بالنسبة للتطبير فهو تعبير من البعض عن شعوره بالحزن
و تعبير الانسان عن الحزن يختلف من انسان الى اخر و من مجتمع الى اخر
كما ان الاختلاف ياتى نتيجة لدرجة الحزن .
فلا ادرى من اعطى انسانا الحق فى انتقاد الاخرين فى تعبيرهم عن حزنهم ؟؟؟؟
على كل حال
ايذاء النفس هو الضرر او الهلاك
و التطبير لا ينتج عنه ضرر و لا هلاك بل هو للصحة اقرب
اذ ان التطبير لا يختلف عن الحجامة فى شئ و لسنا هنا بمحضر تعديد فوائد الحجامة .
كما ان اسالة الدم هى مشاركة للحبيب فى اسالة الدم بنفس اليوم الذى سال فيه دمه
كما انه نوع من البكاء
بكاء من دم و ليس من الدموع فقط
لان الدم اغلى من الدمع

كما ان التطبير هو تصوير للحادثة و الهاب للمشاعر و تقريب الصورة للاذهان .

بالنسبة لنظرة الاخرين و خصوصا الغربيين
فنحن لا ناخذ رايهم فى مسائل تعبدنا و ديننا و لا فى مسائل التعبير عن حزننا و فرحنا
و هم لهم اساليب و مهرجانات لا نتقبلها نحن و هم لا يولون راينا اهمية فى ذلك
فالهولوين مثلا هو عيد الرعب و الارواح الشريرة
و مصارعة الثيران
و الملاكمة التى يضرب الرجل بها وجه رجل اخر
كما اننا نستهجن التعرى و العلاقات الاباحية
و لكن هذه امور لا نفرض عليهم فيها راينا و لا يهتمون هم به
فلماذا علينا الاهتمام برايهم ؟؟؟؟؟
و كما وضح الاخ القبطان فهم لهم عاداتهم المسيحية الخاصة المشابهة لتصوير عذابات المسيح كما يتصورونها .
و شخصيا فاننى لم التق اوروبيا استهجن المسالة بل العكس
و اما اهتمامهم فهو معرفة فلسفة هذا الفعل لانهم يعلمون ان للشعوب عادات مختلفة و يسعدهم رؤية ما يختلف عنهم او غير اعتيادى بالنسبة لحياتهم اليومية .

بالنسبة لما تفضل به الاخ محارب النور من شعور بعقدة الذنب فانا اختلف معه بالمسالة لان الشيعة وقفوا الى جانب الامام الحسين عليه السلام و استشهدوا معه او تم سجنهم فى فترة قتل الامام الحسين عليه السلام او منعهم من الوصول اليه .
اما التوابون فهم من تشيعوا بعد ان فقدوا الامام الحسين عليه السلام و لم يكونوا شيعة عندما قتله الامويون .
و الدليل ان التطبير و اللطم ليس عقدة ذنب بل تاسف على عدم اللحاق بالامام عليه السلام هو ان اول من ثبت انه لطم على الحسين و اسال الدم من اجله هم جيش من البحرين ,
.............
عندما عزم الإمام الحسين عليه السلام التوجه للكوفة بعدما أتته كتب أهلها يدعونه أن أقدم ... ، أرسل إلى شيعته في اليمن والبحرين وجبل عامل ، يطلب منهم الإلتحاق به في العراق ، وقد تحرك جيش من البحرين بقيادة صعصعة بن صوحان العبدي متوجهاً إلى العراق ومر بالبصرة في طريقه إلى الكوفة فالتحق به جماعة كبيرة ، أخبرتهم أن الإمام الحسين عليه السلام قد توجه إلى كربلاء ولما وصل الجيش البحراني البصراوي كربلاء سمع منادياً من عشيرة بني أسد ينادي قُتل الحسين وصحبه ، فسألوا عن قبر الحسين عليه السلام فقيل لهم هذا ، فانكبوا على تراب القبر يبكون ويضربون بأيديهم على رؤوسهم وصدورهم حزناً وحسرة على استشهاد الحسين عليه السلام ثم رفعوا سيوفهم من أغمادها وضربوا رؤوسهم بالسيوف حتى سالت دمائهم واختلطت بتراب قبر الحسين عليه السلام ، ... وكانت هذه الحادثة بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام بتسعة أيام ) وقد ذكر محب الدين الطبري الشافعي في كتابه ، عن توجه هذا الجيش البحراني إلى العراق للإلتحاق بالإمام الحسين عليه السلام إلا أنه لم يذكر أن الجيش مر بالبصرة .(نقلا عن مقالة حسين محمد حكيم الطريفي)
....................
و هكذا نرى ان اول من طبر هم الناصرون و ليس الخاذلون لان قدرتهم الفيزيائية لم تمكنهم من اللحاق بامامهم .
يعنى مثلا :
لو ان والدا حاول انقاذ ابنه من الموت و لكنه بعد ان ركض بسرعة لانقاذه من حادث او من الغرق لم يستطع ان ينقذه .
فمن الممكن ان يضرب الوالد نفسه او يطرق قبضته بالجدار او الطاولة او يضرب راسه بالجدار لانه لم يستطع و عجز عن انقاذ اغلى ما يملك .
هذا تصرف انسانى طبيعى و ملاحظ يوميا حتى فى ابسط الامور
فالانسان عندما ينسى امرا مهما يضرب على جبهته او على فخذه .
هذه ردة فعل طبيعية للانسان .

تحياتى للجميع

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار