أتعلم عزيزي لوجكيال أنك أثرت نقطة غاية في الأهمية في مداخلتك أعلاه!!!

فعلا، نحن كمسيحيين عرب مقيمين في الشرق، لا نشعر بالانتماء للمواد الدراسية التي نتلقاها في المدرسة (أو بالأحرى التي يتلقاها أولادنا-لأننا عندما تلقيناها لم نكن واعين للمصيبة) بل نشعر أنها لا تمتُّ إلينا بصلة، وذلك سواء في مادة التاريخ أو اللغة العربية تحديداً.

وأنا أعتقد أنه من حقنا كمسيحيين أن نطالب وزارة التربية والتعليم بإدخال مادة جيدة حول التواجد المسيحي في الشرق، أصوله وجذوره ودوره الفعال في الدولة وما إلى ذلك.

وهذه ستكون خطوة أولى نحو بناء وعي ثقافي "نوعي" في عقلية الطفل المسلم حول صديقه وجاره العربي المسيحي الذي لا يسمع عنه شيئا إلا من خلال عصبة من المتخلفين و/أو الجهلاء الذين يزرعون فيه الحقد والكراهية والخوف.

يجب أن تكون هذه أولى معاركنا في الشرق ولا بد أن ننجح.

فشكرا جزيلا عزيزي لوجيكال.

----

أما النقطة الثانية التي أردت الحديث عنها، هي حقيقة أن هناك اختلاف في الآراء والمواقف بين المسيحيين العرب الذين ما زالوا يعيشون في الشرق، وبين المسيحيين الذين هاجروا إلى الغرب.

الهجرة أليمة لأنها تشكّل نوعاً من "الصدمة" لإنسان. وإجمالاً لا يهاجر إلا من فقد الأمل أو من شعر بالخطر أو باليأس وما إلى ذلك. ولذلك فالهجرة بالنسبة إليه تحمل أيضا الكثير من القسوة والحقد والبغض على الأسباب التي دفعت المهاجر إلى الهجرة.

وعليه فإجمالا ينقم المهاجر على الدولة أو الحكومة أو الإسلام ككل بصفته الصفة الجامعة لجميع الأسباب التي أدت في النهاية إلى هجرته.

ولذلك، سيكون من الصعب أن نصل نحن مسيحيي الشرق مع المسيحيين في الغرب إلى نقطة اتفاق حول الهوية العربية. لأن العربية بالسنبة للمهاجرين هي إسلامية دفعتهم إلى الهجرة وشردتهم من أوطانهم، أما نحن الباقون فالعربية بالنسبة إلينا هي حقٌّ وإثبات وجود وليست حكرا على المسلمين لأننا نرفض أن يتم تهميشنا ونسيان تواجدنا واعتبارنا جزءا من كيان أجنبي إما أن يرحل أو أن يسلم.

أحترم وجهة نظر مسيحيي الغرب بالتأكيد، لأن كل مسيحي يعيش في الشرق لا يجد إلى الهجرة سبيلاً يشعر تماما كما يشعر مسيحيو الغرب الشرقيين.

ولكن، لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي ونقول: كان الله في العون. فالمثل العربي يقول:

اسعى يا عبدي فأسعى معك.

تحياتي القلبية