اقتباس: ]  Logikal   كتب/كتبت [/  
أم أن المسلمين على رأسهم ريشة، و بقية الناس "ملطشة" يجوز فيهم الردح و الشجب و التنديد و السخرية؟  و إن كانوا ينسبون اهاناتهم لنا الى الإله المزعوم، فسنخترع نحن أيضا إلها مثلما فعلوا، و سنقول أن هذه الصور الساخرة هي منزلة منه و لا علاقة لنا بها، و إنما العربية السعيدة هي نبية من هذا الإله الذي أوحى لها بالرسمة. طبعا هذا الحل هو عبارة استنكارية فأنا أؤمن بحرية المسلمين في التعبير عن آرائهم في الغير.

يا لوجيكال، ليس بقية الناس ملطشة يجوز فيهم الردح، هذا يصدق لو أنك سميت الناس بأسمائهم، أي لو مثلا قلت لوجيكال هو كذا وكذا، وليس لو أنني قلت أن الملحد هو كذا وكذا، ووحتى في الحالة الأولى قد يكون الشتم محتملا لأنه انحصر بين شخصين، لذلك تجد عندما تتكلم الواحدة منا ضد الرجل يحاولون احرجها بالسؤال : أليس إخوتك رجال؟ أليس أباك رجل؟ نفس الشيء لو أن واحدا تكلم ضد المرأة يسألونه : أليست أمك امرأة؟ أليست بنتك امراة؟ هناك محاولة "تشخيص" هنا لأن التشخيض يؤدي إلى الإحراج، لو أنك رسمت كاريكاتيرا ضد شخص ما ، فألأمر ينحصر بينك وبينه، أما لو رسمت ضد شخص مشهور فإن كل الناس الذين يحبون هذا الرمز سواء كان نجما سينمائيا أو إعلاميا أو رياضيا سوف يستاؤون كأن الأمر موجه ضدهم ، وسوف يزداد استياءهم كلما كان هذا الرمز أكثر رمزية بالنسبة لهم، لو اخترعت إلها وقلت أن الرسم منزل منه وأن العربية السعيدة نبيته فهذا يصدق لو أن دينها هذا عاش لمئات السنين بعدها، الأنبياء لم يكونوا مقدسين في زمانهم، حتى غير الأنبياء لم يكونوا مقدسين في زمانهم، وكم من لوحات تباع بالآلاف والملايين كان ثمن بيعها في زمنها لا يكفي الفنان الذي رسمها لقمة عيشه، أصدق موقف يعبر عن هذه الفكرة هي حين اشترك شارلي شابلن في مسابقة لتقليد شارلي شابلن وحصل على المركز الثالث! شارلي شابلن فقد (قدسيته) حين كان الناس لا يعرفون أنه هو شارلي شابلن! إن أغلب المسلمين مصرين على أنه لا بأس بأن يسخر منهم كل من يريد السخرية منهم ومن واقعهم الذي هم غير راضين عنه، بشرط ألا يمس شخص النبي أوأي شيء يعتبرونه جوهر الإسلام.
مشكلة هذه الرسومات أنها ليست شيئا ينحصر بين شخصين، بل هي موجهه ضد أكثر من مليار انسان، من شخص واحد شهد له الملايين أنه لم يخطيء، وليست شيئا عاما من باب (اللي على راسه بطحة ..) كطريقة كلام القران عن "الكفار"، حين يتكلم القران ضد الكفار أو ضد الفرق الضالة هو لا يشير بإصبعه إلى مقدس ما بل يتكلم بالعمومية التي تحمل أكثر من تفسير، فمن يشاء يمكنه أن يعرف المؤمن بأنه كل من يؤمن بالله حتى ان لم يكن يؤمن بالرسل، ومن يشاء يمكنه أن يعرف المؤمن أنه من تنطبق عليه صفات المؤمن كما وردت في الأخبار والأحاديث الدينية حتى لو كان ملحدا، ومن يشاء يمكنه أن يقول رأيت في أوروبا اسلاما ولم أر مسلمين ، أو هم كفار لكنهم يطبقون الإسلام أكثر منا، فهذه عبارات لا تشخص ولا تحدد ولا تشير بإصبع الإتهام، أقصد العبارات التي تجدها في الكتب والنصوص المقدسة، "الصابئون والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر.." ستجد من يفسرها على أن الإيمان يدخل صاحبه الجنة حتى لو كان صاحبه صابئا أو مسيحيا أو يهوديا، وستجد آخر يقول لا المقصود بمن آمن بالله أي من يدخل في الإسلام من هؤلاء حصرا وليس من يموت على يهوديته أوصابئيته أو نصرانيته، وهذا كلام غير مقدس أما الكلام المقدس فهو عام يرشد لكنه لا يسخر، وقد يرشد إلى الباطل أو الحق فهذه أمور نسبية هي كما يراها أصحابها، من الطبيعي أن يكون كل دين بما فيه المذاهب الفكرية الإلحادية يعتبر باقي الديانات على باطل، ولم تكن الحرب بين الشيوعية والليبرالية بأقل ضراوة من الحرب بين الدين والعلمنة، وكل أصحاب مذهب فكري علماني أو ديني يرى أن أصحاب المذاهب الأخرى في ضلال وظلام وباطل وسيؤدي بهم ايمانهم بباطلهم الى الشقاء، فكما ترى الشيوعي يتندر بنسبة الفقر والبطالة في المجتمع الرأسمالي ترى اللبرالي يسخر من فقر وبؤس المجتمعات الإشتراكية، والمؤمن يتندر بنهاية الكفار في النار ولأن هذه نهاية غير منظورة لا تثبت بالإحصاءات أو الملاحظات فهو يعززها بالكلام عن أن أي كارثة طبيعية أو شقاء عيش هو نتيجة هذا البعد عن الدين ، لا أذكر أنني رأيت رسما كاريكاتوريا من المسلمين يسخر من كارل ماركس ولا حتى هرتزل ! ابن تيمية كتب "تهافت الفلاسفة" فكتب ابن رشد "تهافت التهافت" ردا عليه، لكن لم نسمع أن أنصار ابن رشد ألفوا النكت والرسوم الكاريكاتورية ضد ابن تيمية ولا أن أنصار بن تيمية رسموا ابن رشد بشكل مهين، هناك أمور يجب أن تظل في اطار الجدية، ثم ما الضرر من احترام مشاعر الآخرين حين لا يضرك أن تفعل ذلك؟ ليست كل الخلافات خلافات صراعية، أنا شخصيا كممرضة لو أنني كنت أعمل في أوروبا فلن أقبل أن أقوم بتركيب قسطرة بولية مثلا لمريض ذكر، إلا لو كان البوي فرند الخاص بي، فهل يرغمونني على ذلك أو يفصلونني كي لا يكون هناك فرق بيني وبين الأوروبيات؟ هناك أشياء في نفسية الإنسان يصعب عليه تغييرها وهم لا يجبرون حتى الشواذ جنسيا على تغييرها فلماذا علينا نحن أن نغيرها إذا كانت لا تضر أحدا؟