اقتباس:واعتقد شخصيا أن إثارة مصر للمسألة وإظهار نفسها سياسياً وإعلاميا بأنها معنية بالدفاع عن رسول الإسلام قد أقلق "بلد العقيدة الصحيحة" (حسب ما يصف سعوديون بلدهم ويتخيلونه) ، إذ طبقا لتصور عن الذات مغرق فى الجنوح الرؤيوي يعتبر سعوديون كثر (منهم البيت الحاكم بالطبع) أنهم وبلدهم يمثلون الذؤابة العليا من عالم الإسلام والتجسيد الأكمل له ، وكونهم ـ بالتالي ـ القيمين "الطبيعيين" عليه وعلى رعاية شأنه ليس أكثر من تحصيل حاصل .
إلى ذلك ، أعتقد أن الموقف السعودي من الدنمارك ليس مبدئياً ولا نزيها ، وأية ذلك أنه فى حكم المستحيل أن نتخيل أن تتخذ المملكة موقفا مشابها من أمريكا فى حالة إذا قامت هذه الأخيرة بتضمين دستورها نصا جديداً يجعل من سب وإهانة نبي الإسلام فرض عين على كل مواطن أمريكى .
1- في الوقت الذي كان يتمسح علي باشا بأوروبا ، ويحاول استشفافها ، كان " محمد بن عبد الوهاب " يهدم المزارات والقبور . فما كانت ردة فعل " المتغرب " سوى أن هد الدرعية ، عاصمة " الموحدين " .
ونتيجة دعوة محمد بن عبد الوهاب ، انك لا تجد سعوديا يطوف حول قبر ، أو يدعوا حجرا ، في الوقت الذي يام مزارات " البدوي " وغيره مئات الألوف . و ، أيضا ، في الوقت الذي تكشفت تصرفات علي باشا ، عن عورة " الإستبداد " ، التي صدرتها " أم الدنيا " لباقي الدول " العربية " .
2- وفي الوقت الذي كانت " الإشتراكية " هي الموضة ، وكان المصريون يخرون سجدا أو نياما لجمال عبد الناصر الطائف بدوره حول أسوار موسكو . كان الملك فيصل يؤسس " منظمة العالم الإسلامي " .
3- وفي الوقت الذي تتعلق أجساد علماء المسلمين ، كسيد قطب وغيره ، في عهد الرئيس الإله : جمال عبد الناصر . كانت " بلاد الحرمين " و " مهبط الوحي " تستضيف من " ضاقت بهم مصر بما رحبت " .
4- وفي الوقت الذي يمنع الملك فيصل النفط عن الدول المساندة لإسرائيل ، بما فيها الولايات المتحدة ، ويدفع حياته ثمنها ، ياتي " السادات " ليبيع باقي القضية ، ويعقد السلام المذل المهين .
5- وفي الوقت الذي يحظر فيه حزب الإخوان في مصر ، ويحارب كل ما هو إسلامي تحت غطاء : " الإرهاب " ، في عهد مبارك . يأتي " خادم الحرمين الشريفين " ليؤسس مطبعة " المصحف الشريف " لينتشر من خلالها القرآن إلى كل مكان ، ويقوم بتوسعة للحرمين الشريفين .
تستطيع الحديث عن أي شيء ، إلا عن إسلامية المملكة . فما تصوره أنت " لعبة سياسية " ، بادرت مصر ، فغارت المملكة . نراه نحن هنا ... على أنه امتداد للشرعية التي تقوم عليها البلاد ، وهي دين النبي محمد ، عليه أفضل الصلوات والتسليم .
شكرا