{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة )
eyad 65 غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 689
الانضمام: Sep 2004
مشاركة: #7
رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة )
اليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابــــــــــــــــــــــــع

عندما فرش ضوء الشمس الشرفة , عبرت قطة سوداء و بيضاء . هل تبحث عن الطعام ؟ أم أنها تبحث عم مايا ظ

بقد اعتادت مايا على حمل القطة بين ذراعيها و التجول بها . و اعتادت القطة على التسلل تحت غطاء سريرها و الانكماش في دفئها , هل يا ترى تعلم أن مايا لم تعد هنا؟ لابد أن مايا تبكي بمرارة الان , هل قيدوها من يديها و قدميها ؟ ووضعوا قطعة من القماش في فمها ؟ ارتعد من فكرة ما يمكن أن يفعله سبعة رجال لفتاة في الواحدة و العشرين من عمرها , ضربه الأسى و الجزع , شعر أنه متيبس و ميت , هل سورنجان حي ؟ نعم , و بالطبع هو حي , مايا هي التي ذهبت ربما إلى الأبد ز

هكذا هو العالم لا يستطيع فيه أحد أن يضحي بحياته من أجل شخص آخر من الراسخ تماما أنه ليس هناك كائن حي في أنانية الإنسان , فلماذا ينبغي أن يموت أقارب مايا لمجرد أنها ذهبت ؟

صحيح أم حيدر بذا مجهودا هائلا في البحث عنها . إلا أن سةرنجان شعر بأنه لم يبذل قصارى جهده , إنه مسلم مثلهم في النهاية .

بينما يرقد في الشمس يراقب القطة خطر لسورنجان فجأة أن حيدر ربما يعرف الذين خطفوا مايا وكنه تظاهر بعكس ذلك . عندما كان يلتهم الطعام في محل " سوبر ستار " لم يبد القلق على وجهه . على العكس تجشأ با استمتاع بعد الوجبة و دخن سيجارته ببساطة كما لو أنه لم يكن يبحث عن شخص في خطر . فكر سورنجان في أن البحث نفسه لم يكن عملا كبيرا بالنسبة لحيدر , وتذكر أنه دائما ما كان يرغب في التجول ليلا على دراجته . هل كان يحقق هذه الرغبة ؟ هل بذل مجهودا هائلا في البحث عن مايا . أم أنه كان يغالب مشاعره من أجل الصداقة ؟ بالكاد كان مقنعا بمخفر الشرطة , شك في أنه ترك أية تعليمات لزملائه في الحزب . ربما لا تكون لمايا أولوية في برنامجه . هل هذا لأن الهندوس مواطنون من الرجة الثانية ؟ حتى الآن لا يستطيع أن يصدق أن مايا ذهبت . و أنها ليست في الغرفة المجاورة تجلس بجوار الوالد و تدلك ذراعه . شعر أنه لو دخل هذه الحجرة سوف يسمع صوتها تقول :
دادا الن تخرج لتفعل شيئا ؟

فكر بأسف أنه لم يفعل أي شيء من أجلها . كل الأخوات يطلبن من أخواتهم أن الكبار أشياء طفولية . بالطبع طلبت منه هذه الأشياء , لكن سورنجان تجاهلها .

كان مشغولا للغاية , مشغولا بنفسه على أن يعتني بها , الأشياء المهمة بالنسبة له كانت الأصدقاء و السياسة و الحزب . كل هذه السنوات لم يكن سودهاموي و كيرونموي و مايا مهمين على الإطلاق . لم يهتم لأفراحهم ولا لأحزانهم , كل ما كان مهتما به هو مستقبل البلد , عمل جاهدا من أجل علاج الأمراض التي تعني كمنها بلده ... ولكن هل نجح ؟

بمجرد أن دقت الساعة التاسعة هرع سورنجان إلى منزل حيدر المجاور لمنزلهم تماما . كان حيدر لا يزال نائما , ولذلك انتظره في غرفة المعيشة . أثناء انتظاره راوده شك غريب : أن أحد المعتدين , الشاب , الذي يدعى رفيق , هو أحد معارف حيدر وربما من أقار به . ارتجف سورنجان . مرت ساعتان و أخيرا ظهر حيدر

هل عادت مايا ؟
هل كنت سآتي لو أنها عادت ؟
بدا صوت حيدر لا مباليا . كان يرتدي صدريته فقط . هرش صدره العاري , و قال :
الجو ليس باردا كعادته هذا العام ؟ أليس كذلك ؟

هرش نفسه مرة أخرى وواصل :

هناك اجتماع في منزل رئيس الحزب اليوم أيضا . قد يرتبون لمسيرة . عندما وصل نشاط غلام عزام إلى ذروته بدأت كل هذه الاضطرابات .. هذه الأحداث من تدبير الحزب الوطني البنجلادشي بالتأكيد ... إنهم يسعون إلى تحويل القضية لصالحهم .

بالمناسبة يا حيدر , هل تعرف شابا اسمه رفيق ؟ كان هناك شخص بين المعتدين بهذا الاسم
أين يسكن ؟
لا أعلم . إنه في حوالي الواحدة أو الثانية و العشرين من العمر . ربما يكون من هذه المنطقة ؤ.

لا أعتقد أنني أعرف أحدا بهذا الاسم . على أية حال سأكلف رجالي بالبحث .
هيا نخرج .. لا يجب أن نضيع الوقت .. لا أستطيع أن النظر إلى وجه أبي .. إنه يعاني من أزمة صحية .. ومع كل هذا التوتر كل ما آمل فيه ألا تزداد حالته سوءا
لا أعتقد أنه من الصواب أن تظهر معي الآن
لماذا ليس من الصواب ؟
لماذا لا تفهم ؟

بالطبع فهم سورنجان , ليس من المقبول أن يقوم هندوسي بملاحقة مسلمين أو اعتقالهم حتى لو كانو لصوصا و بلطجية و قتلة .. بل لعله يتوقع أكثر مما يجب بمطالبته بفك أسر فتاة هندوسية من أيدي المسلمين .

ترك منزل حيدر خائب الأمل .. أين يذهب الآن ؟ إلى البيت ؟ لا يرغب في العودة إلى هذا المكان الموحش .

لا يزال أبواه يأملان أن يعود إليهما بأخته .. قال حيدر إنه سيكلف رجاله بالبحث .. هل سيبحثون فعلا ؟ في النهاية أنهم لم يفقدوا شيئا ..منهي مايا بالنسبة لهم ؟ لماذا يجب ان يتعاطف المسلمون مع الهندوس ؟ لو أنهم يتعاطفون فلماذا تتعرض منازل الهندوس فقط للنهب و الحرق ؟ لماذا تتعرض للاعتداء منازل سورنجان و جوبال و كاجاليند دون غيرهما ؟

لم يعد إلى البيت , تجول في شوارع المدينة كلها بحثا عن مايا .. مشى بدون هدف تقريبا .. أحيانا يجري .. يشك في أي شاب في حوالي الواحدة و العشرين .. توقف عند محل بقالة .. عينا البائع لم تلتق بعينيه فأصبح مقتنعا على الفور بأنه يعرف أن أخته اختطفت , تسكع في الشوارع من جديد , و أخيرا توقف في نايازيبار ليستريح عند أنقاض دير الهندوس هناك .. لم يتحمل فكرة أن يلتقي بشخص يعرفه .. ما الفائدة على أية حال ؟ سوف يولصلون النقاش حول مسجد بابري .. بالأمس لم يتردد سالم بأن يقول :
طالما أنكم دمرتم مسجدنا , فلماذا تعتبرون أن حرق معابدكم أمر سيء ؟

في الحقيقة كان سالم يمزح عندما قال هذا .. ولكن , كم من الأفكار الجدية يعبر عنها الناس بنكات عابرة ؟ لو أن مايا تعود إلى البيت . ربما تعود يجب أن تعود حتى لو اغتصبوها , على أمل أن يجدها في البيت عاد .

لا شيء , على أية حال , مازال والديه جالسين مكانهما في انتظار المعجزة , أي أخبار يمكن أن أسوأ من عودة مايا ؟ استلقى سورنجان على سريره ودفن رأسه في المخدة . في الغرفة الأخرى استطاع سماع تأوهات والده . فيما بعد , في منتصف الليل وصل إليه صوت بكاء والدته الحاد المرتفع ولم يسمح له بالنوم . لماذا لا يتناول ثلاثتهم سما و يتخلصون من حياتهم ؟ على الأقل سيتوقف ألمهم و معاناتهم الممزقة . كان واضحا الان أنه لا معنى لاستمرار الهندوس في البقاء في بنغلادش




استنتج سودهاموي أن انهياره الصحي وراءه جلطة في المخ أو انسداد في الشرايين , كان متأكدا من أنه سيموت إذا أصيب بنزيف , و الآن يتمنى أن يحدث ذلك , الواقع أنه نصف ميت , لماذا لا يستطيع أن يضحي بحياته في سبيل إنقاذ حياة مايا ؟ إنها تحب الحياة . هربت إلى منزل بارول بمفردها , ولم يرجعها سوى مرضه ليخطفها هؤلاء الوحوش عديمو القلب . اجتاحه إحساس عميق بالذنب , مرة أخرى امتلأت عيناه بالدموع . رفع يده ليمسك بيد كيرونموي , ولكن لا أحد هناك , سورنجان ليس في البيت و مايا اختفت .. كان يموت من العطش و حلقه كان محتقنا و جافا . زوجته أيضا عانته بسببه . أرادت دائما أن تصلي بالطريقة التقليدية ولكنه حذرها من أداء هذه الصلوات في المنزل . كانت مغنية ممتازة ولكن عندما غنت علنا , شتمها الناس وو صفوها بأنها هندوسية عديمة الحياء .. و أثرت هذه الشتائم في نفسها فاعتزلت الغناء تماما .. عندما قدمت هذه التضحية الكبيرة هل وقف بجوارها ؟ هل أيدها ؟ ربما سعر أيضا أنه من الأفضل تجنب هذه الأشياء غير المقبولة اجتماعيا . على مدار اثنين و عشرين عاما بقي نائما بجوارها .. نائما بكل ما تعني الكلمة , لأنه لم يكن هناك شيء يتحدثان بشلنه .. كان يحمي بعفتها , ويساعدها على أن تظل زوجة وفية . ولكن ما ضرورة هذا ؟ ألم يكن نوعا من الخداع ؟ كيرونموي لم تكن تميل أبدا إلى الملابس و الحلي ... لم تقل له أبدا :"أريد هذا الساري " أو " اشتري لي هذه الحلق " .. كان يسألها زوجها :
كيرونموي : هل تخفين عني همومك ؟
فكانت تجيبه دائما :
لا , كل ما يهمني هو رخاء و سعادة الأسرة , سعادتي الشخصية لا تهمني
تمنى سودهاموي دائما أن يرزق بابنة , قبل أن يولد سورنجان وضع سماعته الطبية عل بطنها و قال :
يمكنني أن أسمع دقات قلب بنت , هل ترغبين في سماعها ؟
وذات مرة قال لها :
الابنة هي التي ترعى والديها دائما عندما يكبران .. الأولاد يتنقلون للعيش مع زوجاتهم بعيدا , ولكن البنات .. إنهن يهملن منازل أزواجهن من أجل رعاية والديهن .. هذا حقيقي لأنني رأيت بنفسي البنات وهن يأتين للبقاء مع آبائهن المسنين و المرضى في المستشفى . الأولاد يأتون أيضا ولكن كزائرين فقط .

طوال فترة حملها الأولى كان يجعلها تستمع إلى دقات قلب الجنين الصغير . في العالم كله يتمنى الآباء ذكورا ولمن سودهاموي تمنى بنتا .. عندما كان سورنجان صغيرا , كان يلبسه الفساتين و يصحبه معه التنزه . ثم تحققت أحلامه بمجيء مايا .. اختار لها الاسم بنفسه و قال :

إنه لسم مايا .. لقد فقدت أما ولكني حصلت على واحدة أخرى ..

مايا كانت تعطيه دواءه كل ليلة .. لقد مر موعد تناوله للدواء منذ فترة طويلة نادى " مايا .. مايا " ولم يكن أحد يسمع عويله المتألم سوى زوجته و ابنه و القطة السوداء البيضاء .

02-16-2006, 10:13 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة ) - بواسطة eyad 65 - 02-16-2006, 10:13 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  قصة الحضارة - ول وايرل ديورانت . ( لأول مرة - كاملة ، منسقة ، مفهرسة - 42 جزء -) ali alik 2 2,103 06-22-2012, 05:33 PM
آخر رد: نبع الحياة
  خماسية نور العادلين - هنري ترويا - الأجزاء الخمسة كاملة . ali alik 0 1,403 01-26-2012, 09:38 AM
آخر رد: ali alik
  الكوميديا الألهية - دانتي - ترجمة كاملة 1050 صفحة و ومجلد كتب منوعة جديدة ali alik 3 4,838 07-14-2011, 08:08 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  رواية عالم صوفي/ عرض للدكتور محمد الرميحي بسام الخوري 1 2,574 06-15-2011, 08:50 AM
آخر رد: بسام الخوري
  ايه العقل من رآك (عبدالله القصيمي) نسخة كاملة هدية لفرسان التنوير الوهيم 5 3,956 04-15-2011, 12:53 AM
آخر رد: قارع الأجراس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS