{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة )
eyad 65 غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 689
الانضمام: Sep 2004
مشاركة: #10
رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة )
اليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم العاشــــــــــــــــــــــــــر


تقلب سورنجان في فراشه طوال الليل . منعه الاكتئاب من النوم . جاءت والدته إلى حجرته في الصباح . وبما أرادت أن تسأله عما إذا كان لديه أخبار عن مايا . هل سيعيشون باقي حياتهم بدون مايا ؟ خلال الأيام القليلة الماضية أصبحت الوالدة خامدة الهمة أكثر فأكثر . وظهرت دوائر سوداء حول عينيها و تجعد وجهها . لم تتكلم أو تبتسم دائما . تظاهر سورنجان بأنه نائم .

على مدار هذه الأيام الرهيبة لم يدع أمه ترى معاناته الداخلية . كانت تترك الطعام له على المائدة كل يوم . أحيانا كان صمتها يثير حنقه

أليس لديها ما تقوله لزوجها المريض عن ابنها الحاضر بالبدن فقط أو عن ابنتها المفقودة ؟ هل أصبحت حجرا لا يستجيب لأي شيء على الإطلاق ؟ أليس هناك شيء تعترض عليه ؟ كم هي غريبة سلبية و قاسية و جامدة المشاعر كما لو كانت جثة .

قرر سورنجان أن ينام طوال اليوم . إنه يحتاج إلى النوم انه لم ينم جيدا منذ وقت طويل . و لكن في كل مرة يغلق فيها عينيه كانت تمتد فيها يد حيوانية هائلة تريد خنقه . ولا واحدة ولكن أيادي كثيرة تندفع نحوه . ببساطة لم يستطع أن يحظى بلحظة من السلام ..





نونيجيبال , أحد أقارب سودهاموي البعيدين لأتى من مانيكجوني مع زوجته و ابنه و ابنته لزيارتهم . لم تبد عليه الدهشة من الخراب الذي حدث لمنزل سودهاموي و لكنه اكتفى بأن يقول :

إذن فهم لم يبق4وا على منزلك أيضا ؟

لوليتا . زوجة نونيجوبال مسحت السيندور- الذي يميز نساء الهندوس- عن مفرق رأسها . وسحبت الساري على وجهها لتغطي أكبر قدر ممكن منه أيضا . احتضنت كيرونموي و بكت بصوت مرتفع . ابنتها لوليتا وقفت تراقبها ببلاهة . لم يستطع سودهاموي أن يتذكر اسمها . كانت في عمر مايا تقريبا , ربما أصغر قليلا . نظر نحوها و امتلأت عيناه بالدموع . مايا لم تعد هنا . لم يستطع أن يقبل هذه الحقيقة التي لا تصدق . كان يريد أن يصدق أن مايا بجواره أو أنها خرجت لتلقي دروسها و سوف تعود في المساء .الحقيقة أن كل شخص في البيت ان يراوده الأمل في أن مايا بعد أن تعب و تغتصب و تضرب , سوف تعود ذات يوم . قال نونيجوبال :

دادا , أعتقد أنه لم يعد يمكن البقاء في هذا البلد . ابنتنا كبرت , و هذا يزيد رعبنا .

أبعد سودهاموي عينيه عن الفتاة و نظر إلى صديقه و قال :

لا تقل شيئا عن الرحيل , لا أرغب في سماع هذا .. أعرف أن عائلة جوتام المجاورة لنا سوف ترحل أيضا .. ماذا تعتقد أنك فاعل ؟ أليس هناك مجرمون في المكان الذي تخططون للهرب إليه ؟ أليس هناك أي شيء يدعو للخوف في هذه الأماكن ؟ الفتيات الصغيرات غير آمنات في كل مكان . هل تعرف أن العشب يكون أكثر اخضرارا في أرض الاخرين ؟ هذه هي مشكلتك .

نونيجوبال أحنى رأسه . كان يرتدي " كوتا " و " يبيجاما " مثل المسلمين . لم يكن هناك ما يقوله أمام غضب سودهاموي و لذلك جلس بهدوء , محني رأسه

فجأة انخرطت لوليتا في البكاء من جديد . لم تقم كيرونموي بأي حركة لتهدئتها أو لتتحدث مع ضيوفها . لم تستطع حتى أن تقول أن مايا اختطفت . نونيجوبال كان تاجر أخشاب . أحرقوا المخزن الذي يحتفظ فيه بالخشب ... لكن حتى هذا لم يخيفه بقدر ما أخافها احتمال اختطاف ابنته أنجالي ز

دادا , لولتا لها قريب في فيني بولاية فرشاندبور . خطفوه و سرقوا كل ممتلكاته ز قتلوه بعد ذلك . في بنغالي خطفوا ميكو ابنة شانتدرا التي تبلغ من العمر أربعة عشر عاما و اغتصبوها , ألا تعلم ذلك ؟ الفتاة ماتت , في فيد هرام خطفوا ناديتا ابنة ماريندرا ديرا , في بانشهارامبور خطفوا لبنة كشيتس و اغتصبوها . في تانجالي اختطف تاجر مسلم ابنة سودهير شاندرا باومان , في رانجبور خطفوا ابنه تنكوري شاها , ألم تسمع عن كل هذا ؟

سأله سودهاموي بضعف :
متى حدث كل هذا ؟
عام 1989
كل هذا حدث منذ سنوات و لاتزال تذكر مل شيء بوضوح ؟
كيف ينسى المرء هذه الأشياء ؟
ألم تسمع عما حدث للمسلمات الباريبانو و أنوارة و مونو وارة و صوفيا و سلطانة ؟ الم يختطفن أيضا و يغتصبن ؟

مرة أخرى نكس نونيجوبال رأسه , وقال بعد برهة :

سمعت أنك مريض , في الحقيقة كنت أنوي أن آتي لأراك منذ أيام , ولكن كلن يجب أن أتأكد أن الوضع امن على أسرتي . قبل الرحيل قررت أن أراك ربما لآخر مرة . سوف نرحل الليلة إلى بنا بول عبر الحدود . لن نستطيع أن نبيع منزلنا و ممتلكاتنا و لهذا طلبت من ابن عم للوليتا أن يبيعها لنا متى استطاع .

أدرك سودهاموي أنه لا فائدة من محاولة إثناءه عن الرحيل . لكن الأمر بقي كما هو , لا يستطيع أن يفهم ما الذي يأمل فيه الناس من وراء الرحيل . إذا تناقص عدد الهندوس في البلد أكثر فسوف يزداد اضطهادهم . في الحقيقة إنه موقف خاسر للذين يبقون و الذين يرحلون أيضا . و خسارة للفقراء و الأقليات .

تسءل سودهاموي : كم بالضبط عدد الهندوس الذين يجب أن يعانوا و يموتوا في هذا البلد من أحل تسديد أخطاء هندوس الهند , سواء أخطائهم في الماضي أو الحاضر ؟ لو عرف ذلك , فربما يستطيع أن ينتحر , حتى يقدم بذلك بعض السلام للهندوس .



في المساء جاءت علية بيجوم , زوجة شفيق أحمد لزيارتهم , من قبل كانت تأتي لزيارتهم يوميا ولكن في الفترة الأخيرة توقف كثير من زوارهم عن المجيء , حتى أبو حيدر و أمه لم يأتيا منذ أيام , أدرك كم أصبحت زوجته وحيدة , عندما فتحت الباب نظرت بدهشة إلى علية بيجوم , كما لو أنها لا تتوقع أن يزورهم أحد بعد الآن . ولماذا يفعلون ؟ منزلهم أصبح صحراء مقفرة لا يناسب سكن البشر , نظر سودهاموي إلى وجه علية بيجوم المبتسم , و ملابسها الفاخرة , و حليها المتلألئة , و تسائل عما إذا كانت زوجته تشعر بالنقص في حضورها . و كما كان يفعل دائما سقط في التساؤل عما إذا كان قد ظلمها !


لقد أتى بابنة أسرة مثقفة و متعلمة و ثرية إلى هذه الأسرة اليائسة المفلسة , و فوق كل هذا حرمها من احتياجات الجسد على مدار الواحد و العشرين عاما الماضية , دائما كانت مصلحته هي الأهم , وإلا لماذا لم يصر على أن تتزوج كيرونموي مرة أخرى . ولكن هل كانت سترحل لو طلب منها ذلك ؟ ألم تكن تشتاق سرا إلى حياة مثل حياة علية بيجوم , تمتلىء بالبريق و النشاط ؟ إنها إنسانة في النهاية ولم يكن سيفاجئه أن ترحل , قال لنفسه ألم يكن خوفه من التواري أمامها هو سبب حبسه لهل على الدوام .

لقد كف عن دعوة أصدقائه إلى بيته و نتيجة هذا أصبح بدون أصدقاء و لكن ليس هذا ما كان يقلقه , الأسوأ من وجهة نظره هو احتمال أن تنجذب كيرونموي إلى أحد أصدقائه :" القادرين " لقد حاول أن يعوضها عن عجزه بحبها بأقصى ما يستطيع , ليقنعها بأنها لا يجب أن تتخلى عن مثل هذا الحب من أجل متع الجسد , ولكن هل من الممكن إرضاء مشاعر أحد بالحب فقط ؟ بعد كل هذه السنوات أدرك سودهاموي أن شيئا أكثر من الحب ربما كان مطلوبا .

رأت علية بيجوم حطام الغرفة و سودهاموي نصف المشلول , وسمعت باختطاف مايا , و عبرت عن تعاطفها و حزنها , وفي لحظة ما سألت كيرونموي ك

بودي , أليس لديكم أقارب في الهند ؟
بللى , كل أقاربنا هناك تقريبا
إذن لماذا لا تلحقي بهم ؟
لأن هذا بلدي

لم تستطع علية إخفاء دهشتها من رد كيرونموي . بعد كل شيء كيف يمكن لها أن تقول بثقة علية نفسها , أن هذا بلدها فهم سودهاموي في تلك اللحظة أن كيرونموي و علية , بالرغم من كونهما امرأتين و مواطنتين في نفس البلد , لا يمكن النظر إليهما بنفس النظرة , في مكان ما هناك , يفصل بينهما خط رفيع من التمييز .


02-16-2006, 10:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة ) - بواسطة eyad 65 - 02-16-2006, 10:16 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  قصة الحضارة - ول وايرل ديورانت . ( لأول مرة - كاملة ، منسقة ، مفهرسة - 42 جزء -) ali alik 2 2,103 06-22-2012, 05:33 PM
آخر رد: نبع الحياة
  خماسية نور العادلين - هنري ترويا - الأجزاء الخمسة كاملة . ali alik 0 1,403 01-26-2012, 09:38 AM
آخر رد: ali alik
  الكوميديا الألهية - دانتي - ترجمة كاملة 1050 صفحة و ومجلد كتب منوعة جديدة ali alik 3 4,838 07-14-2011, 08:08 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  رواية عالم صوفي/ عرض للدكتور محمد الرميحي بسام الخوري 1 2,574 06-15-2011, 08:50 AM
آخر رد: بسام الخوري
  ايه العقل من رآك (عبدالله القصيمي) نسخة كاملة هدية لفرسان التنوير الوهيم 5 3,956 04-15-2011, 12:53 AM
آخر رد: قارع الأجراس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS