لندن - أخبار الشرق (خاص)

أكد مصدر في المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية (معارضة محظورة) أن المحامي علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للجماعة اتصل بالنائب اللبناني وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، وشكره على مواقفه الأخيرة من المعارضة السورية. وأوضح المصدر في تصريح خاص لأخبار الشرق أن الاتصال يأتي في سياق علاقات الجماعة الطبيعية مع الأطراف السورية والعربية المعنية، دون أن يعني بالضرورة الاتفاق مع كل آراء تلك الأطراف ومواقفها.

وأشار المصدر إلى أن البيانوني أجرى الأحد من لندن اتصالاً هاتفياً مع جنبلاط في مقره بالمختارة في لبنان؛ "وعبّر عن شكره لمواقفه الأخيرة المشيدة بالمعارضة السورية، وبجماعة الإخوان المسلمين في سورية". وكان جنبلاط، الذي عُرف عنه في الماضي انتقاد جماعة الإخوان المسلمين في سورية؛ عاد عن مواقفه القديمة مؤخراً، ووصف المعارضة السورية عموماً والإخوان خصوصاً بأنهم "معارضة وطنية"، وذلك في مقابلات عديدة مع الإعلام اللبناني والعربي.

وكان جنبلاط أثنى في السابع من كانون الثاني/ يناير 2006 على "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي"، ولكنه دعا المعارضة السورية إلى البحث عن دعم خارجي لإسقاط النظام السوري، لأن "الانظمة الديكتاتورية لا تلغى بالكلمات ولا بالعواطف، بل بدعم دولي من خلال المعارضة الداخلية والخارجية"، مضيفاً إن "نظام الاستبداد قوي، لكنه سيزول في يوم ما وعلينا ان نصبر وان نصمد"، على حد تعبيره.

ويدعو إعلان دمشق، الذي صدر في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2005 في دمشق ووقعته معظم أطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج وبينها جماعة الإخوان المسلمين في سورية؛ إلى "تغيير جذري" و"ديمقراطي" في البلاد.

الإخوان يرفضون الدعم الخارجي:

وقال المصدر الإخواني لأخبار الشرق "الإخوان المسلمون رفضوا دعوة جنبلاط تلك مباشرة على لسان المراقب العام، الذي أوضح أن المعارضة السورية تتفهم ما عانت منه أسرة جنبلاط ومعاناة الأشقاء اللبنانيين في ظل الوجود السوري العسكري في لبنان؛ ولكنه شدد على أن المعارضة السورية ترفض أي تدخل خارجي في شؤون سورية، وتؤكد سعيها للتغيير الديمقراطي من الداخل". وكان الراحل كمال جنبلاط والد وليد جنبلاط اغتيل في لبنان 16 آذار/ مارس 1977، في عملية يُعتقد على نطاق واسع بوقوف النظام السوري خلفها.

وأضاف المصدر إن الإخوان المسلمين الذين يحتفظون بعلاقات جيدة مع أطراف لبنانية عديدة، قد لا يتفقون مع مواقف جنبلاط في ما يخص السياسة الداخلية اللبنانية، ولكن البيانوني أكد أن العلاقات بين البلدين يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل لاستقلال كل منهما وسيادته، وهو ما أيده جنبلاط في اتصال الأحد، حين أكد أنه لا يريد التدخل في أمور سورية الداخلية.

ونقلت صحف عربية الاثنين عن جنبلاط قوله في الاتصال مع البيانوني "نتمنى لشعب سورية مستقبلاً أفضل، يسوده جو الحرية والديمقراطية وإلغاء قانون الطوارئ، لكن هذا شأن سوري داخلي ولا نريد ان نتدخل في أمور سورية الداخلية".

وذكر المصدر في المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية أن الاتصال الذي جرى بين البيانوني وجنبلاط جاء بعد جهود أطراف عربية ولبنانية سعت للتقريب بين الطرفين، وبعد ترحيب من النائب جنبلاط بالتواصل مع الإخوان المسلمين في سورية.