والله ان هذه المجلة لا تذكرني الا بالدوريات العربية تظهر و تغيب مثل شمس شباط و خصوصا في حمص
مرة مافي ورق
مرة مافي حبر
مرة سكرتها الرقابة
مرة عيد الاضحى
مرة المحرر المسؤول عنده طهور
مرة نزلت المطر تشتشوا الجرايد
الخ...


يالله شو بتشبه هالمجلة حمص
بس مش جريدة حمص
اما جريدة حمص لمن لا يعرف فهي جريدة محلية للغاية تابعة للطائفة المسيحية الارثوذكسية فيها من المواضيع ما تشرئب له الاعناق و ما تنزوط به العيون
فمن استقبل وودع و الصمود و الهجمة الشرسة الخ ماهو منقول حرفيا عن جريدة العروبة الرسمية الحمصية المنسوخة بدورها حرفيا عن جريدة الثورة السورية الثورجية تبدأ الاخبار الاجتماعية من تزوج و خطب و نجح نجاحا باهرا و زار الوطن المغترب الفلاني و تبرع عن روح المرحوم و ليسكنه فسخ جناتته الخ الى بعض الاشعار العامودية التي لا تعود الا الى عصور الانحطاط العربية و الحمصية خاصة ... علما ان حمص العدية لا تزال تعيش عصور الانحطاط هذه
اما فلماذا يا هذا ؟؟؟

حمص ضائعة الهوية بين المدينة و القرية و التي لاتزال حتى كتابة هذه السطور تبحث عن شخصيتها المهزوزة ما بين المدينة و القرية و لكن للاسف ان اجمل مافي القرى لا تتمتع به حمص فلا هواؤها عليل و لا جوها نقي معتدل .. هواؤها ملوث ثالث اكثر مدينة تلوثا في العالم "الكلام موثق" بسبب وجود مصفاة النفط في المنطقة الغربية منها حيث فتحة حمص الشهيرة في سلسلة جبال لبنان .. و التي تجعل الرياح الغربية تهب عليها 386 يوم بالسنة " الخطأ مقصود"
اما بالنسبة للطقس فحدس و لا حرش مطر على هوا على غبرة ... يلعن اخت الغبرة متل البرجوازية الصغيرة التي تشكل حمص اغلبها او العكس..
و كذلك اجمل ما يميز المدن عادة فهة في حمص مفقود مفقود مفقود يا ولدي
مدينة تنام مع الدجاج بعد صلاة العصر تفرغ الشوارع و تغلق النوافذ و يلا تصبحو على خير...اما العلاقات المدنية بين ابنائها فهي حلم قديم,, يصعب تحقيقه فلا يعبر احد في الشارع الا و يتسلسل سلسبيل اسلافه و ابائه و اجداده
انا الغائب عن حمص منذ حوالي ربع قرن يسلم على الجميع بلا استثناء حتى في الشوارع و المناطق التي لم ازرها في حياتي...
و من هنا سميت نفسي : المديني نكاية بالطهارة:D
ملا مدينة مللا ..

لاسماء الشوارع والساحات في حمص قصة اخرى و اغرب تعبر تماما على واقعية و حرفية وقلة الخيال الحمصي فمثلا هنا لائحة باسماء الشوارع يقابلها وصف لهذه الشوارع:

شارع طريق الشام: هو طريق الاوتستراد الذي يذهب الى دمشق
شارع طريق طرابلس: هو طريق طرابلس
طريق طرابلس القديم: الطريق القديم الموازي للطريق الجديد
شارع طريق حماة : هو طريق حماة
طريق تدمر: هو الطريق المؤدي الى تدمر طبعا
شارع المحطة: هو الشارع المؤدي الى محطة القطار
شارع شركة الكهرباء: قرب مؤسسة كهرباء المنطقة الوسطى
شارع المخابرات: هو شارع فرع الامن العسكري مكتب المرحوم المأسوف على انتحاره ابويعرب كنعان راعي الزرقا
شارع الملعب البلدي : المؤدي الى الملعب البلدي حيث نادي الكرامي و الوثبي
شارع الكورنيش و هو شارع الكورنيش السكي القديمي = السكة القديمة
حي الخالدية : حيث جامع خالد ابن الوليد
شارع الجامع الكبير: حيث الجامع الكبير الذي هو على فكرة اصغر جامع في حمص بس هيك مزاج
ساحة الساعة الجديديو هذا الاخير عبارة عن اسم علم مؤنث حمصي .. مزاااااج
اما الساحة الاخرى فاسمها ساحة الساعة القديمي= القديمة و فعلا هناك ايضا ساعة قديمة توقف عقاربها عند افتتاحها من شي قرن و نصف تقريبا
ساحة الحاج عاطف: الساحة التي بها منزل شخص عادي جدا اسمه عاطف الاتاسي و لا اعرف تماما اذا كان قد حج ام لا
منطقة الوعر : لانها وعرة المسالك و الدروب حتى بعد ان صارت اهم ضواحي حمص
منطقة الانشاءات: حيث كانت هناك شركة انشاءات المساكن
حتى المطعم الجميل المسمى الدوار :confused:
و آخر اكتشافاتي هو عندما ضعت في احدى الشوارع التعيسة فعلا و ذات البيوت المهدمة اتصلت بصديق لي لاسأله اين انا؟؟ و حين قال لي : ما هو اسم الشارع ... نظرت الى اللوحة المعلقة في اول الشارع فوجدت الاسم الرسمي مكتوبا : الشارع الشعبي عندها تأكد لي ان الحمامصة يفتقدون لا بل يفتقرون الى ما يسمى الخيال ...
الا شارع وحيد اوحد سمي : [SIZE=5]الدبلان و للعلم هو الشارع الأكثر حيوية في المدينة :lol2:

في نهاية جولتي الحمصية قررت ان اشتري فطاير دخلت الى محل حلويات الناطور الشهيرة طبعا لانه مملوك من قبل عائلة الناطور الحمصية العريقة و بعد ان تذوقت واحدة شهية بالقشطة على الطاولات الموجودة هناك طلبت ان اشتري دزينة من الفطاير 6 بقشطة و6 بجوز اممممممممممممم فما كان من البائع الا ان سألني : لفلك ياهم؟؟ بتاخدهم معك و لا بتاكلهم هون؟؟؟؟؟؟
:baby:
طبعا هنا لم اتمالك نفسي من الضحك طويلا لان حجم الواحدة لمن لا يعرف يبلغ حوالي 400 غرام و هي عبارة عن وجبة كاملة .....
و لكن مع ذلك تبقى ظرافة الحمامصة و روحهم المرح من اهم ميزاتهم و ليست الزميلة دينا سوى عينة منهم
و إلا على فكرة كل الحمامصة مهضومين مثلها بل أكثر ...:P