشارع) (( العربي))
واللغة المستخدمة تعبر في حقيقة الأمر عن البيئة التي نشأ فيها كل من كتب في هذا الموضوع
وتصور حقيقة نفسيته.

فالإنسان سيظل يتصرف ويفكر بنفس الطريقة مهما تعلم ومهما حظي به من قراءة (في سن متقدمة)
ومهما احتك بالآخرين ناهيك عن ما ورثه عبر جيناته فالغراب يظل غراباً مهما حاول تقليد الحمامة.


بعض الأفكار التي قرأتها وأحببت أن اعلق عليها لأنها تتردد كثيراً:

1- مسألة التأهيل الدراسي ولن أقول العلمي (لأن هناك فرق) فأقول إن هناك مهن كثيرة الكفأة فيها لا تتطلب مؤهلاً علمياً فباستثناء المهن المقننة مثل الطب والهندسة الخ فإن ما عدا ذلك المؤهل العلمي ليس شرطاً للكفاءة وان كان يدعمها فلو بحثنا مثلاً في مجال العمل التجاري لوجدنا إن انجح رجال الأعمال في العالم لم يتلقوا تعليماً كافياً بينما لو أراد إي أكاديمي رفيع إن يدير بقالة ربما فشل فيها بينما نجح أشخاص مثل اوناسيس والراجحي بل ومن الأجيال الجديدة فبيل غيتس لم يكلم تعليمه الجامعي وهو أبو البرمجيات وأغنى رجل في العالم.

وفي مجال السياسة فقد لا يعلم البعض أن جون ميجر لم يكمل تعليمه الثانوي وأول مهنة مارسها كاتب حسابات بسيط في سيرك قادته إلى أن يصبح وزير الخزانة ثم رئيس لوزراء بريطانيا.ونحن نتكلم عن رجل سياسة معاصر شاب نسبياً.

2- العلاقة الفلسطينية بالكويت والعراق

حين اجتاح صدام الكويت كان عدد الفلسطينيين في الكويت يقارب عدد المواطنين بينما كان عددهم في العراق لا يتجاوز الثلاثين ألفا (احصائات الجامعة العربية لعام 1988) كانوا يعيشون تحت رقابة مشددة من أجهزة النظام أما وضعهم في الكويت فتستطيع الملكة رانيا أو هاني أبو الحسن او القدومي أو نصف مليون غيرهم أن يتحدثوا لكني أؤكد أن ما بذله الكويتيون في سبيل قضيتهم اكبر مما بذله الشعب الفلسطيني مادياً ومعنوياً (حتى عام 90) بل إن منظمة فتح نفسها قامت في الكويت برعاية كويتية والحديث في ذلك يطول. لكن بصراحة ردة فعل الشعب الفلسطيني على ذلك الاجتياح سبب صدمة لي لسببين الأول أخلاقي والثاني سياسي وهو ينم عن قصر نظر شديد وان السياسة عند من يسمون عرب الماء هي فهلوة وشطارة وما يحصل في سوريا ولبنان والعراق ومصر اليوم هو دليل على أن هذه العقلية هي التي تسير بهذه الدول ومجتمعاتها إلى الوراء.

هذا التعقيب على طوله مختصر لكن ارجوا ممن يقرأه أن يتمعن فيه وفيما يعتمل في ذهنه من أفكار مشوشة أو خاطئة وان يعيد النظر في صحة ما يحويه.

ختاماً للحقيقة أقول وبناء على المعطيات التي أمامنا ان الحاضر والمستقبل في الشرق الأوسط موجود في منطقة واحدة هي الجزيرة العربية وامتدادها الأردن باستثناء اليمن وأقول الجزيرة العربية لأن تسمية الخليج خاطئة من الناحية الجيوسياسية