تحية...
أفهم أن "الأرتقاء" أو كما يسمى التطور "تغيرا" كالذي يحصل من حولنا كحت قمة جبل أو إنتقال كثيب من مكان الى آخر أو حتى كحدوث كارثة زلزال أو بركان,نعرف الى حد كبير العوامل المؤدية الى الكثير من التغييرات و منها الإرتقاء,أفضل و "أكمل" النظريات التي تفسر حصول الإرتقاء هي نظرية الإنتخاب الطبيعي,حددت هذه النظرية آليات أرتقاء الكائنات و ساندتها مشاهدات أحفورية على شكل آتار و مستحاثات رغم النقص الكبير الذي تعانيه تشكل قصه واضحة المعالم لمراحل الإرتقاء.

يحدد داروين عمليتين تحددان آلية الإنتخاب الطبيعي "التباين و التصفية" في المرحلة الأولى يخرج جيل جديد بعدد أفراد متمايز عن بعضه البعض و عن الجيل الذي يسبقه و لكن هذا التمايز لا يخرجه عن "الصنف" و سبب هذا التمايز هو "الإئتلاف الجيني" لهذا الفرد الذي ينشأ من خلية ذكرية محدده و أخرى أنثوية محددة,الإئتلاف الجيني لهذا الفرد كان قد يأخذ شكلا آخر لو حصل بين خلية ذكرية مختلفة و أخرى أنثوية مختلفة,و من الملاحظ وجود إحتمالا كبيرة جدا لإلتقاء هذه الخلية الذكرية بتلك الأنثوية و تلعب المصادفة و العشوائية دورا كبيرا في تحديد هذا الإلتقاء,خلال هذه العملية يموت عدد كبيرة من الأفراد و تكون هذه التصفية الأولى تحدث التصفية الثانية عندما "يقتل" التنافس عددا آخر و قد يحصل تصفية ثالثة بموت الأفراد الحاملين لجينات مميته ناتجه عن التزاوج العشوائي,بتكرار عملية التباين و التصفيه تزداد الفروق بين الأفراد من حيث النمط الجيني القادر على التعايش مع الظروف فلا يبقى إلا الأفراد الحاميلن لتوليفه جينيه متميزة و منها تتكون الفصيلة المؤسسة للنوع الجيد.

تتدخل "المصادفة" و "الضرورة" كلاهما في العملية السابقه و كان داروين نفسه من أشار الى هذا حيث تكون المصادفة لها "اليد العليا" في مرحلة التباين "و الضرورة" تفرض نفسها في مرحلة التصفية, لا يجب أن يفهم أن الضرورة هنا "ضرورة غائية" تسوق الكائن الى تركيب محدد لوجود قيود كثيرة تبعثر وجهة الإرتقاء منها "الكوارث الطبيعية" التي تمحق كل شيء و لا تفرق بين كائن متطور عاقل أو وحيد خلية و قد تحتم كارثة من هذا النوع إعادة العملية من البداية و ربما إنقراض الديناصور مثالا جيدا على ذلك,و قد يفسر وجود وحيدات خلية أو كائنات أكثر إنحطاطا بالشكل الذي كانت عليه قبل ملايين السنين دليلا على غياب الضروة الغائية فوجود كائنات في بيئة معزولة تبقيها باقل قدر من التحول.

مودتي