الزميل العزيز عدلي،

أرى أنك تصر إصرارا عجيبا على إقحام شخصي الكريم في موضوع النقاش، وذلك بتساؤلك عم اؤمن ولم، وكيف أفكر وبم! ألهذا سجلت في المنتديات حتى تبحث في نفوس المحاورين؟

سأغض الطرف صفحا مجددا عن صنيعك، واذكرك بالالتزام بموضوع الحوار بعيدا عن شخوص المحاورين الكريمة.

أما أنت، فقد تجاهلت كل كلامي عن نسبية الأخلاق، وأتيتني بأخلاق الرهبان، وما تزعمونه أنه أخلاق أنبياء في كتابكم.

أعد قراءة مداخلتي لطفا، واعلم بأن الأخلاق ليست إلا انعكاس للمفاهيم عن الحياة والتصور عنها، والزاوية التي ينطلق منها المرء في حكمه على الأشياء والأفعال.

أنت تحكم على زواج الرجل من زوجتين أنه أخلاق وضيعة، أنا أحكم أنه أخلاق رفيعة. أنت تحكم أن زواج المرأة من رجلين أخلاق وضيعة، بينما يحكم التبتيون أن هذا منتهى رفعة الأخلاق.

ثم إن أردت خوض المجال الأخلاقي، فإن صلاتك لا على طهر ولا على غسل وبلا وضوء لهي امر يجدر بك أخذه بعين الاعتبار، ثم إن شربك لأم الخبائث ولو حسوا هو عندي منتهى انحطاط الأخلاق، هذا إن أردت أن أضع سلمي للأخلاق مقياسا عليك.

أنا لن أحاول أبدا إثبات الواضح لك، لأن نبي الله هو شريف وعظيم، ومن يدعي غير ذلك فعليه أن يأتي بالبينات المقبولة في المحاكم.
العبرة ابتداء في كون أنه نبي، فإن كان كذلك فكل ما أتى به حسن ولو خالف هوانا.

أما عن حديثك حول المليار، فكان بنو إسرائيل قلة في الناس، وكتابكم يجعلهم مختارين، بل وكان إبراهيم ونوحا فردين في قومهما. وليس العبرة بالكثرة ولا بالقلة.

نأتي الآن إلى المهم،

اعلم زميلي العزيز أن الجنس هو أحد النزعات الرئيسة في غريزة المحافظة على النوع البشري، ولأن الله تعالى قد أكرم الإنسان بالعقل فلم يتركه للغريزة تسيره، بل جعل له نظاما اختياريا يسير الإنسان سلوكه حسبه، أو خلافه.

وحتى يكون لهذا النظام معنى، ينبغي أن لا يترك للصدف شيئا.
ولهذا، فإني أتوقع من الله تعالى الذي خلق بيديه الإنسان وأعضاؤه التناسلية وأشواقه الجنسية، أتوقع منه أن يرشدني إلى المسموح والممنوع من الاتصال الجنسي، وإلا فكيف يحاسبني على ما لم يكلفني به؟ وكيف يحاسبني على فعل لأن الزميل عدلي لا يوفق هواه هذا الفعل؟
لذا، فإن من الصجي جدا أن نجد أن الإسلام كما قد فصل في علاقة الحاكم بالمحكوم، وكا قد فصل في علاقة الدولة بالمجتمع الدولي، فإنه قد فصل في الأفعال الجنسية الطبيعية والشاذة، المسموح منها والممنوع، ما يخطر على بال إنسان وما يخطر على بال غيره، حتى يعلم كل إنسان كيف يضاجع زوجته، وهل يستطيع أن يمتطيها أو أن تمتطيه، أو أن يأتيها على جنب أو من الدبر في القبل؟ هل يستطيع أن يقوم بالفعل في الدبر أم لا؟ هل يستطيع التمتع بيديها وبصدرها، إلخ....

وتجاهل هذه القضية إنما هو من قبيل وضع الرؤوس في الرمال، او قل من باب السكنى في البروج العاجية، والتظاهر أننا نعيش في غير الكوكب ومع غير الناس.
ولا استبعد أبدا أن يخرج كلام غير منضبط عن الجنس من العازبين، فالعازب قد يتحرق شوقا إلى الجنس أو قد ينأى بنفسه عنه زاعما التطهر، وفي كلا الحالتين لا ينبغي أن يؤخذ منه قوله، لا يؤخذ إلا من متزوج بات الجنس عنده أمرا حياتيا طبيعيا لا يثير الاهتمام الزائد ولا النفور الغير مطلوب.

ثم إنك يا زميلي العزيز ترجم بالغيب أن سيدنا محمدا صلوات الله وسلامه عليه وآله الكرام قد ضاجع الغلمان.
هذا القول إن لم يدعم بالبينة، وهي رؤية العين مع الشهود، يسمى بالقذف، وفي شرعنا ان القاذف فاسق، لا تقبل له شهادة، ولا يتولى الوظائف العامة حتى يتوب، لا أعلم هل شرعكم يبيح القذف والولوغ في أعراض الناس.

وأخيرا وليس آخرا، فإن التخلف لا علاقة له بالإسلام، وقد أقمت دراسة متواضعة حول التخلف والنهضة، إن أحببت أن تدلي بتعليقك فانظر الرابط اسفل توقيعي والمعنون بطريق النهضة.