رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة )
اليــــــــــــــــــــــــــــــــــوم الخــــــــــــامــــــــــــــــــــــــــس
بيرو باكشا شاب مجتهد ينتمي إلى نفس حزب سورنجان السياسي . هذا الصباح لم يكن سورنجان قد نهض من فراشه بعد عندما دخل بيرو باكاشا غرفته
إنها العاشرة ولا تزال في الفراش ؟
لست نائما لكنني أستلقي فقط . عندما لا يكون هناك شيئا تفعله فالأفضل أن ترقد . ليس لدينا الشجاعة على تدمير المساجد ولذلك ليس أمامنا سوى الرقاد .
أنت على حق . إنهم يدمرون مئات المعابد ولكن إذا ألقينا حجرا واحد على مسجد فهل تتخيل العواقب ! الباكستانيون حولوا معبد كاليباري رومان الذي يرجع عمره إلى 400 سنة مضت إلى تراب , ولكن ليس واضحا ما إذا كانت ستعيد الحكومة بنائه
تتكلم حسينة دائما عن إعادة بناء مسجد بابري, ولكن في بنغلادش حتى لو كان هناك أمل في تعويض الهندوس فإن شيئا لا يذكر عن إعادة بناء المعابد . يبدو أنهم لا يدركون أن الهندوس لم يأتوا إلى بنغلادش مع مياه الفيضان . إننا مواطنون هنا مثل أي شخص آخر, لدينا الحق في الحياة , والحق في حماية ممتلكلتنا وحياتنا و أماكن عبادتنا .
واضح أن هذا السلب و النهب ليس بسبب مسجد بابري . في صباح 21 آذار 1992 اختطف مسلمان ابنة رجل هندوسي يعيش في نفس المنطقة و اغتصباها .
يونس ميا رئيس منطقة أوبازيلا و علي ميردا عضو حزب الاتحاد اضطهدا عائلات منطقة موني كانايلايل كثيرا لإجبارهم على الهجرة
واصل الاثنان تبادل الأخبار من هذا النوع عن الهندوس الذين تعرضوا للسرقة أو الخطف أو الإجبار على الرحيل أو الاغتصاب ووجد سورنجان نفسه يستدرج إلى المحادثة . أشعل سيجارة وعندما انتهت نهض من الفراش و ذهب ليغتسل , في طريقه إلى الحمام توقف ليطلب من أمه كوبان من الشاي . كان قد أعطى الألفي تاكا لأمه الليلة الماضية , مؤكد أنها الآن لا تشعر بأن ابنها عديم المسئولية تماما , إنها تبدو أقل توترا اليوم , ربما لأن موقفها المالي أفضل مؤقتا . عاد إلى حجرته ليجد صديقه جالسا مهموما . طلب منه سورنجان أن يبتهج قليلا , هو نفسه يشعر بتحسن الان , فكر في الذهاب إلى غرفة والده ليطمئن عليه . في نفس الوقت جاءت مايا بكوبي الشاي قال سورنجان مازحا :
لقد نحفت خلال الأيام الماضية ألم تحصلي على طعام كاف في منزل بارول ؟
تجاهلت سؤاله وخرجت منزعجة جدا من أخيها أبوه مريض و ليس من اللائق أن بالطبع أن يضحك و يلقي النكات في هذه الساعة , عاد بيرو باكشا من أفكاره و قال :
سورنجان-دا أنت لا تؤمن بالدين , و أعلم أنك لا تصلي و أنك تأكل لحم البقر أيضا , لماذا لا تخبرهم بأنك لست هندوسيا تماما , وأنك نصف مسلم ؟
الحقيقة هي أني إنسان و هذا أكثر ما يعترضون عليه , الغريب أنه لا يوجد تناقض بين المتعصبين المسلمين و الهندوس. لابد أنك لاحظت أوجه التشابه بين الجماعات هنا و بين حزب بهارتيا جاناتا في الهند , كلا الحزبين يسعيان إلى السيطرة على بلديهما المحترمين .
