ماذا لو أن أحدا في بريطانيا مثلا رسم كاريكاتورات تسخر من البريطانيين من أصل أفريقي أو آسيوي؟ هل ستمر بدون عقاب أو حذف بحجة حرية الصحافة؟ أبدا.. إن قيمة منع استفزاز المشاعر العرقية هي أكثر قداسة في التقاليد الغربية من حرية التعبير، يجب على رئيس الدنمارك أيضا أن عدم اعتذاره هو نتيجة أن الخطأ ليس خطأه، فهو ليس من رسم الكارتون أو نشره وليس له أي سلطة على صحيفة غير حكومية، وليس لأنه يؤيد تلك الرسوم، اليوم يستطيع من يشاء أن يشير إلى تلك الرسوم السخيفة وقليلة الذوق ويقول لنا : هل هذه هي حرية الرأي التي تريدونها؟ ناشر الصحيفة قال أنه لا بأس بإحراق المسلمين العلم الدنماركي وأن هذه أيضا حرية رأي، أنا أرى أنه سعيد وحسب أن بلده وحكومته هما من يدفع ثمن أخطائه الخاصة . كما قال بأن صحيفته العام الماضي نشرت رسما كاريكاتوريا لشارون يلتهم الأطفال الفلسطينيين وكأن شارون أيقونة أو رمز وليس مجرد شخصية سياسية، فليتجرأ أن يسخر من ثيودور هرتزل أو يرسم شيئا هازئا باستخدام الإسرائيليين لقصة المحرقة لإذلال أوروبا . فليرسم أحد منا محمدا ينيك ملكة الدنمارك، معظم زوجاته كن في مثل عمرها على كل حال !