اقتباس:ثم يستعرض المؤلف الجدل الديني حول الختان لدى المسلمين، فيبدأ بذكر حقيقة أن القرآن لم يذكر الختان إطلاقا، .

و يعتمد مؤيدو الختان على السنة ، التي يرونها المصدر الثاني للتشريع في الإسلام.  لكن علماء الحديث تناولوا معظم ما يندرج تحت السنة بالجرح و التعديل، حتى بلغ عدد الأحاديث التي اعتبرها أبو حنيفة صحيحة سبعة عشر حديثا، و لم يثبت الإمام مالك في موطأه أكثر من ثلاثمائة حديث.  بل أن الروايات التي تتناول ختان الرسول (ص) لم تتفق و تضاربت بين أنه ولد مختونا، وأن جبريل ختنه حين شق قلبه، وأن جده ختنه.  و يعتمد مؤيدو الختان أيضا على حديث يذكره الشيعة بأن النبي (ص) ختن الحسن و الحسين في سابعهما.  و يقول أبو ساحلية أن هذا الحديث لم يذكر في كتب السنة الستة و لا في مسند ابن حنبل.  ومن أحدث أمثلة التضارب بين الفقهاء حول هذا الحديث أن الشيخ جاد الحق على جاد الحق قال أن هذا الحديث غير مسلم بثبوته، لكن الشيخ محمد طنطاوي يستخدمه للتأكيد على أن ختان الذكور شعيرة إسلامية عكس ختان الإناث.

و يستعرض المؤلف سير الصحابة و رواياتهم التي تدل بعضها على أن الختان كان من عادات العرب أيامهم و يدل البعض الآخر على أنه لم يكن مسألة يهتمون بها لا هم و لا الرسول (ص).  ومن أمثلة ذلك رفض الصحابي عثمان بن أبي  العاص حضور مأدبة ختان بحجة أنهم لم يكونوا يشاركون في مثل هذه الاحتفالات بالحضور و لا بالدعوة، و قول الحسن البصري بأن النبي (ص) لم يفتش أي رجل اعتنق الإسلام ليرى هل هو مختن أم لا على اختلاف ألوان و ثقافات و أجناس هؤلاء الرجال.  و قول ابن المنذر "ليس في الختان خبر يرجع إليه و لا سنة تتبع".  و قصة رفض الخليفة عمر بن عبد العزيز لاقتراح والي خراسان بأن يشترط ختان من يسلم من أهلها حتى لا يستسهلون الإسلام فيقل دخل بيت المال من الجزية التي يدفعها غير المسلمين، فرد عليه الخليفة بأن الله بعث محمدا هاديا و لم يبعثه خاتنا.

و يعرض أبو ساحلية كتابات المفكرين المحدثين المعارضين للختان، و منها كتابات المصريين، مثل  ترجمة عصام الدين حفني ناصف لكتاب جوزيف لويس "باسم الإنسانية"، الذي نشر في طبعة محدودة سنة 1971 بعنوان الختان ضلالة إسرائيلية مؤذية مع مقدمة مطولة للمؤلف، و العرض الذي قدمه محمد عفيفي لهذا الكتاب في مقال "مرشد الحيران في عملية الختان" الذي نشرته مجلة الهلال في عددها الصادر في أبريل سنة 1971.