اقتباس:انت تريدين مثلا اذا اعتدى مجرم عليكِ أن تستجيري بمجرم آخر عليه بحجة ان المجرم الاول اسوأ منه. يا روزا، لو آذاني شخص، فإني أفضّل الاذى على أن يدافع عني مجرم آخر.
ان سلمنا بسلامة هذا المنطق، أو هذه المقايسة مع ما تحويه من الغاء للفروقات كلها لتتحد في فضاء ثنائي يحمل في طياته شيئا من التسطيح.. يبقى رأيا شخصيا، يحترم باعتبار من قاله.
اقتباس:و لا تعترضي على تشبيه الاسلاميين بالاحتلال الاسرائيلي. فالاحتلال جريمة، و في نفس الوقت فإن الشريعة الاسلامية جريمة اخرى ضد الانسانية. لف المرأة بكيس طحين و الانتقاص من حقوقها هو جريمة. و أنا أفضّل الاحتلال الاسرائيلي على العيش في مجتمع تعيش النساء فيه مثل السعودية و ايران.
ممممم لتسمح لي، فالنظرة التعميمية مشلة لآلية التفكير والحوار بالمطلق، الاحتلال جريمة نعم .. اوافقك 100 % على العنوان، المفردات تختلف وفق معايير الزمكان ..
"الشريعة الاسلامية جريمة ضد الانسانية" .. كلام تعميمي، يدفع للتساؤل، وفق أي مقايسة انتهيت لمثل هذه النتيجة؟؟ لا أود الدفاع عنها باعتبارها شريعة، فهي لا تعنيني بوجه، ويمكن لي التوافق معك في الكثير مما تأخذه عليها، لكن لا استطيع الانكار انها جزء مشكل لهويتي كانسان عربي، هي إرث حضاري ثقافي اجتماعي، نعم هناك الكثير الكثير من السلبيات العالقة بها، لا انكر، لكنني ارفض هذا المنطق التعميمي في البين
اقتباس:لكن أنت خلاص يعني تتبعين مبدأ انا و اخي على ابن عمي، و انا و ابن عمي على الغريب. لكن اذا كان ابن عمك سيء مثله مثل الغريب، فما الفرق!
سنة انسانية قائمة بكل بساطة، تلتحم في المتناقضات في فضاء الآني والراهن، والمقياس هو بالاقل سوء، هذا من جهة أولى... من جهة ثانية .. مفهوم السوء بـ"ابن العم" .. هل أتى من اعتبارك الشريعة الاسلامية جريمة بحق الانسانية؟؟ متناسيا ما استنبتته هذه الشريعة من افكار وفلاسفة على مر التاريخ، استفاد منهم العالم ككل؟؟ على كل لن اتوسع في إطار هذا المحور تحديدا .. فليس همي .. لكن همي هو عدم التعميم فقط لا غير..
اقتباس:و بالنسبة لمذابح صبرا و شاتيلا، فإن مرتكبيها اضافة الى اسرائيل هم أيضا اللبنانيون أنفسهم. لا يجب ان ننسى هذا.
أخشى انني ولدت في لبنان وعشت فيه ..ان اسقاط لبنان على ساحة النقاش يستدعي مجلدات، ويكفيني أن أدلل على حالة لبنان بما ورد بمسرحية زياد الرحباني :"شو رأيك بتمنطعشر طايفة وكلهم طافوا ع بعض".. وبمعنى آخر ففي لبنان من يرى ان امتداده الاستراتيجي هو اسرائيل ويعتبر انه سيذوب في ظل العروبة، وهناك من يرى أن قيوميته وكيانه لا يكون الا في محيطه العربي .. وهلم جرا ونصبا وتسكينا..
اقتباس:أم أنك تمارسين عنصرية معاكسة قائمة على مبدأ ان العرب دائما على حق و الغرب دائما على خطأ، و سنفخر دائما بمحاسن العرب و ننسى مساوئهم، و نستهجن مساوئ الغرب و ننسى محاسنهم؟
لتسمح لي، الامر يتوسع هنا، فما أراه لديك - مع كل احترام - هو خلط واضح ما بين مفهوم الانتماء ومفهوم العنصرية، وقد يحمل فيه مسامحة، ان فيه تقويل لما لم يقل.. وعليه
1- الانتماء يقتضي الانتساب الى جماعة فيها ما فيها من الروابط، وهو أمر ليس عنصريا الا باعتبار النظرة الى الآخر
2- مفهوم الخطأ والصواب وفق هذا الطرح هو تسطيحي، وكأنه يرتكز على نمط من هو ليس معنا فسيكون قطعا علينا
3- ان اردنا نوع من التقصي لطبيعة العلاقة ما بين الغرب والشرق، لوجدنا دونما كثير بحث ان المعتدي هو الغرب، وان المعتدى عليه (صاحب رد الفعل) هو الشرق، وحتى ان اردنا معالجة فكرة الكاريكاتير من اساسها، بغض النظر عن الظروف الآنية الراهنة الحاكمة والمتصرفة فيها، لوجدناها بأساسها مرتكزة على تلك الروح الاستشراقية الفوقية التي لم ولن يتجاوزها الغرب في نظرته للعرب، قد تأتي عزيزي بالقول"السبب في هذا، هو ان الشرق او سكانه، او للتحديد أكثر المسلمين دينا او ثقافة هم من يتحمل المسؤولية الكاملة لسوء نظرة الغرب اتجاه الشرق" وربما قد تأتيني بشواهد من قبيل حوادث 11 أيلول وما الى هنالك... الجواب على هذا اولا: (في حال طرحت مثل هذا) فالطرح سيكون ثنائيا تبسيطيا لا ينقل الا وجها واحدا من الحقيقة، ثم فإن أساس الطرح سيكون مقولبا وفق نظرية "صراع الحضارات" وبالصراع - ان حل وان صدقت النظرية - لا يمكن لاحد الطرفين ان يسلم للآخر بالمطلق والا لزال الصراع، ولتم تجاوز كافة الفوارق، ولباتت ثقافتنا وهويتنا، سائلا منسابا مقولبا منحلا في ومن الاسفنجة الغربية ..
اقتباس:أنا لا أؤيد الامبريالية العالمية و العنصرية بل أنا ضدها. لكن دعيني أسألك سؤالا: هل استغنيتِ أنتِ عن انجازات الامبريالية العالمية يا روزا؟ هل رميت الموبايل في الزبالة؟ هل تخليتِ عن النظام الاقتصادي الرأسمالي و حلفتِ ألا تكوني جزءا منه؟ هل تخليتِ عن الانترنت التي هي من صناعة الجيش الامريكي الامبريالي الغاصب؟
رأيك احترمه، وأعلم تماما أنك كذلك.. لكن بالمقابل اتدعو للقوقعة بالمطلق؟؟ هل يقتضي الصراع حالة القطيعة المطلقة؟؟ حتى الصراع يحمل في طياته بعدا علائقيا تواصليا، ما الضرر في أن اكون ممانعا لسياسات الغرب المتجنية اتجاهي كهوية وكثقافة، وبالمقابل استفيد من انجازاته الحضارية؟؟ بالله عليك.. الم تستفد أوروبا من انجازات العرب والمسلمين في القرون الغابرة؟؟ هل انتهت هويتها واضمحلت في الفكر السائد في تلك العصور؟؟ ام ما هو مسموح لهم ممنوع علينا؟
اقتباس:تسألين عن سبب اتخاذ المقاومة شكلا اسلاميا. السبب يا عزيزتي هو استغلال الاسلاميين للواقع السيء في الشرق لكي يركبوا عليه و يصلوا في النهاية الى تحقيق مآربهم الامبريالية الاسلامية و فتوحاتها. هذا هو السبب و لا سبب غيره. و الشعوب تسقط ضحية هذا الواقع. فهل تسقطين انتِ أيضا ضحية هذا الواقع؟
موضوع اتخاذ المقاومة او الممانعة او ما الى هنالك للشكل الاسلامي له اسبابه الكثيرة والواسعة، ولربما أطرح موضوعا قريبا جدا حول هذا الامر..
اقتباس:أنتِ تريدين استبدال امبريالية بامبريالية اخرى. أما أنا فأرى الامبريالية الحالية و أرفضها و اريد تغييرها و اصلاحها. أما أنتِ فتريدين الثورة عليها و تدميرها و استبدالها... استبدالها بماذا؟ بإمبريالية اسوأ منها.
اراك تناقض نفسك عزيزي، فأنت في بداية الحديث ترفض ترفض الاستعانة بـ"مجرم" ضد "مجرم" آخر، أراك هنا تتبنى طرح أحد المجرمين سعيا لتحويله إلى "خارج عن القانون"، بمعنى آخر سعيا لتغيير مفهوم المصطلح الذي يطلق عليه... أليس هذا معنى قولك :"و اريد تغييرها و اصلاحها"..
احترامي وتقديري لك
(f)