{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مختارات من أدب عزيز نيسين
قارع الأجراس غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 262
الانضمام: Dec 2005
مشاركة: #5
مختارات من أدب عزيز نيسين
[CENTER]تنكة صدئة في الخزينة




كان يا ما كان..كان، او ما كان...في قديم الزمان،مكان ما في العام،مكان ما كان فيه شئ ،في هذا المكان الذي ما كان فيه شئ،كان ثمة سلطان ، السلطان عنده خزينة،في الخزينة أمانة الشعب الغالية.الشعب يفخر بهذه الامانة الآيلة إليه من أجداده...يتناسى فقره وبؤسه ويتباهى بها قائلأ:
وحتى لو لم يكن عندنا شئ يكفينا أن تكون عندنا هكذا أمانة من الأجداد لا يفعل ذلك شخص شخصان..وإنما كل فرد من أفراد الشعب يستأثر بحصة من المباهاة بهذه الأمانة القيمة الباقية له من أجداده...يحميها بروحه وجسده.
وطالما أن أحسن مكان لحفظ الأمانة التي هي مال الشعب .هو خزينة السلطان فقد خبئت فيها،يحرسها رجال مدججون،لا يغمض لهم جفن ولا يدعون الطير تطير فوقها.
السلطان والصدر الاعظم وذوو المراتب في القصر يقسمون بشرفهم مرة كل عام على حمايتها.
ودارت الايام،ومرة الايام...حتى جاء يوم فكر فيه السلطان بمعرفة ما هي هذه الأمانة التي يستفديها الناس بأرواحهم ودمائهم
فصار يتحرق شوقأ إلى معرفة ما بداخل خزينة الأمانة تلك.ولم يعد يطيق صبرأ فدخل جناح الخزينة.
لا يستطيع الحراس القول للسلطان.ممنوع. فالسلطان والصدر الأعظم والوزراء يدخلون متى ما شاؤوا ليرو ما إذا كانت الخزينة لا تزال في مكانها.
السلطان فعل هكذا: الأمانة موجودة في غرف متداخلة.كل غرفة تؤدي إلى أخرى حتى الحادية والأربعين،حيث الخزينة الخزينة في خزائن متداخلة كل خزينة تفتح عن خزينة...حتى الحادية والاربعين .فتح الاربعين غرفة وخش الحادية والأربعين.فتح أربعين خزينة...وبينما كان يفتح الحادية والاربعين،أخذ قلبه يضرب...ذلك أنه كان يمتلك الكثير من الفضول لمعرفة الشئ الذي يحمونه طيلة هذه السنين.فماذا رأى؟
كانت جوهرة لم تقع عين بشر على مثيلها حتى ذلك الزمان
جوهرة تتلألأ وتضطرم كألسنة النار.لو قلت من ذهب ما حزرت،أو قلت بلاتينأ لأخطأت،أو قلت من فضة ما أصبت.
لم يتمالك نفسه قال:آخذ أمانة الأجداد هذه لي ،تصبح ملكي...ومن الذي سيعرف وكيف؟
أخذالأمانة المقدسة التي كانت تتلألأ كقطعة من الشمس ودسها في جيبه.لكنه بدأ يتخوف ماذا لو اكتشفوا أنني سرقتها؟..لأضع مكانها قطعة من الذهب مزينة بالماس واللؤلؤ والزمرد والصدف والياقوت.وطالما أنه لم يسبق لأحد أن رآها فلن يفهم أنها مسروقة،فيما لو فتحت الخزنة ذات يوم..
ومثلما قال فعل.أقفل إحدى وأربعين خزينة متداخلة،وفوقها واحدأ وأربعين بابأ،وهو يرتعش من خشية أن يشك أحد أنه سرق الأمانة.
حتى ذلك الزمان كان يقسم يمين واحد في السنة على حماية الأمانة،فضاعفها إلى متين:يجتمع أبناء الشعب والمديرون والسلطان ويقسمون على أنهم سيحمون الأمانة المقدسة الباقية من الأجداد، بأرواحهم ودمائهم.
الصدر الأعظم رجل داهية.داخله الشكل فقال لنفسه كنا نقسم مرة في السنة فلكاذا رفعها السلطان إلى اثنين؟وفي يوم من الأيام دخل جناح الخزينة موسوسأ: ما هي هذه الأمانة التي نحميها طيلة هذه السنين؟مر من إحدي وأربعين غرفة،فتح إحدى وأربعين خزينة رأى الأمانة.وقف مشدوهأ أمام قطعة الذهب التي وضعها السلطان لئلا ينتبه لفعلته أحد.آخذ هذه الأمانة مكانها قطعة ذهب مزينة بحجارة لماعة. وكيفما كانت،وطالما أن الأمانة لا يعرفها أحد، فإن من يفتح الصندوق يومأ سيعتقد أن هذه هي الأمانة المقدسة..
ومثلما قال فعل.وخوفأ من أن تكشف عملته أزمع أن يرفع عدد المرات التي يقسم فيها اليمين إلى أربع : في الصيف والشتاء والربيع والخريف، مثلما سبق للسلطان أن رفعها إلى أثنتين.
ومثلما قال فعل.أقفل إحدى وأربعين خزينة متداخلة،وفوقها واحدأ وأربعين بابأ،وهو يرتعش من خشية أن يشك أحد أنه سرق الأمانة.
حتى ذلك الزمان كان يقسم يمين واحد في السنة على حماية الأمانة،فضاعفها إلى متين:يجتمع أبناء الشعب والمديرون والسلطان ويقسمون على أنهم سيحمون الأمانة المقدسة الباقية من الأجداد، بأرواحهم ودمائهم.
الصدر الأعظم رجل داهية.داخله الشكل فقال لنفسه كنا نقسم مرة في السنة فلماذا رفعها السلطان إلى اثنين؟وفي يوم من الأيام دخل جناح الخزينة موسوسأ: ما هي هذه الأمانة التي نحميها طيلة هذه السنين؟مر من إحدي وأربعين غرفة،فتح إحدى وأربعين خزينة رأى الأمانة.وقف مشدوهأ أمام قطعة الذهب التي وضعها السلطان لئلا ينتبه لفعلته أحد.آخذ هذه الأمانة مكانها قطعة ذهب مزينة بحجارة لماعة. وكيفما كانت،وطالما أن الأمانة لا يعرفها أحد، فإن من يفتح الصندوق يومأ سيعتقد أن هذه هي الأمانة المقدسة..
ومثلما قال فعل.وخوفأ من أن تكشف عملته أزمع أن يرفع عدد المرات التي يقسم فيها اليمين إلى أربع : في الصيف والشتاء والربيع والخريف، مثلما سبق للسلطان أن رفعها إلى أثنتين.
أحد الوزراء رجل داهية.دخل الشكل نفسه كنا،حتى الآن نقسم مرتين فلماذا زادوها إلى أربع؟
هو الآخر،وطالما أنه يستطيع الدخول دون أعتراض من أحد، فقد دخل يوما عبر الإحدى والأربعين غلافة،فتح الإحدى والأربعين خزينة،فلمعت عيناه بلفرح إذ رأى قطعة الذهب المزينة بالحجارة اللماعة:لو آخذها وأضع مكانها قطعة فضة،فمن سيعرف؟
ومثلما قال فعل ورفعمدفوعأ بخوفه من أن يكتشف أمره عدد مرات الحلفان إلى مرة كل شهر..صار الشعب يجتمع في الساحات العامة مرة كل شهر،ويقسم على أنه سيحمي الأمانة المقدسة حتى آخر رجل وآخر قطرة دم.
مشرف القصر واحد داهية، توسوس من رفع معدلات الإقسام إلى مرة في الشهر قال:ثمة ما يريب.لأذهب وأر مر من إحدى وأربعين غرفة،فتح الإحدى وأربعين خزينة.. رأى أمانة الأجداد المقدسة فأعجب بها:لو آخذها وأضع مكانها قطعة نحاس فمن الذي سيدري ؟
ومثلما قال فعل .فعلها، وخوفأ من افتضاح أمره،ولكي يعتقد الناس أنه حريص عليها،فقد جعل اليمين يقسم مرة في الأسبوع.
الضابطالذي يحمي الخزينة_ هو الآخر _ داهية:ما الذي يجري ؟ كل اسبوع نقسم. لأذهب وأر هذه الأمانة المقدسة .. وكما فعل الأخرون مر من إحدى وأربعين غرفة فتح احدى واربعين خينة . رأى قطعة نحاس الللامعة ففرح بها: إذا أخذتها ووضعت مكانها قطعة حديد ، فمن سيعرف؟
ومثلما قال فعل .ولكي يملص من عملته ، وليعتقد الناس أنه غيور على الأمانة يفتديها بروحه وجسده، فقد رفع معدلات الحلفان الى مرة في اليوم

.ودارت الأيام، ومرت الأيام..ظهر من بين الناس رجل قال :
كل يوم ونحن نقسم على أننا سنحمي الأمانة الباقية من الأجداد بدمائنا وأرواحنا..ونحن في واقع الحال نخبئها في الخزينة ونحميها على نحو جيد..لكن ما هذه الأمانة؟ ألسنا نحن المؤتمنين عليها؟ تعالو إذن نفتح الغرف والخزائن لنر ما نحمي.
أحدثت كلمات الرجل تأثيرأ كتأثير القنبلة. الذين خانو الأمانة، وعلى رأسهم السلطان، تقدموا نحوه وطوقوه، الذين أخذوا الأمانة، على التوالي ، واستبدلوها بأشياء مزورة، مكل واحد منهم يعتقد أنه فعلها دون علم الآخرين، ارتعشوا خوفأ من اكتشاف السرقة، فقالوا للرجل الذي قال لنر الأمانة التي نحميها:
_ آخ يا خاين..وأنت من أنت حتى ترى الأمانة المقدسة التي انتقلت الينا من الأجداد؟؟
ألبسوه تهمة الاقلال من هيبة الأمانة.. وما بقى إلا شئ قليل حتى يتحول الرجل إلى ..ممسحة..
قال السلطان:
إذا كنا سنقتل هذا الرجل فلنقتله وفق القانون...
ولكي يعدموا الرجل سنوا قانونأ خاصأ، وقتل الرجل بقرار محكمة خاصة.
بيد أن المسألة لم تنته باعدام الرجل. كلماته انتقلت من افم الى الفم.. والفكرة أخذت تكبر كجرف ثلجي .
في يوم من الايام فكر رجل من الناس لنذهب ونر هذه الامانة طالما أننا سنموت في سبيلها لكنه ولأنه يعرف ما جرى للذي قبله لم يتفوه بكلمة أمام البشر ، وضع في رأسه أنه سيتسلل الى الخزينة ويرى ما بداخلها سرأ .
السلطان والصدر الأعظم والوزراء،وكافة حرامية الأمانة بمن فيهم الضابط الذي استبدل قطعة الحديد بتنكة صدئة ولكيلا تظهر سرقتهم ، أو بالأحرى لئلا يكتشف أنهم استبدلوها صاروا يحرسونها على نحو أشد.
وبينما كان الرجل الذي نجح في الدخول سرأ إلى الخزينة ،بينما كان خارجأ بالأمانة المقدسة ليريها للناس،رأى الضابط التنكة في يده، فصرخ:
_هذه ليست هي!
الوزير قال أيضأ:هذه ليست هي !
الذين في القصر،بمن فيهم السلطان،قالوا:
هذه ليست هي !..هذه ليست هي !..
فسألهم الرجل الممسك بالتنكة الصدئة:
وكيف عرفتم أن هذه ليست الأمانة المقدسة؟ وإذا لم تكن هي ، فما هي..؟
لم يتمكن أحد من الحاضرين من الاجابة على سؤاله،ذلك أن كل واحد منهم قد فهم أن الشئ الذي وضعه بدل الأمانة قد سرق فيما بعد.
خنقوا الرجل الممسوك وأعادوا التنكة الصدئة الى مكانها ضمن احدى وأربعين خزينة واحدى وأربعين غرفة .ولحماية الأمانة المقدسة سنوا قانونأ يتوجب على كل فرد من الشعب بموجبه أن يحلف صباحأ وظهرأ ومسأء على حماية الأمانة المقدسة.

ولم يستطيع أحد من الذين يقسمون الأيمان أن يعرف أن الأمانة قد تحولت من سرقة الى سرقة إلى تنكة صدئة
01-30-2006, 10:23 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مختارات من أدب عزيز نيسين - بواسطة قارع الأجراس - 01-30-2006, 10:23 AM
مختارات من أدب عزيز نيسين - بواسطة bassel - 02-01-2006, 10:58 AM,
مختارات من أدب عزيز نيسين - بواسطة أبو عيسى - 03-19-2006, 12:50 AM,
مختارات من أدب عزيز نيسين - بواسطة أبو عيسى - 03-19-2006, 12:50 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مشجوج بالفأس - مختارات من الشعر الأمريكي والأنجليزي _ ترجمة : فاطمة ناعوت ali alik 0 897 03-31-2010, 12:43 AM
آخر رد: ali alik
  الشخصانية الإسلامية - محمد عزيز الحبابي الواد روقه 3 4,051 07-29-2009, 10:58 PM
آخر رد: الواد روقه
  محمد عزيز لحبابي يجعله عامر 20 7,651 05-12-2009, 03:11 PM
آخر رد: محمد شريف
  مختارات من كتاب (المرأة .. بحث في سيكولوجيا الأعماق) skeptic 1 873 03-12-2006, 02:00 AM
آخر رد: skeptic
  مختارات للرائع ابدا طلال حيدر bassel 1 831 01-31-2006, 02:55 PM
آخر رد: bassel

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS