{myadvertisements[zone_1]}
تعازينا للأمة الأسلامية و العالم بذكرى عاشوراء و أستشهاد سبط الرسول (ع)
SH4EVER غير متصل
بحراني
*****

المشاركات: 2,057
الانضمام: Mar 2005
مشاركة: #4
تعازينا للأمة الأسلامية و العالم بذكرى عاشوراء و أستشهاد سبط الرسول (ع)
عظم الله أجورنا و أجوركم أخي العزيز علي نور الله

الأخ العراب ردي سيكون من خلال هذين المقالين الذي أرجو أن تقرأهما بعناية ....

=============================

ما هو سر الخلود لثورة الحسين عليه السلام ... بقلم سيد هاشم الموسوي
قد يستغرب البعض من الاستعدادات السنوية الضخمة لاستقبال عاشوراء ، وقد يطرح البعض الآخر عدة تساؤلات منها:
لماذا ثورة الامام الحسين بالذات ؟ ألم تحدث بعدها ثورات ضخمة وحركات تحررية كبرى؟
ولماذا التركيز على شهادة الحسين (ع) دون غيرها.. ألا يسقط في العالم الاسلامي شهداء بشكل يومي ومستمر دفاعا عن المقدسات والكرامة والأرض؟
اذاً لماذا تبقى ثورة الحسين (ع) ببريقها وتألقها وكأنها حدثت بالأمس .. ألا يكفي مضي أربعة عشر قرنا لتُعفى آثارها وتُمحى من الذاكرة؟
هذه التساؤلات قد لا نجدها في محيطنا الذي يدين بالولاء لأهل البيت (ع) ويعرف منزلتهم عند الله تعالى وتضحياتهم الكبرى في سبيل الحفاظ على الاسلام من الاندثار؟


ولكنها قد تجد لها تربة خصبة في محيط يعيش بعيدا عن تعاليم أهل البيت (ع) .. بل قد يتشدق بها البعض ممن يدعي التوفر على قدر من العلم والثقافة.
وللبحث في أغوار هذه الثورة والاطلاع على سر خلودها عند المؤمنين التي اعتبرها الكاتب المسيحي أنطون بارا بأنها شاملة للمؤمنين من كل الديانات ، فاننا سنجد الاجابة الحاسمة لدى القرآن الكريم من خلال آياته المباركة التي امتدحت هذه الشخصية العظيمة مع أهل االبيت (ع).. اذ ليس من السهل أن يرد مدح الامام الحسين (ع) وأهل البيت في عدة موارد من القرآن الكريم اعتباطا ، وهذا المدح من قبل القرآن الكريم جعل هذا التميز له طابعه الخاص والفريد الذي لا يمكن أن ترقى له أي شخصية مهما بلغ إيمانها وجهادها وتضحيتها.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك آية المباهلة التي أجمع المفسرون على نزولها رسول الله (ص) وعلي وفاطمة والحسنان (ع) ، قال سبحانه :
( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين ).
إذن فشخصية الإمام الحسين (ع) هي الصدى الحقيقي لشخصية رسول الله (ص) وأبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأخيه الحسن (ع)، حيث تتمتع هذه الشخصية بمزايا عظيمة ، جعلته مع أخيه موضع مدح رسول الله (ص) في مواطن كثيرة حيث يقول في بعض هذه الموارد :
( الحسن والحسين إمامان إن قاما وان قعدا ) ، ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ).

ويمثل رسول الله (ص) المصدر الثاني بعد القرآن الكريم الذي أوضح للمسلمين مكانة الامام الحسين (ع) ومن الواضح أن الامام الحسين (ع) وصل الى أعلى المراتب حين قال عنه الرسول (ص):
( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ).
ويكفي الإمام الحسين (ع) فخرا أن يمتدحه القرآن الكريم ورسول الله (ص) لأنهما يغنيان عن كل مدح مهما بلغ.
كما يكفينا لمعرفة قيمة هذه الشخصية وقيمة الثورة التي أعلنها الإمام ضد الظلم والواقع الفاسد في زمانه ، الاطلاع على خطبه قبل وأثناء المواجهة مع الظالمين في يوم عاشوراء ، لنعرف مدى العظمة التي تمتع بها شخصيته.
وفي اعتقادي أن شخصية الإمام الحسين (ع) لا تحتاج إلى روايات التهويل والتضخيم ، أو تلك التي تختلط فيها العاطفة فتسبغ عليها قصصا من الخيال تخرج بأهداف الثورة عن الهدف الأساس الذي خرج من أجله الإمام الحسين (ع).
فالحسين (ع) غني بالقرآن ، والقرآن عندما يمتدح عمل شخص فانه لا يمتدح القيمة المادية لذلك العمل بقدر ما يمتدح الإخلاص في العمل نفسه فقد قال تعالى :
( إنما يتقبل الله من المتقين) .
فأي قيمة مادية يساوي الخاتم الذي تصدق به الإمام علي (ع) وهو قائم يصلي ، حين نزل فيه قرآن يمدحه حتى حسده الآخرون وأخذوا يتصدقون بعشرات الخواتم كي ينزل فيهم القرآن الكريم فلم ينزل فيهم شيئا.
هل يعادل ذلك الخاتم الملايين من الدنانير أو الدراهم ، أم أن القيمة الأساسية ليست في قيمة الخاتم بقدر ما تكون في قيمة العمل نفسه ، والا فان التصدق بعشرات الخواتم تحتاج إلى عشرات الآيات .. ولكن لم تنزل هذه الآيات إلا مرة واحدة حيث قال تعالى:
( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
ونحن حينما نتأمل في خطب الإمام الحسين (ع) نجد فيها عنوان شخصيته العظيمة التي أثرت فيما بعد على كل الحركات الإصلاحية ضد الظلم والاضطهاد وأزاحت عروش الكثير من الظلمة .
وهي التي امتد تأثيرها خارج إطار العالم الاسلامي يستفيد منها أبناء الديانات الأخرى وكل الثائرين التائقين للحرية في مختلف بقاع العالم.
فهذا غاندي يقول قولته المشهورة أثناء حركته التغييرية ضد المحتل في بلاده :
( تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما لأنتصر).
وحين انتصرت الثورة في إيران على عرش الطاغوت قال قائدها الإمام الخميني :
( كل ما لدينا من عاشوراء).
إذن هذه هي الحرارة الحقيقية التي عبر عنها رسول الله (ص) بقوله :
( إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا).


==================================

الحسين : المقتول المنتصر الاكبر على الأرض

- د.رياض الأسدي



كيف يمكن لإنسان أن يكتب عن مظلمة تاريخية كبرى حدثث قبل أربعة عشر قرنا وهي ما تزال حاضرة في النفوس وفي الضمائر وفي الأرواح؟ كانت ظاهرة الحسين تتجدد كلما وقع ظلم على فرد او جماعة او شعب أو أمة. ولاشكّ بان ثمة حوادث كثيرة لها مستوى من الوقع النفسي في التاريخ ما يجعلها ماثلة إلى يومنا هذا ليتعلم منها الناس ما يشاؤون من عبر ودروس ومثل وقيم ولكل مقداره من الفهم ولكل حظه من التطبيق. لكن واقعة الطف لها من الميزات ما يجعلها الاكثر قوة في التكوين، والأشد أيغالا في الوحشية والعداء لأبسط معاني الإنسانية من الطرف الغشم كما أنها من الرهبة التي تخلفها في النفس الإنسانية أيضا.

وإذا ماقلبنا صفحات التاريخ الإسلامي نجد واقعة (الحرة) تلك الواقعة المثيرة حيث اجتيحت المدينة المنورة بنساءها وأطفالها وصحابتها، ونبشت قبور شهداء أحد بحجة وضيعة تتعلق بأستصلاح الأرض..وكانوا يريدون النكاية بحمزة الشهيد عم رسول الله قبل غيره مرة اخرى.. وكان الغاية منها معرفة هل ان شهداء احد لم تبل اجسادهم حقيقة؟! فوجدوهم كانما قتلوا الساعة؟؟ فارتدت امانيهم إلى نحورهم، ورغم ذلك لم يؤمن عتاة بني امية بالرسالة حتى بعد ان تبين لهم بكل الوقائع صدق رسول الله وانتشار دعوته.

وواقعة اخرى اكثر أهمية كانت تريد البحث عن روح الحسين الجهادية وحبه للعدالة. فأستشهد زيد بن علي زين العابدين إمام المجاهدين الأحرار الذي فضل الثار بالسيف من الطغاة المارقين، فعلق جسده عاريا بعد صلبه على باب الكوفة حتى قيل ان العنكبوت قد نسجت على عورته أحتراما له..

لكن قضية الحسين (ع) بقيت هي الأعظم، وهي الاوقع، وهي الأبقى على مرّ التاريخ، في درسها الروحي والتاريخي والإنساني والتحرري. قضية تجد لكل القضايا الأنسانية والتحررية قسطا منها، وفي كل المراحل أيضا. فلا يظنن أحد من المتأخرين بان واقعة الطف مجلرد حادثة من حوادث التاريخ، وكلّ ما تتضمنه انها موغلة في الوحشية وحسب؛ بل هي واقعة ضمن حساب ألهي ورؤية خاصة لما سيأتي..الطف تتجدد فينا وتنتشر كلما طال بنا الزمن وسواء حوربت من الطغاة أو من القالين فهي باقية وتتوسع في نفوس الناس.

أكد الحسين منذ البداية على ان مهمته تكمن في أحياء سنة الشورى بين المسلمين وتطبيق الشريعة المحمدية على مستوى العلاقة بين الحاكم والمحكوم تماما مثلما كانت على عهد رسول الله (ص). ولذلك فقد صرخ بوجه قاتليه الاعراب: هل من سنة غيرتها؟! ومن هنا فقد أفصح الحسين في واقعة الطف عن واحد من اهم المباديء التي اكد عليها الغربيون بعد ذلك في سيل الحقوق الإنسانية الا وهو (حق الثورة) الذي أقرّ ولأول مرة في الثورة الفرنسية. هذا الحق كان حسينيا بقضه وقضيضه.

وهذا الحق في الثورة على الحكام الجائرين قد كفلته السيرة السياسية للخليفة الاول أبي بكر الصديق (رض) أيضا، وفي خطبته او خطابه السياسي الأول للأمة أيضا بقوله" ايها الناس فاني قد وليت عليكم ولست بخيركم, فأن أحسنت فأعينوني وإن اسأت فقوموني..اطيعوني ما اطعت الله ورسوله فاذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم" ومن المعاني الاخيرة للخطاب السياسي البكري نكتشف ان لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مهما كان موقعه. وهي في مضمونها تدعو الناس إلى الثورة على اولئك الظلمة والفجرة غير الطائعين لله تعالى.

ولا ندري من أين جاءت فكرة عدم الخروج على الامام الجائر؟! وقد رايناها صريحة في الخطاب السياسي الاول لمؤسسة الخلافة. لا شك بأنها من بناة وضّاع الدولة الاموية الذين كان يعجّ بهم البلاط المدموغ بالبيزنطية في دمشق. فالثورة الحسينية اكدت على حق الإنسان على مقارعة الظلم بالوسائل كافة بما فيها أستعمال السلاح.. ومن هنا ليس أعتباطا ان اطلق على الحسين (ع) لقب (ابو الثوار) أو ( أبو الاحرار) أو ( ثأر الله وأبن ثأره) كان الامام الحسين واحدا من اكثر رموز التاريخ القديم والوسيط والمعاصر ثورية وعدلا إن لم يكن هو الرمز الاكبر على الاطلاق. ومفهوم الثورة الحسيني مرتبط بالعدالة في معانيها الشاملة. ولكن أية عدالة ؟

لم يكن الإمام الحسين يفترض العدالة مما يرى من عندياته وكما رآها معظم الثوار والمصلحين والدعاة بل هي العدالة الربانية التي امره الله بها. وهي الدعوة الدائمة والكاملة للفوز بمعانيها الكبرى. والعدالة الحسينية مطلقة المعنى كبيرة في مراميها واكثر الستراتيجيات الموضوعة على الأرض والتي دعا فيها الحسين إلى كلّ العصور بقوله: إذا كان دين محمد لا يستقيم إلا بدمي فياسيوف خذيني!

وقد يخالج نفوس البعض بان المسلمين من أتباع مذهب اهل البيت الذين تربوا على حبّ الحسين وطريقة الحسين وروح الحسين في التعامل الحياتي يجدونه أسطورة؛ وهو بالفعل كذلك.. لكنه أسطورة بشرية تسير في الزمان ممتلئة بالحقيقة. ولننظر إلى رغبته - روحي له الفدا- في أسقاط التكاليف عن أقرب الناس اليه. ففي البدء لم يرد الامام الحسين لأحد من أهل بيته أو أصحابه ان يلج هذا المعترك الغريب إلا بمحض إرادته: سبعون رجلا امام جيش عرمرم محتقن بالهمجية و من اكثر بغاة الارض غطرسة ووحشية. فخيّرهم بين البقاء معه او الموت، وترك لهم الباب مفتوحا.. وهم من أختاروا طريقة الحسين في الحياة الأخروية، وهم من اختار البقاء في الذاكرة القادمة، وطريقة تثبيت روح الجهاد. وحتى ذلك الاسود (جون) الإنسان البسيط قرر أن يبقى مع الحسين فأعتقه من لحظتها. لا يركز مؤرخو الثورة الحسينية وقرائها كثيرا على جون. ولنتامل قول الاخير حينما أراد الامام الحسين ثنيه عن موقفه قائلا: ألا ترد ياسيدي لدمي ان يختلط بدمائكم الطاهرة؟ عند هذه اللحظة فقط قبل الحسين انظمام جون للركب. كانت قضية الدم المراق واحدة من الرموز الكبرى في الطف. كما قبل في الوقت نفسه تحول السيد العربي من الخندق المقابل (الحر الرياحي) أيضا.

اما حادثة قتل الطفل علي الاصغر الرضيع فهي درس للإنسانية لم يفعله احد من قبل.. وحجة على صيانة حقوق الاطفال في الحياة. قام الحسين بعرض طفله عليهم من اجل شربة ماء لأنه يمثل منتهى البرأة واللامسؤلية. فما كان جوابهم إلا سهم ذبحه من الوريد إلى الوريد. هذا ما لم يقم به ثائر في الزمن القديم والحاضر والمستقبل. لله درّك يا ابا عبد الله وأنت تنؤ بكل تلك المصائب الكبرى!

قال الحسين لجيش الوباء الجاهلي، وكما تفعل العرب: أنسبوني! لكنه لم يرد به عادة عربية طالما قام بها الفرسان في القتال. فلم يكن ثمة احد من تلك الكوة السوداء المتلفعة بالجور والقسوة المتناهية، والآتية من الشام لا يعرف من يكون الحسين فقد كانت العرب تهتم بانسابها اكثر من أية أمة على الارض. وهم يعرفون تماما من يكون.. أليس هو ريحانة رسول الله وهل من (العادي) ان منحه الرسول هذا اللقب القريب من الجمال في الشكل والعطر الفواح؟ فكيف يمكن لإنسان ان يخضب ريحانة خضراء رمزا للحياة بالدماء، ويترك الجسد الطاهر عرضة لسنابك الخيل؟! لكنها الحجة التي أراد الحسين ألقاءها على مسامعهم؛ لأنه صلوات الله عليه كان يعلم مدى العذاب الذي يتنظر هؤلاء في الآخرة، وخشية ان يكون ثمة واحد او أثنين من الاعراب الاجلاف لا يعرف من يكون الحسين؟ كان الرجل رؤوفا باولئك الاعداء الحمر الوحشية- بل تلك الحيوانات تأبى وصفهم بها فليس في قاموس البذاءات ما يصلح لهم- حتى آخر لحظة.. فهل يوجد في التاريخ ثمة ثائر مثله؟

كانت ثورة الحسين قد أظهرت ولأول مرة في التاريخ هذا الدور لالمهيب للحوراء زينب(رض) وهي تقود رهط السبايا من النساء والاطفال والارامل. فلم تهن ولم تضعف. أرادت تلك العظيمة الرائدة الفاطمية ان تقدم منذ ذلك الوقت تعليم النساء في العالم اجمع دور المراة السياسي وقدرتها على الوقوف بوجه الطغاة في زمن شحّ فيه الرجال عن الوقوف. فأية ثورة هذه التي جمعت كلّ انواع النضال والجهاد؟

جميع الثوار في التاريخ جادوا بانفسهم وربما قتل بعض ابناءهم معهم لكن الحسين في ثورته قتل معه كلّ أهل بيته من الرجال والصحابة رضوان الله عليهم جميعا.. والمرض الذي ألمّ بالسجاد (ع) - بأمر من الله- لكي تبقى الروح المحمدية قائمة في بيت النبوة، وكي يكون بعد ذلك شاهدا علما حيا على الواقعة. وأريد للواقعة نفسها ان تبقى ماثلة أمام الناس لمن شهدوها او عاصروها في جسد السجاد الحي وسيرته وأسره وذريته في المدينة المنورة حاضرة رسول الله وموطيء الدين. فضرب مثلا أعلى في الزهد والدعاء وخدمة المسلمين حتى اصبح رمزا كبيرا لا يظاهيه أي رمز فب العالم.

لماذا بقيت هذه الذكرى حية على الرغم من جميع المحاولات القديمة الحديثة لطمسها ومم يخاف الطغاة من تجديدها؟ وصل الحدّ احيانا بزوار الحسين إلى ان تقطع أيديهم مقابل الزيارة فيقبلون، او يطلب منهم القتل فيقدمون رقابهم من أجل رضى الحسين عنهم.. لماذا هذا التعلق الروحي الاخاذ الذي يراه البعض غريبا او عجيبا، ونراه طبيعيا، وأقل ما يمكن للمرء فعله؟ وهل مازال البعض يرى في حبّ الحسين على هذا النحو الجارف مبالغة او بدعة؟!

اجل للحسين كلّ هذه السطوة في النفس والروح. زرع في أتباعه زرعا وفي ذرياتهم. ومن لا يعرف الحسين لن يعرف عصره. نعم كلّ الأئمة والصالحين والاولياء لهم منازل مختلفة. فمحمد أفضل من علي وعلي أفضل من الحسن والحسن أفضل من الحسين.. ولكن الامام الحسين فتح بابا لم يفتحه احد من بعده.. وثبت حالة الإسلام بدمه ودم اهل بيته وأصحابه وأتباعه.

ولنتامل فرضية: ماذا سيكون وضع الإسلام لو لم يقم الحسين بواجبه الألهي المنوط به؟ بعد الحسين أستمرت روح الثورة لدى عموم المسلمين.. وبقي البحث عن العدالة والشريعة قائما إلى يومنا هذا.. بعد الحسين لم يعد ثمة احد يحرم الخروج على الإمام الجائر بعد الحسين بدى معيار النفاق والايمان من الوضوح بمكان.. بعد الحسين ثيتت السنة الصحيحة وفضح أئمة السؤ.. وبعده قامت كل الثورات تحت رايته سواء أفلحت ام لم تفلح.. وما من ثائر صادق إلا وكان له من الحسين حصة.. وحتى اولئك الادعياء ممن حاربوا الخط الحسيني لهم حصتهم: مزيدا من الذل في الدنيا والآخرة..

لا يظنن احد أن الخط الحسيني هو محض دماء تسيل.. وبكاء وعويل .. تلك طريقة من ل يرون الحسين على حقيقته .. الحسين هو ربط القول بالفعل فقال تعالى:" كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلوا " الحسين هذه التطابقية الكبرى بين النظرية وتطبيقها.. الحسين حضارة وإنسانية وقدرة على استلهام المعاني من الماضي .. الحسين ليس ماضيا إلا في التسلسل الزمني العددي للسنين .. لكنه في حقيقته حاضر دائم. حي. سائر على قدمين. من شاء ان يلتقيه منكم يجده.. فقط.. حينما نزعت تلك الروح من التعلق بالعدالة والدفاع عنها تهاوت الامة الأسلامية إلى هذا الحضيض وراء حضيض من الفرقة والتشرذم والتيه والطائفية.. من لم تكن في نفسه روح الحسين الباحثة عن الحق والعدالة والجهاد على الباطل مهما كان لونه وشكله وتمويهاته فماذا يكون ..؟؟

يمكن لأي إنسان ان يكون الحر الرياحي أو جون او حبيب بن مظاهر شيخ القراء في الكوفة. الحسين ليس ملكا لطائفة او فرقة .. وحتى لدين أيضا .. فلو تأملنا سيرته وفكره بعمق لوجدناه ملكا لعموم الإنسانية. فلتتعلم الشعوب الحرة عدم الرضوخ للباطل مهما كان لونه او شكله أو جهته.. ولتتعلم الشعوب نشر العدالة الاجتماعية والاخلاق الإنسانية فتكون بذلك حسينية في الصميم.

ومن أراد أن يدرك طقوس الحسين الحقيقية فليعلم ان الحسين العظيم أستشهد من اجل الامة الإسلامية جمعاء. من اجل وحدتها وإحياء المثل والقيم المحمدية فيها. ومن أراد ان يرى الرسول محمدا وسنته بعد وفاته فليتامل سيرة الامام الحسين المقتول المنتصر الأكبر على الأرض.



====

تحياتي .... و معذرة على طول المقالين
01-31-2006, 11:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
تعازينا للأمة الأسلامية و العالم بذكرى عاشوراء و أستشهاد سبط الرسول (ع) - بواسطة SH4EVER - 01-31-2006, 11:53 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سنة زواج الرسول وإنجابه رضا البطاوى 0 393 04-25-2014, 09:12 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  سنة قتال الرسول والمسلمين للكفار رضا البطاوى 0 350 04-23-2014, 08:35 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  سنة يأس الرسول من إيمان الكفار رضا البطاوى 0 339 04-21-2014, 07:55 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  هل لم يرسل الرسول(ص) لبناء دولة؟ رضا البطاوى 0 426 01-11-2014, 11:39 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  الرسول يتحدث عن عبدالناصر والسادات! فارس اللواء 0 429 12-15-2013, 01:11 PM
آخر رد: فارس اللواء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS