جقل
عضو متقدم
   
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
عيد الحـب/عيد الفـقـد
أنا "ما رح مشيها هيك" لذلك ساقف و استوقف و "أحكي و استحكي" أولا لأننا في حضرة العيد و ثانيا لوجودنا بين يدي هذه "التنهيده" و ثالثا لأن هناك تموووووز
"لا حب في الحب" لا يهرب تموز من الحب بل يهرب به , يعتقد أن الحب أكبر من أن يتواجد و إن وجد فبحائق مختلفة ووجوه مختلفة و بصمات مختلفة ,و لا يجب أن نحبسه برقم أو تاريخ و لا يجب أن يتحول الى مجرد عيد ميلاد, يحق له أن يفكر كما يريد شرط ان يجيد التعبير و العبارة و هو هنا "ينثر" شعرة فوق روؤسنا ,وقد فعل و تقمص دور الشاعر و الفيلسوف بعد أن وشم على جباهنا هذه التنهيده.
ظهر الشاعر عند كل منعطف وزاوية من زوايا هذا النص ,هو لم يحلق بعيدا بل لم يحلق أبدا, تخلى عن أجنحة يملكها, و جعل من يقرأ يحلق بدلا منه , بعد أن بدا قصيدته بمايشبه التقرير "لا حب في الحب ,مجرد أخيلة تتعاقب",قبض على تلابيب قارئة و دفعه الى الأعلى و هو يصرخ بوجهه أن الحب "نفحات.. من مشاعر متأججه",و يتابع بزخم من لا يفرغ خزانه ملاطفا من بدأ للتو بتحرك جناحية إستعداد للطيران" ألقاك في قلبي.",و كي لا نظن أنه وجد بغيته فنعود الى أرضنا خائبين يعاود الصراخ " ايتها المرأة الحلم..الوهم".يؤكد الى ماذهب به سابقا للحب مكانا مختلفا الحلم منها و التوهم بعضها ورغم أثيرية هذة المرأة "الحب" فهي موجودة في "زمن آخر" حيث "الحرية جديرة بالحب",بهذا البنيان الشاعري المتماسك و بثقة "الحريف" يشرح لنا تموز عن الحب " المرأة" و أستحالة هذا الوجود في الظروف المحسوسة.
يتابع تموز و يسهب في الحديث عن تفاهة "الفيزياء" و تحدب المكان و تقلص الزمان عن أستيعاب "الحب" ف "ليس على الأرض" و "ليس في السماء" و حتى "الفضاء أضيق من جسد", يريد تموز تمزيق الأشياء و حتى ألغائها و ربما إعطائها وظائف مختلفة عما نعرف "هذا الهواء ليس إلا صراخ قلب...مقيد",للحب عنه مناخ آخر لا يحدد معالمة و قد لا يعرف اين يوجد و لكنه أكيد أن ما حولة ليس كما يبدو و يعبر عن ذلك بوضوح في فكرته التالية وقد خصص لها مقطعا كاملا "قلب يتفتت....يتناثر..."ثم "يتفتح...." و" يأوي في المساء...الى سرير اليباس".دورة حياة كاملة يعترف بها تموز و رغم مأساويتها و درامية مشهدها الختامي و لكنها واقعية تماما و هنا يعود بنا الى الأرض بعد أن أطلقنا بعيدا عنها ,ألمح في هذا المقطع "شرودا" أو "قلقا", و يمكن أن أنزع هذه القطعة من النص لتكون نصا منفردا جميلا ككيان منفصل أو عودة لتموز لواقعية لا يستطيعه عنها أنفصالا بحكم "الجاذبية" مثلا.
يعود تموز لتوصيف لقاء حبيبين في الوسط الأثيلري الذي يفضلة و قد استخدم منطقا غاية في التعبير هو منطق الصفحة و التي تليها,تلاصق تام و متناغم ولا هوامش تحد من أتساع الألتصاق و بداية واضحة "ناصعة".في هذا الجو "الغرائبي" يوفق تموز في أنتشال الحب من واقع ووقائع ليغمسهم في أثير مختلف لا ينتمي الى ما نعرف ,لأننا بعد ان نغلق الكتاب لا يمكن أن نعرف ما تفعله الصفحات و لا أي هامش يمكن أن يحد من أتساعها.في عودة أخرى الى الواقع و تموز محق هذه المره لأنها عودة تتماشى مع يريده منذ البداية و يلخص هذه العودة بإدانة كل من يحتفل بطريقة "تقليدية" بالحب.
بسيط كان هذا النص كرغيف و شفاف "كناموسية" وواضع لا يتكىء على مفردات صعبة و لا مبهمة يهادن قارئه و لا يستفزه يخبره بما يريد بدون إنفعال و لا يخشى في الإفصاح عن رأيه مهما بدا غريبا و كان تموز هادىء ككاهن بوذي وهو يستنتج :
هكذا نلتقي
كل عام
في ذكرى
موت
مدرج في لائحة
الأعياد
نصوص تموز تستوقفني ففيها الشاعر الذي تحدثت عنه و فيها الفيلسوف الذي "قد" أتحدث عنه لاحقا.
تموز مسيك بالخير...
مودتي
|
|
02-15-2006, 11:34 AM |
|