في الهند ليس حزب بهارتيا جاناتا ولكن حزب المؤتمر هو المسئول عن أحداث العنف .
واصل الصديقان مناقشهما عن موقف الأحزاب في كلا البلدين من التعصب الطائفي و طرق استغلالها لأحداث العنف في سبيل الحصول على مزيد من الأصوات الإنتخابية .. قطعت مايا الحديث بدخولها إلى الغرفة , وضعت مظروفا معلقا على المائدة و قالت :
ماما طلبت مني أن أعطيك هذا قالت أنها لا تحتاج إليه .
قبل أن يسأل سورنجان استدارت و غادرت الغرفة . فتح المظروف فوجد الألفي تاكا التي أعطاها لأمه الليلة الماضية , شعر بإهانة بالغة , ماذا تفعل أمه ؟ هل يرفض كبراؤها مساعدته ؟ أم تعتقد أن ابنها العاطل قد سرق هذا المال ؟ انزعج جدا حتى أنه لم يعد يرغب في التحدث مع أحد , ولا حتى بيرو باكاشا , وتمنى أن يتركوه وحده
والد أمه كان محاميا معروفا زوج ابنته ذات الستة عشر ربيعا إلى طبيب شاب ورحل مع عائلته كلها إلى كالكتا على أمل أن تلحق به ابنته وزوجها عاجلا أم آجلا وتمنت هي أن يحدث هذا خاصة أن معظم عائلتهم هناك , ولكنها عائلة غريبة هذه التي تزوجت منها فقد بقيت مع حمويها ست سنوات , حزم فيها الكثير من الأصدقاء و الأقارب أمتعتهم ورحلوا , ولكن زوجها لم يفكر في هذا مرة واحدة , وكانت تذرف الدموع سرا . ومن كالكتل كتب إليها أبوها قائلا:
" عزيزتي كيرون
هل قررت عدم المجيء بعد كل شيء ؟ اطلبي من زوجك أن يفكر في الأمر مرة أخرى . نحن أيضا لسنا سعداء بترك بلدنا ولكننا كنا مجبرين على هذا , أيضا لسنا سعداء جدا هنا و نشتاق إلى بلدنا , ولكن يجب أن نكون عمليين وواقعيين , أنا قلق عليك " .
كانت تقرأ هذه الرسائل وحدها وتبكي . أحيانا كانت تحاول في الليل أن تقنع سودهاموي بالرحيل دون جدوى . لا أحد في عائلة زوجها بدئا بوالد سودهاموي حتى سورنجان كان يفكر بترك بنغلادش. ولم يكن أمامها سوى قبول قرارهم , ولكن مسؤولية الحفاظ على الأسرة خلال كل الأزمات التي تعرضوا لها وقعت على عاتقها . لم تشك أبدا و كانت آخر تضحية قامت بها هي بيع زوج من أساورها الذهبية إلى زوجة الدكتور هاريبادا. لم تخبر أي أحد بالبيت بالأمر . في النهاية ليس الذهب بأهم من زوجها وشفائه . عندما تجد بعض الوقت للتفكير في علاقتها بزوجها كانت تتساءل عن هذا النبع العميق داخله الذي ينشأ منه حبها لزوجها . لم يكن رابطا جسديا , ذلك أنهما لم يمارسا الحب منذ 1971وكان كثيرا ما يقول لها :
كيرونموي أعتق أنني خدعتك .
