الواقع والنظرية كلاهما يشهدان أن هناك تفضيل بين بني البشر بعضهم على بعض ...

التفضيل في المذاهب الجاهلية يقوم على أساس اقتصادي أو طبقي , مع أن ( الفلوس ) لاتصلح معياراً لتقييم ( كينونة ) الشخص وقيمته في نفسه ..وممكن انسان فقير يكون أفضل وأعلم وأطهر من ملء الارض من الاغنياء ..

ولذلك هناك نوع من التفضيل صحيح تماما وهو : التفضيل على اساس التقوى ...وهذا هو معيار الاسلام .

ان أكرمكم عند الله أتقاكم . ( سورة الحجرات )

والتقوى تكون بالصلاح والاصلاح معاً ..

ولذلك فان ( الرسل ) أفضل من بقية الصالحين والمصلحين , فهم أعلى القمة في هذا الجبل ..

ولذلك فإن التعرض لأعظم إنسان على وجه الارض يعتبر جريمة كبرى لاتساويها مجرد عملية سحب سفير أو فصل موظف ..


قضية فلسفية فكّر فيها قليلا ستجدها صحيحة ..وشرعية ..

سبحان الله ! كيف نجعل الرمز المقدس لمليار انسان ونيف شخصا عاديا مثله مثل بقية الاشخاص ..حتى من وجهة النظر المنطقية البحتة لامن وجهة نظر اسلامية !

الغريب أن الكثيرين لايريدون الاعتراف بأهمية ( الرمز ) في واقع البشر ......ولولاه لما كان الانسان انسانا .....ولا ظهرت ملكاته الادبية ومعناه ( الانساني ) ...

لازلت أذكر هذه القصة التي حدثت ابان سقوط الخلافة العثمانية :

ممثل انجلترا يستدعي الشيخ حسن الطويل لاستجوابه ...

الجنرال : لماذا تحرض الشعب التركي على عدم ارتداء القبعة الانجليزية ؟ يالكم من جامدين أيها المسلمون ! أليست قطعة قماش كما أن العمامة قطعة قماش ؟

فأجاب الشيخ حسن الطويل الجنرال بقوله : انظر خلفك أيها الجنرال ( وأشار اليى علم بريطانيا ) لماذا لاتستبدلون هذا العلم بعلم تركيا وهو قطعة قماش ؟

فانقطع الجنرال ( الجامد ) تجاه الرمز المقدس لبريطانيا ( القوية ) بينما كان يحتقر الرمز لتركيا ( الضعيفة ) ...