اقتباس:يزعم الزميل "لاديني" أن محمدا صلوات ربي وسلامه عليه وآله قد تعرض لنكاح خالته، بغض النظر أن معنى النكاح هو مجرد العقد أو الدخول الشرعي الصحيح.
طبعا قد بنى الزميل رأيه على الفهم المغلوط للدليل المورد.

ابتداء، فيبدو أن الزميل ليس عربيا، وليس له عهد بعادات العرب. إذ يظن أن قول المرء أن فلانا خالي يعني بالضرورة أن الخال هو أخ الأم، أو أن علانا عمي يعني بالضرورة أنه أخ الأب.
طبعا بالعودة إلى عادات العرب والتي لا تزال مستقرة في الأوساط العشائرية في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام، نجد أن الخال تطلق على كافة الأقارب المدلين إلى المرء بأنثى، وهي قد تكون الأم، وقد تكون أم الأب، إلخ... والعم تطلق على كافة الأقارب من العصبة، الذين يشاركون المرء بجدوده حتى الجد الخامس.
وأخوال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هم بنو زهرة وليسوا بني سليم. فالسيدة الجليلة آمنة بنت وهب إنما هي زهرية من أباطح قريش.
إلا أننا نستطيع أن نقول أن بنو النجار هم أخوال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، إذ أن منهم أم عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وبهذا تكون ‏ ‏خولة بنت حكيم السلمية من قبيلة تدلي إلى الرسول بأم من أمهاته، ويسمى كل القبيلة أخوال الرسول، إلا أنهم ليسوا أخواله المباشرين المحرمين عليه في النسب.

وأخوال الرسول هم:
بنو زهرة من أمه آمنة بنت وهب الزهرية القرشية زوجة عبد الله بن عبد المطلب
بنو مخزوم من أم أبيه عبد الله، وهي فاطمة بنت عمرو المخزومية القرشية زوجة عبد المطلب بن هاشم
بنو النجار من أم جده عبد المطلب، وهي سلمى بنت عمرو النجارية الخزرجية زوجة هاشم بن عبد مناف
بنو سليم من أم جد أبيه هاشم، وهي عاتكة بنت مرة زوجة عبدمناف بن قصي، ومنهم ‏ ‏خولة بنت حكيم السلمية التي كتب الزميل "لاديني" ما كتب بشبهتها
بنو خزاعة من أم جد جده عبدمناف، وهي حبي بنت حليل الخزاعية زوجة قصي بن كلاب
بنو الأزد من أم جد جد أبيه قصي، وهي فاطمة بنت سعد الأزدية زوجة كلاب بن مرة.

وبهذا ينتهي الجدود الخمسة وزيادة، وباقي ذلك من جدود إنما هو أخوال للتعارف، وهم:
بنو كنانة من أم كلاب بن مرة وهي فاطمة بنت سعد
بنو كنانة من أم مرة بن كعب وهي وحشية بنت شيبان
بنو قضاعة من أم كعب بن لؤي وهي ماوية بنت كعب
بنو خزاعة من أم لؤي بن غالب وهي سلمى بنت عمرو
بنو مدركة من أم غالب بن فهر وهي ليلى بنت سعد
جرهم من أم فهر بن مالك وهي جندلة بنت الحارث

وإن شئت زيادة زدناك.
أما حكم نكاح الخالة فبين في الإسلام في قوله تعالى:
(حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الاخ وبنات الاخت وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم وان تجمعوا بين الاختين الا ما قد سلف ان الله كان غفورا رحيما) النساء/23
والخالة هنا هي الخالة الحقيقية، وهي أخت الأم وإن علت، نسبا أو رضاعة.

أما حكم المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهي امرأة كريمة قد رغبت في الزواج بالمصطفى، فباشرت معه العقد الشرعي، وهو لفظ النكاح منها لأنها أيم، لإذ يعقد النكاح بلفظ المرأة أو وليها أو وكيلها بالقول: أنكحتك نفسي/موكلتي، أو زوجتك، أو وهبتك، ويتم العقد بقول الرجل: قبلت. ولو قالها المصطفى لغدت خولة أما للمؤمنين. ولا عيب أن ترغب امرأة في الزواج من أي كان، وأن تباشر عقد الزواج بنفسها أو بوساطة وكيل عنها.