وبالرغم من أنها كانت تفهم مقصده , لم تكن تجيب بشيء مع أنها كانت ترغب حقا في أن تقول :
لا ... أنا لم أخدع من قال هذا ؟
لكنها لم تكن تجد الكلمات الصحيحة لتعبر عن نفسها فتسكت . فيقول سودهاموي بتنهيدة يائسة :
هل ستتركينني و ترحلي ياكيرو؟ أتعلمين أنني أرتعب أحيانا
لم يكن لهذا السؤال معنى , لأنها لم تكن لتتركه أبدا , أبدا في النهاية هل الجنس هو العنصر الهام الوحيد في العلاقة بين الرجل و المرأة ؟ هل كل شيء آخر تافه ؟ هل خمس و ثلاثون سنة من الرباط الزوجي ليس لهل قيمة إطلاقا ؟ هل من السهل أن نتجاهل الأجداث المحزنة و المفرحة التي اجتازاها معا لاستكمال دائرة حياة الأسرة؟ لا , كانت تقول لنفسها لسوء الحظ جزء من علاقتهما تعطل و لكنها استطاعت تقبل الأمر . وعندما كان يوقظها في منتصف الليل ليعتذر لها ويسألها عما إذا كانت تعاني بسبب عجزه , كانت تقول دائما :
لا , لماذا يجب أن أعاني ؟
لكنها كانت تعلم أنه يمتلىء بالألم و الإحباط من عجزه , خاصة عندما يدفن رأسه في مخدته . وكانت هي أيضا بدورها تستدير نحو الحائط و تقضي ليلة مؤرقة . أحيانا كان يقول :
إذا رغبت في بدء حياة جديدة فلن أمانع .
ليس صحيحا أنها لم تشعر بالرغبة أبدا . عندما كان يأتي أصدقاؤه لزيارته ويقضون الوقت في الحديث كانت ظلالهم تقع أحيانا على حجر كيرونموي و بدون إرادة تقريبا كانت تتمنى أن تصبح هذه الظلال حقيقية , وتتخيل جمال أن يتحول احد الظلال إلى لحم ودم يمكنه أن يريح رأسه على حجرها . لكن رغبتها الجسدية لم تكن لتدوم طويلا , وسرعان ما كان يعتاد جسدها على الحرمان .
لم تتوقف الحياة عند أي نقطة بل واصلت التحرك وبينما يمر العمر بها ىكان يتلاشى حنينها السابق . لقد مرت إحدى و عشرون سنة ولم تعد تشعر بالحرمان الكثير . أحيانا تفكر : ماذا لو كنت ذهبت مع رجل آخر وتبين أنه عاجز أيضا ؟ أو حتى إذا كان عاشقا جيدا هل سيكون ذو قلب كبير و طيب مثل سودهاموي ؟ عرفت أن زوجها يحبها كثيرا . شعرت بذلك بطرق عديدة , وملأها هذا الإحساس أنها بخير . لا يأكل أبدا بدونها ودائما ما يضع الجزء الأكبر من السمك في طبقها , وإذا حدث أن غابت الخادمة ( قبل أن تتدهور حالتهم المادية) كان يعرض عليها المساعدة في الغسيل و تنظيف البيت بوجه عام . في الأمسيات عندما تجلس وحدها وتبدو وحيدة كان يقترح عليها أن يصفف لها ضفائرها , أو يطلب منها الذهاب إلى السوق وشراء زوج من الساري أو يقول لها :
لو كان عندي ما يكفي من المال يا كيرو لاشتريت لك منزلا أكبر . ولكان بإمكانك أن تسيري حافية في الفناء و الحديقة المزروعة بكل أنواع الفواكه و الخضروات و الزهور . في الحقيقة منزل براهما بالي كان يناسبك للغاية , ولكنك تعرفين المشكلة .. المال لم يكن هدفا عندي و لا غاية . لم يكن يبدو أنني لا أستطيع كسب المال , أبوك اطمأن على وضعي المالي وحكم على ذلك من بيتي , الآن لم يعد لدي بيت و لا ثروة . أعلم أننا نعيش فترة صعبة الان و يمكنني أن أنجح و لكنني متأكد من أنك تعانين يا كيرون
كانت كيرونموي تفهم من هذا كله وغيره, أن هذه الروح البسيطة المستقيمة تحبها بإخلاص و صدق . إذا كان على المرء أن يخسر يعض متع الحياة الصغيرة , أو حتى بعض المتع الكبيرة و يحظى في المقابل بحب شخص مثل هذا , فالاختبار لن يكون صعبا بالتأكيد . منذ أن كان عمرها ثمانية و عشرين عاما لم تتحقق بعض رغباتها ولكن في أعماق قلبها و روحها كان يتحرك و يتقلب كل هذا الحب غاسلا في طريقه كل جراح الجسد كل مرة تظهر فيها .
