اقتباس:  القلم الساخر   كتب/كتبت  
 

 
ويسألونك عن الأوطان !
قل هي بـ"خير" ما دامت مافياتها "الاشتراكية" تتغوط على الوطن والمواطن والدستور والقوانين !

وستبقى بـ"خير" ما دام صحافيوها يمتهنون "لعق الأقفية" بألسنتهم "الوطنية".
لقد علمهم "غوبلز" أنها الأقدر على التنظيف!  

من المنطقي جداً أن تكون هذه هي النتائج عندما ترفع البرجوازية المحلية شعارات اشتراكية بهدف تمييع الصراع الطبقي والظهور بمظهر المحايد عنه بينما هي تكرس وجودها في خدمة الرأسمالية..

اليك زميل المادة الرابعة من دستور 1971 المصري الذي يؤكد فيه كونه اشتراكياً:

"الأساس الإقتصادي لجمهورية مصر العربية هو النظام الإشتراكي القائم على على الكفاية والعدل بما يحول دون الإستغلال, ويهدف تذويب الفوارق بين الطبقات"

نص كوميدي جداً عندما تقارنه بممارسات النظام المصري في كل قضايا التنظيمات الإشتراكية والتي دائماً مايكون الإتهام الأول فيها هو أنها منظمات ترمي لسيطرة الطبقة العاملة أو تسييدها على غيرها من الطبقات!! أي أنها ترفع الشعارات الإشتراكية وتحاربها في نفس الوقت عندما تخرج عن الإطار الذي تخدم من خلاله هذه الشعارات مصالحها..


جاءت أنظمتنا "الإشتراكية جداً" في أثناء مرحلة مد ثوري عالمي بدأت مع الثورة الروسية في 1917 وامتدت لمناطق متعددة في العالم لتأخذ حركات التحرر الوطني بعداً اشتراكياً استغلته هذه الأنظمة بعد ذلك لخدمة مصالحها الخاصة, بنيت رأسمالية الدولة في مصر في عهد عبد الناصر على أكتاف الشعارات الإشتراكية الرنانة لكسب تعاطف وتأييد الجماهير.. وعندما انتهت هذه المرحلة, بدأت في تعليق ديكتاتوريتها وقمعها للحريات وفقر امكاناتها على شماعة الإشتراكية أيضاً.. هي انتهازية البرجوازية زميلي العزيز وقدرتها على التلون بكل الألوان عندما يحتاج الأمر لذلك ليس أكثر.. في مصر ومنذ سنوات ليست بقليلة, توقفت الحكومة عن ذكر هذه الشعارات, فهي "مابتأكلش عيش" على مائدة الإمبريالية الأمريكية كما نعرف جميعاً.. أصبح الصراع أكثر وضوحاً الأن وهو أمر لا أنكر أنه جاء في مصلحة المعارضة المصرية بشكل أو بآخر.. فلم يعد المثقفون "الزحفطونيون" -على حد تعبيرك- يحتاجون لشحذ قدراتهم "الحربائية" -مشتقة من الحرباء- ليمارسوا دورهم "الزحفطوني" -على حد تعبيرك مرة أخرى- في تمييع وتشويه الصراع الطبقي كما يحدث في بلد مثل سوريا منذ زمن والى الأن.. هم يركزون مجهوداتهم في ذكر مساوئ الإشتراكية وتعديد "محاسن" وإيجابيات الليبرالية الجديدة التي هم أيضاً أبعد مايكونون عنها.. هم على أتم إستعداد لإستخدام شعارات الشيطان نفسه -وهم يستخدمونها بالفعل- لو أدى ذلك لزيادة كام دولار في جيوبهم العامرة !!

عموماً لا تقلق, رياح التغيير الإمبريالي الشامل كما هبت على مصر قبلكم, بدأت صولاتها وجولاتها في أرض سوريا الحبيبة.. أتمنى فقط أن تخلق هذه الرياح حفاري قبورها الحقيقيين..




تحياتي واحترامي لموضوعك المميز عن حق..
(f)