أجيب باختصار شديد رغم أن معلوماتي الفلسفية محدودة:

أعتقد بأن الفلسفة قد ماتت بالفعل

وما أقصده بالموت هو أنها وصلت إلى مرحلة (التوازن الحراري)

فالإشكالات الكبرى التي تهتم بها الفلسفة والتي اختلف الفلاسفة حولها كثيراً مثل (الوجود - المعرفة - الأخلاق) قد تم حسمها تقريباً لصالح مدارس فلسفية معينة

الوجود = اللاأدرية (أو بالأحرى : اللا-أهتمية إن صح التعبير لأن المهم في ظل الحداثة وما بعدها هو "كيف نعيش؟" لا "لماذا نعيش؟" كما كان يرى أهل الأديان)

المعرفة = الفلسفات التجريبية والوضعية المنطقية وما في حكمها

الأخلاق = النيتشوية التي تعبر عن نفسها في رؤى "ما بعد الحداثة" التي صار فيها المجتمع مجرداً عن القيمة مثل العلوم التجريبية ، إلا من أراد من أفراده أن يلزم نفسه بقيم خاصة به فذلك شيء آخر

طبعاً : وصلت الفلسفة إلى هذه المرحلة لدى الغرب ومن اتبعه بإحسان من دول العالم ... وبما أن الغرب هو قائد العالم الآن فكلمته هي النافذة ، ورؤيته هي السائدة مما يعطي الشعور بأن ما يحدث في الغرب هو ما يحدث في العالم كله

وأعتقد ان موت الفلسفة في الغرب قد انعكس علينا نحن اهل العالم الثالث والرابع بشكل سلبي جداً ، فقد استعمل الغربيون الفلسفة حتى خلصتهم من الخرافات ، ثم ألقوها في القمامة أو كما اسلفت وصلوا إلى مرحلة التوازن الحراري في الفكر ، وبقينا نحن المساكين بدون فلسفة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى حرارة الفلسفة لتذيب تراكمات التخلف عن عقولنا