شكرأً مواطن عالمي على مرورك ، وتحية لوصفك لها بالكنوز ، هي فعلاً كذلك لكن في عالمنا العربي فإن الأكثرية يرون في فن الرواية شيء عديم الفايدة ، كثيراً ما ينتقدني أصحابي كلما رأوا في يدي أحدي الروايات ويتكرر سؤالهم مالفايدة التي تجنيها عند قرائتك لهذه الرويات ,ودايماً ماكرر ردي عليهم أن نسبر أغواراً في أعماقنا ماكنا لنقترب منها لولا تفاعلانا الامحدود مع شخوص واحداث ووقائع هذه الإبداعات المكتوبة بلغة إنسانية ليثير فينا هذا التفاعل العواطف وهي اصدق ما نمتلكه.ليس فهذا فحسب بل أنالأفكار الفلسفية والدينية والسياسية وأي نوع من الأفكار التي تطرحها أي رواية يمكن استيعابها أكثر من لو قام الشخص بقراءة مقالة فلسفية أو علمية أو سياسية أو غيره.. ومع هذا الاستيعاب نجد أنفسنا أمام أسئلة جوهرية فمثلا على ذلك:
كيف سطر لنا باسترناك وثيقة تاريخية لأحداث الثورة الروسية وتأثيرها على الإنسان الروسي في رائعته الدكتور زيفاجو بلغة أدبية رفيعة ماكان كتاب في التاريخ ينقلها لنا .
كذلك وصف تنغ هسنج يي في روايتهاالشهيرة ورقةفي الرياح القارسة للجوانب الخفية من معاناة الشعب الصيني إبان الثورة الثقافية وحقبة ماو وما تلاها ، وما ابشع أن ترتبط المعاناة بثورة ــ وأي ثورة ــ ثورة ثقافية هدفها تنمية الإنسان وحصادها معاناة أكثر له .
وكيف قدم لنا نجيب محفوظ في عمله الإبداعي الفلسفي اولاد حارتنا تاريخ البشرية منذ الخليقة الأولي والعصيان الأول وطرد آدم مرورأ بظهور الإنبياء، وانتهاء إلي المشكلات المعاصرة بين العلم والدين ، لقد تناول تاريخ البشرية من حيث هو تاريخ النجاة والخلاص ,وكيف تصاعدت احداث الرواية لنخلص منها أنه لابد من ايجاد مجتمع عقلاني تختفي عنه مآسي الفقر والذل والبطش والشعوذة
شكراً لابن طفيل مؤسس فن الرواية فبها اصبحنا أكثر دراية ، استطعنا ان نعش اسطورتنا الداخلية , والأهم من ذلك أننا اضفنا لأنفسنا أنسانياً .

بالنسبة لا يتوفر لدي نسخ الكتورنية للروائي عزيز ، لكن احد الاصدقاء ـ والذي التقيته هنا على هذا العالم الرمزي الافتراضي وكم نحلم بأن يمن علنا واقعنا الحقيقي باصدقاء مثلهم ـ وعدني أن يوفره لي في اقرب فرصة ، عندها ستكون في متناول الجميع