تحولت أفكارها إلى ابنها , أعطاها سورنجان بعض المال , لقد اقترضه بالتأكيد , ربما لأنه شعر بأنه غير نافع , ولكنها لم تعط ظهرها للحائط بعد , ولا تزال تستطيع الاستمرار ببعض المال المتبقي معها , كما أنه لا يزال لديها بعض الحلي الذهبية , لذلك اعادت المال إلى سورنجان دون أن تدرك كم يمكن أن يؤذيه هذا , لذلك حملقت فيه بدهشة عندما دخل حجرتها غاضبا و سألها:
هل تعتقدين أنني سرقت هذا المال ؟ أم أنك تخجلين من أخذ المال من شخص عديم الجدوى و عاطل ! أعلم أنني لا أستطيع أن أفعل شيئا لك .. ولكنني أتمنى لو أنني أستطيع . ألا يمكنك أن تفهمي هذا ؟
كلماته طعنت قلبها ولم تنطق بكلمة
طرق سورنجان باب راتنا . فتحت بنفسها ولم تبد عليها الدهشة من رؤيته . وكأنها كانت تتوقع مجيئه , أخذته مباشرة إلى غرفتها . كانت ترتدي ساريا بسيطا من القطن وراح يتأمل جمالها . تركته و ذهبت لإعداد الشاي . كل ما نطقت به هو " كيف حالك " ؟ ولم يكن هو الآخر أكثر منها كلاما خانته الكلمات لأنه أدرك أنه جاء ليحب إنسانة أخرى بعد بارفين . لأول مرة منذ أيام حلق ذقنه و لبس قميصا نظيفا ووضع بعض الكولونيا أيضا .
والدا راتنا كانا عجوزين جدا . لها أخ متزوج و لديه أطفال . هؤلاء الأطفال الذين لم تقدمه لهم , كانوا فضوليين جدا بشأنه , وظلوا متعلقين بالقرب من الباب يصفرون كل فترة , نادى سورنجان الطفلة الصغيرة ذات السبع سنوات و سألها عن اسمها , فقالت بسعادة :
مرتيكا
ياله من اسم جميل . هل تقربك راتنا ؟
إنها عمتي
أوه
هل تعمل في مكتب عمتي ؟
لا أعمل , أنا أتسكع فقط
بشكل ما و بدا أن تعبير " أتسكع " أعجب مرتيكا وكانت على وشك مواصلة الحديث عندما دخلت راتنا الغرفة بصينية عليها الشاي و البسكويت وبعض الحمص الساخن و نوعان من الحلوى . قال سورنجان :
و يقولون أن الهندوس لا يجدون طعاما في بيوتهم هذه الأيام لأنهم لا يستطيعون الخروج ز ولكن أن هذا لا ينطبق على بيتكم . إذن متى عدت من سيلهيت
لم أكن في سيلهيت ., وإنما في مدن كثيرة و أمام عيني في هابيبونج عندما أحرقوا ثلاثة معابد
من قام بذلك ؟
من غيرهم ؟ المسلمون الذين يرتدون الطواقي و يطلقون اللحى , بعد أن دمروا معبد كالي في السوق الرئيسي نهبوا عيادة أحد أقاربي , الدكتور تابان و دمروها في الثامن من ديسمبر دمروا معبدين في سونامجوني , وفي التاسع نهبوا أربعة معابد و خمسين محلا ثم أحرقوها تماما .
لا بد أنها كانت محلات هندوسية
لم تستطع راتنا منع نفسها من الضحك :
بالطبع
مدت الشاي و الحمص الساخن إليه وقالت :
هل تعتقد أنه من الممكن البقاء في هذا البلد ؟
ولم لا ؟ هل هذا البلد من ممتلكات المسلمين ؟
ابتسمت راتنا , ومسحت لمسة من الحزن ابتسامتها
إنهم يبيعون بيوتهم و ممتلكاتهم بأرخص الأسعار في بهولا , هذا إذا استطاعوا أن يبيعوها أصلا
من يعيش في بهولا ؟ الهندوس ؟
بدون شك
تناول بعض الحمص و قال:
إذن لماذا لا تقولين هذا ؟
كان يعلم أنها لا تحتاج إلى هجاء . حقيقة أن من يتعرضون لهذه المعاناة هم الهندوس. مع ذلك أصر أن تقول أن "الهندوس" هم الذين يطردون . ومهما كان مافهمته راتنا من سلوكه فإنا لم تفعل شيئا سوى التحديق فيه وهو يأكل . عقل سورنجان كان مركزا على شيء واحد فقط هو أنه أصبح مستعد ذهنيا اليوم أن يقول لها بدون تردد : " أحبك كثيرا وإذا كنت تهتمين بذلك يسعدني أن أتزوجك "
عندما نهضت راتنا لإحضار كوب من الماء لمست يده حافة ساريها أثناء مرورها أمامه , ارتعش من اللمسة وفكر أن زواجه منها سيكون شيئا جميلا . إنه لا يريد أن يتزوجها لكي يرسخ حياته الضائعة وإنما لعلمه بأنه سيسعد معها . ولكن ماذا عنها ؟ والذي يختبئ في أعماق عينيها ؟ شعر سورنجان ببعض الإحباط من أنه لا يعلم السبب . قال لها :
جئت لأرى إن كنت " سليمة "
" سليمة " ؟ الكلمة لها معنى واحد لدى الرجال و معنى مختلف عند النساء ما الذي جئت لتراه فعلا ؟
الاثنين
ضحكت راتنا و خفضت رأسها . لم يكن هناك بريق يتلألأفيها عندما ابتسمت , ولكنه وجد متعة في مراقبتها . ودون أن ير فع عينيه عنها تسائل عما إذا كان كبيرا في السن بالنسبة لهل ! هل هو غير مناسب للزواج بالمرة ؟ بينما تدور هذه الأفكار في راسه لاحظ أن راتنا عادت تحدق فيه من جديد . بدا أن هناك نظرة من الافتتان في عينيها . سألته بابتسامة :
ألا تزال مصرا على قرارك بعدم الزواج ؟
فكر سورنجان بعض الوقت قبل أن يجيب :
الحياة مثل النهر , هل تعرفين ؟ النهر لا يتوقف عن التدفق عند أي نقطة ؟القرارات ايضا تتغير , إنها لا تبقى بدون تغير طوال الوقت
استمعت إليه راتنا وعندما نهض ليرحل ضحكت بجمال و قالت :
الحمد لله!
باعتبار ما يتعرض له الهندوس , و الموقف العام , بدا أنه من غير اللائق قليلا أن يسمع كلمات " الحمد لله " ولكن سورنجان لم يتضايق . لم يحتاج أن يسألها عما تعنيه لأنه عرف بالضبط ماالذي دفعها إلى ابداء تلك الملاحظة , أمدته راتنا بنوع من السعادة النقية الخالصة وأراد أن يمسك بأصابعها النحيلة الصغيرة بين أصابعه و يقول " هيا , لنذهب غلى الغابة و حيث نستطيع أن نستلقي معا , تحت حماية القمر و سنطلب منه ألا يخفي ضوءه " كما أراد أن يقول : " فلنغير هذه الأفكار المتخشبة و القرارات القديمة ونصنع شيئا معا " لكنه لم يسنطع أن يقول أي شيء من هذا و مرت اللحظة , نظرت إليه راتنا وهو ينزل السلم وقالت :
أرجوك عد لزيارتنا فقد شعرنا بالاطمئنان أن هناك من يقف إلى جوارنا و أننا لسنا وحدنا .
شعر سورنجان مجددا بحيوية الربيع التي أيقظتها في قلبه ذات مرة العصفورة الصغيرة البهيجة بارفين , ورأى أنه في طريقه للتحليق في سماء السعادة التي فتحتها له بارفين مرة أخرى .
|