أحمد أبو لبن رئيس الوقف الإسلامي الاسكندنافي في الدنمارك : نحاول القيام بدور إيجابي لا إثارة فتنة أو حرب
أشار أحمد أبو لبن رئيس الوقف الإسلامي الاسكندنافي في الدنمارك الى ان القضية الآن هي قضية فكرية ثقافية حوارية نافيا ان يكون الوقف قد طالب بالمقاطعة الاقتصادية أو اعلان حرب على الدنمارك كما لم تعلن الاخيرة حربا على الوقف حسب تعبيره.
وأضاف في مقابلة مع " العالم الآن " أن الوقف الاسلامي الاسكندنافي يحاول القيام بدور إيجابي لا إثارة فتنة أو حرب.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجريت معه في السادس من فبراير/ شباط 2006 .
س: علمنا أن عددا من ممثلي الجمعيات الإسلامية عقدوا اجتماعا مع رئيس تحرير الصحيفة التي نشرت الرسوم المسئية للرسول الكريم. فهل لك أن تحدثنا عن نتائج ذلك الاجتماع ؟
ج: أبلغنا رئيس تحرير تلك الصحيفة بأنه رجل ملحد ولاعلاقة له بأي من الأديان، وأنه لم يكن يقصد الإساءة للإسلام وإلى المسلمين عن طريق هذه الرسوم الكاريكاتورية. ، كان دائما يتلكأ في مسألة الاعتذار، وأنا شخصيا لم أناقشه حول حول هذا الموضوع، ولكنه أخبرنا أنه إذا كانت هناك أي حلول عملية، فإن جريدته علىاستعداد للتجاوب معها ،وفسر ذلك بعقد ندوات لإلقاء محاضرات بمشاركة صحيفته بقصد التعريف بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم .
س: أخبركم رئيس تحرير الصحيفة بأن لا علاقة له بأي من الأديان، فهل يمكن أن يفسر ذلك على أنه ضد الأديان بصفة عامة ؟
ج: المنطقة الاسكندنافية كما يعلم الناس هي آخر منطقة دخلتها النصرانية في أروبا. تنصّرت الدنمارك سنة تسعمئة وخمسين م. وبسبب الطبيعة الفكرية والثقافية أيضا، كانت اسكندنافيا أول منطقة بدأت تنسلخ عن الأديان دون أن بالفكر الشيوعي. وبالتالي أصبحت العلمانية هي العنصر المسيطر.
من المعروف في اسكندنافيا أن نسبة اقصاها 5% من السكان يحبون الانتماء أو التعامل مع الكنيسة المسيحية، أما الغالبية فهي تعتز بإلحادها. وهذا الإلحاد أحيانا لا يعني عداء شخصيا أو ذاتيا ضد الإسلام، وبالطبع نحن المسلمون لا نحب الإلحاد. هم لا يريدون أن يقوم أي شخص بفرض إله أو قيم من الواجبات و المحرمات عليهم، وبالتالي هكذا يتصرفون، وهذا يريح المسلم لأن العداء الصليبي، لم يكن موجودا في اسكندنافيا.
س: هل نفهم من كلامكم أنه ليس ثمة حل للأزمة على المدى القريب؟
ج: المفروض أن يكون هناك حل للازمة. المشلكة هي أن الديبلومسية الدنماركية لم تتحرك بشكل فعال. نحن كجمعية خيرية لدينا امكانيات محدودة وليس لدينا وسائط إعلامية ولا نملك القدرة للدفاع عن أنفسنا، وهذه أمور تتطلب تدخل الحكومة وإذا كان هناك أي شيء يمكننا فعله، فسنقوم به.
س: إذا ما الذي تطالبون به والحالة هذه ؟
ج: طلباتنا تتمثل في إيجاد موقف بديل يزيل الالتباس القائم عند المسلمين بأن هناك تعمدا للإساءة إلى نبيهم الكريم، أعني أن يكون هناك تصرف بديل مع امكانية النقاش حول نصوص الاعتذار أو التأسف ، هذا كان المطلوب، لكن المسلمين شعروا بأن هناك تباطؤا أو عدم عناية أوتجاهلا، ولذلك كانت انفعالاتهم تزداد اضطراما واحتدادا وغضبا.
س: هل تعني أن على العالم الإسلامي تقبل كيفية تعامل الدنماركيين مع الأديان لاسيما الدين الإسلامي؟
ج: نحن عرضنا فكرة عقد "مؤتمر محمد" على أساس أن تقدم الجريدة والمجتمع الدنماركي دلالة عملية يفهمها العالم الإسلامي. من جانب آخر يُقَدم المجمتع العربي دلالة على عدم التحدث عن المحرقة رغم أنها حصلت منذ خمسين عاما في حين يتعرض نبيهم الذي أُنزل عليه القرآن الكريم منذ أكثر من ألف وأربعمئة سنة والذي يزيد أتباعه عن مئات الملايين في العالم . المشكلة تكمن في أنه في أي مجتمع توضع أعراف يجب احترامها من قبل الجميع.
س: هل أنتم تطالبون تحديدا بالاعتذار أم بماذا ؟
ج: نحن لم نطالب بالاعتذار لكننا نريد إيجاد حل يرضي الجميع، ونحن طرف صغير في العملية.
نحن نحاول القيام بدور إيجابي لا إثارة فتنة أو حرب. وطرحنا فكرة أن يدعو رئيس تحرير الصحيفة عددا من رؤساء تحرير الصحف العربية وإجراء حوار معهم. نحن لا نتمتع بأي نفوذ ولا يمكننا القيام بذلك ، أو يمكن أن يلتقي وزير خارجية الدنمارك مع عدد من وزراء الخارجية العرب ويتحدث معهم ويؤكد لهم أن الدنمارك ليست بلدا سيئا.
س: هل أنتم تطالبون بالاعتذار عن نشرالصحيفة الصورالكاريكاتيرية أم عن الإساءة للمسلمين عامة؟
ج: يجب توجيه السؤال إلى دوائر الفتوى في السعودية، لكن يمكنني الإجابة عن السؤال باختصار أن رسم النبي بهذه الصورة قضية غير مقبولة من ألفها إلى يائها في الشريعة الإسلامية ولا تجوز بأي شكل من الأشكال.
س: هل تعتبر خروج العالم الإسلامي في تظاهرات كبيرة غاضبة وعنيفة أمرا كافيا أم أنه مبالغ فيه؟
ج: القضية الآن هي قضية فكرية ثقافية حوارية. ونحن لم نطالب بالمقاطعة الاقتصادية، ولم نعلن حربا على الدنمارك ولم تعلن الدنمارك حربا علينا، فالقضية الآن فكرية ولن تحل إلا من خلال الحوار، مهما حدث ومهما كان نوع رد الفعل إذ لا بد من الحوار، لكننا نريد البحث عن امكانية إيجاد حل لهذه الأزمة.
http://www.radiosawa.com/article.aspx?id=2000109